رئيس التحرير
عصام كامل

غدًا.. 3 ملايين حاج يقفون بـ"عرفات" لأداء «الركن الأعظم»

حجاج بيت الله الحرام
حجاج بيت الله الحرام

يتجه ضيوف الرحمن إلى عرفات الله ابتداء من فجر غد ليقضوا نهار الجمعة في معية الله، بعدما فرغ عدد منهم بقضاء يوم الثامن من ذي الحجة «يوم التروية» في منى اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ وذلك تلبية لنداء خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، بعد أن أتوا من كل فج عميق تاركين المال والأهل والولد، طامعين في مغفرة الله، وطامحين في رضوانه، وبشرهم الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم بأن من حج بيت الله الحرام ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه.


ويصعد غدا حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر عرفات - ثلاثة ملايين حاج- بعد أن أتوا من أقطار بعيدة يبغون رضاء الله ويطلبون مغفرته، الأسود بجانب الأبيض، الأعجمي بجانب العربي، الفقير بجانب الغنى، المرؤوس بجانب رئيسه، فغدا الكل سواسية أمام الله تعالى في ذلك اليوم العظيم الذي يغفر الله فيه ذنوب كل من آتاه قبل حتى خروجه من عرفة.

إن يوم عرفة يعد من أعظم أيام الله، تغفر فيه الزلات، وتجاب فيه الدعوات، ويباهى الله بعبادة أهل السماوات، فغدا يقول الله لملائكته كما ورد في الحديث القدسي «إذا كان يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهى بهم الملائكة فيقول: انظروا إلى عبادي أتونى شعثا غبرا من كل فج عميق... أشهدكم أنى قد غفرت لهم».

فيوم عرفة هو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة على المسلمين، ويوم مغفرة الذنوب والعتق من النيران، فهنيئا لمن وقف بعرفة غدا ورزقه الله الوقوف بعرفة بجوار قوم يجأرون إلي الله بقلوب محترقة ودموع مستبقة، فكم فيهم من خائف أزعجه الخوف وأقلقه، ومحب ألهبه الشوق وأحرقه، وراج أحسن الظن بوعد الله وصدقه، وتائب أخلص الله من التوبة وصدقه، وهارب لجأ إلى باب الله وطرقه، فكم هنالك من مستوجب للنار أنقذه الله وأعتقه، ومن أعسر الأوزار فكه وأطلقه وحينئذ يطلع عليهم أرحم الرحماء، ويباهى بجمعهم أهل السماء، ويدنو ثم يقول: ما أراد هؤلاء؟ لقد قطعنا عند وصولهم الحرمان، وأعطاهم نهاية سؤالهم الرحمن.

وسيبدأ حجاج بيت الله الحرام في عرفة غدا ،مع آذان المغرب ، في النفرة إلى المزدلفة؛ حيث يصلون بها المغرب والعشاء جمع تأخير، ثم يبدءون في جمع الحصى لرمى الجمرات خلال أيام التشريق الثلاثة، ويقضون ليلتهم في المزدلفة حتى يصلون الفجر اقتداء بسنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يتوجهون إلى مشعر منى لرمى جمرة العقبة الكبرى بعد زوال شمس أول أيام التشريق، ثم يقوم الحجاج بعد ذلك بالتوجه إلى الحرم المكي الشريف بعد أن تكون الكعبة المشرفة قد ارتدت حلتها الجديدة ليقوموا بالطواف والسعي بالنسبة للمقرن والمتمتع والطواف فقط بالنسبة للمفرد، ثم يقوموا بحلق الشعر أو التقصير والتحلل من الإحرام «التحلل الأكبر».
الجريدة الرسمية