رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء المزيف والفيديو "المفضوح" عن عبد الناصر!


ولأنك لا يمكن أن تضحك على كل الناس كل الوقت.. لذا فقد جاء اليوم الذي فيه تتكشف أكاذيب الإخوان التي روجوا لها طوال أربعين عاما بالتمام والكمال.. حتى لو أصبح بعضها مستقرا في عقول الكثيرين.. ولأن الاحتفال بالذكرى الـ 44 لرحيل جمال عبد الناصر كان مبهرا ورائعا وملفتا للنظر.. حتى أنه شارك فيه عدد من الإعلاميين لم يكونوا يوما من بين محبي الزعيم الخالد بأي حال إلا أنهم ربما قرأوا التوجه العام!


لذا.. كان طبيعيا ومنطقيا والحال كذلك وكما شاهد وشهد العالم كله، أن يجن جنون الإخوان.. الإخوان تحديدا لأنهم الأكثر كذبا وزيفا وتلفيقا وحقدا وكراهية وسوادا وسوءا.. ففتشوا في دفاتر فائتة.. وإذا بشخص يزعم أنه ضابط مخابرات سابق يظهر في مقابلة على إحدى الفضائيات، يقول إن عبد الناصر لم يكن مؤمنا!! وإنه كان ضد القرآن والصوم!! ولأن وجه الرجل معروف من مقابلات سابقة لذا فهو الضابط الصغير الذي حمل عام 71 بعضا من تسجيلات رجال الدولة وقتئذ إلى الرئيس السادات، واعتبرت الأشرطة التي سلمها ضمن أدلة الاتهام في قضية مراكز القوى الشهيرة!

السادات رقى الرجل وقربه إليه وضمه إلى حراسته الخاصة، ثم أطاح به بعد وقت قصير ولم يصل قط إلى رتبة اللواء، وكان ضابطا في الداخلية وليس في المخابرات العامة، ولا تعليق إلا الدعوة لبلاغ عاجل ضد اللواء المزيف يخرسه إلى الأبد!

ما يعنينا في الأمر- الآن- هو لجوء الإخوان للدين في محاولات يائسة لـ "اصطياد" الزعيم الكبير في أشرف وأخطر وأهم ما لدى المصريين! الدين والعقيدة! لذا يقومون بنشر الشريط بأكبر طاقة ممكنة وهي ماكينة نشطة جدا في الشر وكل شر.. والحمد لله يتكفل شرفاء وأبناء مصر- ناصريون وغير ناصريين - بالرد ومواجهة الباطل.. لكن ولأن قصة التشويه في العقيدة قديمة عن الإخوان والطعن في علاقة الناس بربهم عندهم مرض مزمن.. وبعيدا عن روايات المقربين من جمال عبد الناصر التي ربما كانت كاذبة وهم يشهدون للرجل ليس بالإسلام والإيمان فحسب وإنما أيضا بحسن الإسلام والإيمان..

وبعيدا عن روايات عديدة بشهادات موثقة عن مسئولين سابقين مثل الشيخ الباقوري، وكيف أفطر في رحلته مع عبد الناصر في شرق آسيا ويرفض ناصر اعتماد رخصة الإفطار في السفر لكونه رمزا لأكبر بلد مسلم وهو ما لا يليق.. نقول بعيدا عن مثل هذه الروايات التي ربما - ربما - كان فيها جمال عبد الناصر يضحك على الجميع فيصلي ويصوم ويقرأ القرآن ويتصدق ويؤدي الفروض قدر الاستطاعة.. بعيدا عن ذلك نتوقف عند شهادة الخصوم.. فربما تحسم الأمر وبالقاضية..

والقصة يرويها أحد رموز التيار الإسلامي.. المعادي سياسيا لجمال عبد الناصر وللناصريين.. الراوي هو الأستاذ محمد أبو الفتوح، عضو الهيئا العليا لحزب العمل وقت التحالف الإسلامي.. رواها في كتاب "الناصرية والإسلام" الذي صدر قبل سنوات طويلة لعبد الحليم قنديل ودعاه الرجل للكتابة هو وآخرين ليسوا ناصريين.. يقول أبو الفتوح إنه صادف أثناء وجوده خارج مصر بزميلة له سورية الأصل.. وتواصلت الحوارات فيما بينهما حتى تطرق الكلام عن عبد الناصر- وحب السوريين للزعيم الخالد أسطوري يعرفه الجميع - حتى قالت له:

جاء عبد الناصر إلى سوريا.. وزار حلب.. ولم تكن البلدة مستعدة لاستقبال الزعيم الكبير فتقرر أن يبات ليلته عند أحد أعيان حلب.. اشترط ناصر ألا يتبدل شيء يضر أو يضايق أهل البيت ووافقوا.. وفي الفجر والكل نائم.. تسللت ابنة صاحب المنزل الطفلة الصغيرة التي لا تعي شيئا لتحاول أن ترى ماذا يفعل في غرفته ذلك الرجل الذي يصفونه بالبطل الكبير.. وعلى أطراف أقدامها وصلت إلى هناك.. وأدركت أنه عند الفجر في حمام غرفته.. وفهمت من الصوت الذي يأتيها أنه يصلي وأنه كان في الحمام ليتوضأ.. ولم يكتف بذلك بل راح يقرأ نصيبا تيسر له من القرآن ثم نام.. ولم يكن الرجل يعرف طبعا أن أحدا غير الله رآه ورأى ما يفعل!!

يختتم أبو الفتوح - الإسلامي - شهادته ويقول في الكتاب وعنوانه ذكرناه - إنه اندهش مما يسمع وكان أول مرة يتلقى صدمة بهذه الرواية التي يسمعها لأول مرة عن عبد الناصر، الذين أشاعوا عنه ما أشاعوا من إفك وأكاذيب.. أما الدهشة الأكبر فكانت عندما قالت له زميلته السورية: "وكانت تلك الفتاة الشقية الصغيرة هي أنا.. أنا التي أمامك الآن"!
لعنة الله على الإخوان..
الجريدة الرسمية