رئيس التحرير
عصام كامل

سأتسلح بأبنائي

 نرفان شعبان
نرفان شعبان

منذ بدء الخليقة تدار الحروب بالأسلحة اليدوية ثم مع تطور التكنولوجيا تطورت الأسلحة التي كانت عبارة عن سيوف وخناجر ورماح إلى أسلحة نارية وأصبح العالم يستخدمها لسنوات كثيرة بكل تطوراتها فكثير من الدول تعمل على تطوير هذه الأسلحة حتى الآن لكن ظهرت لنا بعض الحروب التي لم نكن ندركها نحن الشعوب قبل بضع سنوات مضت، لقد فوجئنا جميعا بمسمى حروب الجيل الرابع الذي انتشر سريعا ليعلن عن بداية حروب جيل لن ولم يستخدم في يوم ما الأسلحة ولكنها حروب أسلحتها العقول والكلمة والقلم، حروب تدار من وراء الشاشات الإلكترونية حروب لم نكن مستعدين لها ولكننا خوضناها ببراعة وقد استطعنا أن نصمد حتى هذه اللحظات.


إأن العالم أجمع يتنافس لكى يكتسب الكثير من هذه الأسلحة التي ستساعد في حصد الانتصارات إنه ليس سلاحا ناريا أو سلاحا بيولوجيا فهو أعظم منها جميعًا إنهم ابناؤنا، نعم إنهم سلاح الجيل الرابع من الحروب فهم من سيقود هذه الحروب من خلال تجنيد عقولهم تحت الكثير من المسميات التي تملأ الشاشات الإلكترونية وكذلك يتغنى بها الأعداء والخصوم.

لذلك علينا أن ندرك جميعًا أن أبناءنا هم الهدف الأول وخط المواجهة، وعليه لابد من تأهيلهم لما يخفيه لهم المستقبل، لقد أصبحت مهمة التربية وإعداد طفل متوازن، ناجح، سعيد، نافع لنفسه ومجتمعه تحديًا كبيرًا يواجه كل أسرة خاصة في ظل وجود عدة مؤثرات خارجية لا يمكن للأهل التحكم بها، تؤثر بصورة أو بأخرى في شخصية وخلفية الطفل.

تعد الأسرة هي المحور الأول لتكوين شخصية أطفالها في المراحل المبكرة لأعمارهم ويكتسبون المهارات المختلفة من جميع أفرادها، فعقل الطفل هو مادة خام نستطيع غرز به كل ما نريده لذلك نوجه عناية كل أم وأب إلى الحرص التام على انتقاء المبادئ والقيم التي يريدون غرزها بعقول أطفالهم ونشأتهم على المصارحة والثقة بالنفس والمثابرة والإصرار والكفاح وتحديد الأهداف ومحاولة الوصول اليها حتى وإن كانت أولى المحاولات فاشلة بالتأكيد المحاولات الأخرى ستنجح ويصلون إلى أهدافهم، إنهم براعم المستقبل والتسامح والوسطية في كل جوانب الحياة سيمنحهم الكثير من الاتزان في حياتهم لذلك احرصوا على إبراز هذه المبادئ أمامهم فنشأة الطفل على سلوك الخير ستجعله شخصا يحب الخير للجميع.

ولا ننسى أن تكوين الشخصية القيادية بهم منذ الصغر يعد أهم النقاط في تحضيرهم للمستقبل ونجاحهم في تجاربهم، وزرع التاريخ بداخل عقولهم حتى يتسنى لهم إدراك أهمية بلادهم، ليس هذا فقط وإنما سيسهل عليهم إدراك العقبات التي يصنعها أعداء الوطن لعرقلة مسيرة التقدم والرقى لأوطاننا، حرصنا التام على ربط انتماء أبنائنا لوطنهم ومؤساساتة سيجعل مهمة الأعداء في التاثير على عقولهم والسيطرة عليها مستحيلة وهنا نكون قد وفقنا في حماية أسلحتنا المستقبلية من استحواذ الأعداء عليها بل سيكون لأبنائنا الدور الأكبر في صد حروب الأجيال القادمة سواء كانت رابعا ام خامسا.

اعلموا جيدًا أن كل كلمة وكل حرف تنطقون بهما أمام أبنائكم وكل فكرة أو عقيدة أو مبدأ هو تكوين لسلاح بلدنا في المستقبل، حافظوا على عقول أبنائكم وشخصياتهم واجتهدوا في تربيتهم وثابروا على نشأتهم بالشكل الصحيح حتى نترك لوطننا أجيالا تستطيع الانتصار على عقول الأعداء والخصوم المتربصين لها.
الجريدة الرسمية