رئيس التحرير
عصام كامل

ولماذا لم تصفع باسم يا خالد ؟!


كثيرون يعتبرون صفحاتهم على المواقع الاجتماعية مساحات للفضفضة..تتجاوز بكثير فكرة الشكوي عند الحزن والألم..أو التعبير عن البهجة عند السعاده والفرح..إنما بلغت حد تناول خصوصيات مهمة تتعدي مناسبات الخطوبة والزواج وأعياد الميلاد.. بل تناول الطعام مثلا..تناول المشروبات..السير على الكورنيش..المرح واللهو على الشواطئ وغيرها..وبلغ الأمر أن أحدهم - وهو صحفي وزميل عزيز ساخر جدا - أنه كان سعيدا وفخورا بتصوير "قدميه" على الشاطي مسرورا بكون أقدامه على الشاطئ وأنها تمرح وتلعب خارج القاهرة وبعيدا عن زحامها وضوضائها دون الاهتمام بأن قدميه في وجه متابعيه وأصدقائه !!

ولم يكن ما رواه الإعلامي خالد أبو بكر ( ولسنا من معجبيه بالمناسبة وﻻ نعرف هل اعتزل المحاماه أم ماذا) عن المشادة التي تمت بينه وبين باسم يوسف هو الأول من مثل هذه الحواديت..أو الشكوي العلنية للناس وللرأي العام..كثيرون فعلوها واشتكوا من سوء للمعاملة تعرضوا له هنا أو هناك..أو سوء استقبال عانوه هنا أو هناك..أو عن تأخر طائرة في مطار هنا أو مطار هناك..أو من طول انتظار وصول مسئول ما تأخر عنهم هنا أو هناك..ولم ينصرف أحد - مرة واحدة - إلى إدانة ذلك المغرد على تويتر أو " المفيس " على الفيس وإنما كان الجميع ينشغلون بالمضمون ويهتمون به ويتابعونه..لكن هذه المرة اختلف الأمر..تركوا الناس الجاني الأصلي وتفرغوا للمجني عليه.. تركوا الشاتم وأمسكوا بالمشتوم..تركوا من بدأ بالغلط...واختتم بالغلط وأمسكوا بمن شعر بالإهانة فانفعل وراح "يفضفض" ككل مرة للناس ولمتابعيه على تويتر!!

بالطبع نفهم ما جري..فاللجان الإلكترونية إياها جاهزة لتصدير رواية مضادة..فإن لم تجد - وهي لم تجد بالفعل لوجود شهود - فراحت تصدر الأزمة على طريقتها وأصبح أبو بكر فجأة مخبرا يبلغ الجهات المختصة..وكأن الجهات المختصة تنتظر تغريدة على تويتر لتعلم ما يجري رغم أنها قطعا موجودة على كل طائرة ذاهبة أو عائدة طوال فترة وجود السيسي في أمريكا بل وقبلها وبعدها بقليل..أو كأن الأجهزة تحصل على معلوماتها بالتغريد أو بالـ "تفييس" ! وهي طبعا حالة من خلط الهبل على الشيطنة..

وكل هذه الحالات - خلط الهبل على الشيطنة - هي المناخ المناسب الذي يجذب الإخوان..وهي المكان الأنسب لشباب 6 أبريل وغيرهم ومعهم بعض "الصيع" المنتسبين زورا وبهتانا للثوار أو للسياسيين..وهي المكان الطبيعي والمنطقي لأنصار باسم يوسف..لكن..لماذا انجذب لها وشارك فيها كثيرون من خصوم الإخوان وأعداء و6 أبريل وغير المعجبين بباسم ؟؟ لماذا تركوا الأصلي وتمسكوا بالفرعي؟ لماذا تركوا الأسباب وأمسكوا بالنتائج ؟ لكن الأكثر دهشة في الأمر هو أبو بكر نفسه.. إذ لا نعرف كيف تماسك وهو يحكي لنا ولأصدقائه ما جري..

وهو ما يدفعنا من فرط الدهشة أن نسأله: تلفظ باسم أمامكم بما لا يليق وكان الأمر أمام زوجته وطفلته ورغم أنكم لفتم نظره لوجودهما إلا أنه لم يتوقف..هو حر وهذا شأنه في علاقته بزوجته وتربية ابنته..ثم قام بسب الرئيس وإهانته وعلي أرض أمريكية وهناك شائعات عن تحصن باسم أمريكيا بما يجعل الغضب يتضاعف عند أبو بكر - أو من المفترض أن يكون كذلك - لكن..ربما خشي أبو بكر أن يتهموه بالتزايد وأنه يفتعل مشاجرة باسم السيسي حتى يبلغ الأمر مسمعه !! 

ولذلك لم يفعل شيئا..لكن..وكما روي بعضهم فقد سب مصر يا رجل ؟ أهان بلدك وبلدنا أمام الجميع يا رجل؟ ثم عدتم جميعا إلى مطار القاهرة فبلغته أنباء ما كتبت فتوقف وشتمك من جديد يا رجل !! قل لي بالله عليك..كيف لم تصفعه على الفور في المرتين؟ عندما أهانك.. والأهم عندما أهان بلدك ووطنك وأين ؟ خارج البلاد ؟ وأين خارجها.. في أمريكا !

لن نغفر لكما يا باسم يوسف ويا خالد أبو بكر.. من أهان مصر ومن سمع الإهانة وصمت..حيث السكوت ليس علامة الرضا وحيث الصمت عار!
الجريدة الرسمية