رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

من المبخراتية للضمنجية وصولا لـ....هااااح


ربما تندهش إذا علمت أن منافقى كل العصور وأصحاب المصالح على حساب كل شىء قد ذهبوا إلى المحتل الغازى المجرم نابليون بونابرت أثناء قتله للمصريين حاملين المباخر بأفخر أنواع البخور خوفا عليه من عين الحسود!! والله حصل ذلك وبالطبع كان الحسود هنا هم ثوار مصر النبلاء الذين رفضوا احتلال وطنهم ودافعوا عنه بأرواحهم خاصة بعد انسحاب المماليك والأتراك حكام البلد سارقى خيراتها..إذن النفاق الذي يصل لدرجة الخيانة موجود عندنا منذ قديم الأذل بداية من كهنة معبد آمون رع والذين ادعوا انعكاس الإله فيهم حيث أن كلمة آمون تعنى بالمصرية القديمة المحتجب !


لا بد إذن للمحتجب في كل زمان أن يجد من يعكس جبروته حتى وإن كان ظاهرة وهمية وسرابا ينخدع به الجميع..فهل نندهش إذن من حلقات النفاق المتتالية والمغلقة على نفس الأشخاص والسحن القميئة التي كانت تلهو وتعبث بعقول المصريين منذ عهد "المخلوع "مبارك حتى يومنا هذا! لا اندهاش مطلقا ولكن يبدو أن الأمر تطور حتى وصل المنافقون لمرحلة أخطر من حملة المباخر الخونة في أيام الحملة الفرنسية، لقد وصلوا لمرحلة الضمنجية.

ويقول الراوى يا سادة يا كرام أن الضمنجية ظاهرة مصرية صميمة لم يكتب عنها الجبرتى كما كتب عن المبخراتية، الضمنجية هم ظاهرة عاصرها العبد لله وهو طفل صغير يلهو في موالد المحروسة وخاصة مولد سيدى عطية أبى الريش في دمنهور.

هم شرذمة من الصبية (الصيع) والبلطجية الفاشلين في أول طريق البلطجة وصغار اللصوص الذين كانوا يرضون بالفتات وأقل القليل من المال الحرام الذي يكسبه أحد لاعبى الثلاث ورقات (القمار الشعبى) في الموالد حيث يقوم هؤلاء بالتمثيل على السذج والقادمين من الأرياف بأنهم زبائن وليسوا متواطئين مع القمرتجى صاحب النصبة، يلعبون على الصورة الصحيحة وفي كل مرة يكسبون، الجنيه بـخمسة والربع جنيه بجنيه! ينخدع السذج بهم فيلعبون ويقامرون بنقودهم وطبعا يخسرون ويتحسرون على ضياع كل ما في جيوبهم !

الآن عندنا ضمنجية جدد يلهون بالوطن ويطبلون لكل مسئول كبير أو صغير، يقامرون بالوطن الذي لا يهمهم في شىء، ينفخون في البيه الوزير أو معالى الدكتور المهندس اللواء المحافظ ويصورون له أنه فلتة زمانه وأن مشروعاته البلهاء وغير المدروسة في كثير من الأحيان ستنقل مصر نقلة حضارية أخرى وإمعانا في النصب فإنهم يذيلون عبارات نفاقهم بالمقولة الخالدة..( وذلك في عهد الرئيس المحبوب)، وإن كان لافتة دعائية فجة تجد صورة السيد الرئيس بحجم كبير تليها صورة المحافظ أو الوزير بحجم أصغر ثم صورة ننوس عين الفساد الضمنجى الوقح بصورة أصغر... طبعا أخوهم الصغنن حلاوة كما كان يسمى تلك النوعية الراحل المبدع أسامة أنور عكاشة.

وضمنجية هذه الأيام يلعبون على وتر الوطنية وقد كانوا من عهد قريب جدا يلعبون على وطن الدين وطهارة الجماعة وورع وتدين ولى الله مرسي ثم إذ بهم ينتقلون لموجة الوطنية في عزف نشاذ ممل يملأ الشاشات وبعض الصحف الخاصة والحكومية حتى وصلنا لقمة الأداء الضمنجى في هااااااح الشهيرة!

أخشى أن لا ينتبه المسئولون لهذه الشراذم التي تخلق حاجزا حقيقيا بين الشارع والحاكم وبين الحاكم والواقع.
fotuheng@gmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية