رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. أمير قطر لـ"سي إن إن": لن نسمح للإخوان بممارسة السياسة ضد أية دولة من الدوحة.. أمريكا طلبت من والدي دفع "حماس" للمشاركة في الانتخابات.. وليست لدينا مشكلة في عودة التطبيع مع إسرائيل

فيتو

دافع أمير قطر "تميم بن حمد آل ثاني"، في حوار مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن دولته ضد الاتهامات التي وجهت إليها بشأن تمويل الإرهاب متعهدًا بتقديم الدعم لمكافحة التنظيم الإرهابي "داعش".


وقال "الأمير تميم"، إن دعمه لمكافحة التنظيمات الإرهابية سيكون مختلفًا من خلال تقديم المساعدات للاجئين ومكافحة تهريب الأموال التي تذهب لمثل هذه التنظيمات.

وأضاف: "أعتقد أن ما يحدث في سوريا هو سبب ما يحدث ومن الضروري معاقبة هذا النظام، فقد استمرت الحرب السورية لأكثر من ثلاث سنوات، بالإضافة إلى أننا ناشدنا بضرورة وقف سفك الدماء في سوريا ومنع الرئيس السوري "بشار" من ارتكاب إبادة جماعية ضد شعبه".

لافتا إلى أنه إذا استمرت أفعال هذا النظام السوري بعد التخلص من التنظيم الإرهابي، سيعود هذا التنظيم مرة أخرى.

وأكد الأمير تميم، أن قطر لا يمكنها المشاركة في العملية العسكرية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بمفردها، لكن إذا كان هناك تحالف لمساعدة وحماية الشعب السوري.

ورأى، أن الحركات الإرهابية تشكل تهديدًا في جميع أنحاء العالم وليس على قطر فقط.

وفى رده على سؤال، حول اتهام الدوحة بتمويل الجماعات الإرهابية، نفى هذا الاتهام، وأوضح أنه يجب التمييز بين هذه الحركات لأن الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى تعتبر بعض الحركات إرهابية، موضحًا أن هناك حركات معينة في سوريا والعراق يعتبرها العالم أجمع حركات إرهابية، وهناك اختلافات بين الدول في موضوع التمييز بين الجماعات الإرهابية التي لا تعتبرها قطر إرهابية مثل جماعات في سوريا، وليبيا ومصر، مشيرا إلى أن بعض الدول تعتبر أية جماعة ذات خلفية إسلامية "جماعة إرهابية".

وأعتبر، أن الدول التي تعتبر أي حركة إسلامية تختلف معها في العقيدة "حركة متطرفة" ترتكب خطأ كبيرًا.

وحول وجود اختلافات مع بعض الشركاء في التحالف فيما يتعلق بدعمه بجماعة الإخوان وحركة حماس، اعترف "الأمير تميم" بوجود خلافات مع بعض الشركاء في التحالف بسبب حالة الفوضى والضبابية في بداية الربيع العربي في المنطقة، مشيرًا إلى سياسة قطر التي اتبعتها وهى مساعدة الشعوب العربية التي طالبت بحريتها وكرامتها مستعينُا بمثال انتخاب الشعب المصري لجماعة الإخوان "الإرهابية".

وانكر دعم "قطر" لجماعة الإخوان المسلمين، فقط موضحًا أن دولته قدمت مساعدات إلى الحكومة العسكرية المصرية قبل تولي الجماعة الإرهابية الحكم وشدد على أن الدعم مازال مستمرًا.

وبرر وجود عدد من قيادات الجماعة الإرهابية في قطر، بأنهم كانوا مهددين وخائفين، وذكر أنهم في أمان وموضع ترحيب في قطر، طالما أنهم لا يمارسون أي نشاط سياسي ضد أي دولة.

وشدد على أن دولة قطر تدعم كل الشعب الفلسطيني، قائلًا: نحن نؤمن بأن حماس هي مكوِّن هام من الشعب الفلسطيني.. لدينا خلافات مع أصدقاء يعتبرونها مجموعة إرهابية، نحن لا نعتبرها كذلك، وقبل 10 سنوات طلب منا الأمريكيون التحدث إلى حماس لحملها على المشاركة في الانتخابات الفلسطينية.. وكان الأمير الوالد قد قال لقياديي حماس آنذاك إن الأمريكيين طلبوا أن تشاركوا في الانتخابات المقبلة، وكان ردهم أننا سنشارك، ولكن هل تعتقد أن المجتمع الدولي سيقبل بنا؟.. فقال والدي أجل، لأن الأمريكيين سألوني أن أطلب منكم المشاركة.. وشاركوا.

وعن الفرق بين حركة حماس قبل 10 سنوات وحركة حماس اليوم، قال "الأمير": “أعتقد أن الفرق هو أن حماس باتت اليوم أكثر واقعية.. فقياديوها يؤمنون بالسلام ويريدون السلام، ولكن على الطرف الآخر أن يؤمن بالسلام، وأن يكون واقعيا أكثر”.

وحول العلاقات القطرية – الإسرائيلية، قال “إننا نؤمن بالسلام.. منذ عامي 1991 و1993 ومنذ عملية أوسلو وما بعدها ساعدنا كثيرا في التقريب بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. إن الحرب في غزة قبل 3 سنوات والعدد الكبير من القتلى الذين سقطوا دفعانا إلى قطع علاقاتنا الرسمية مع إسرائيل، ولكن في المقابل نحن نؤمن بأن الطريقة الوحيدة للخروج من هذا الوضع هو التوصل إلى السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. علينا الضغط على الجانبين للتوصل إلى السلام”.

وتابع: لا مشكلة لدينا في إعادة هذه العلاقة مع الإسرائيليين طالما أنهم جادون في السعي إلى السلام وفي حماية الشعب الفلسطيني.

وعن إستراتيجية دولة قطر في السياسة الخارجية، قال "الأمير": "نؤمن بالسلام والحوار والوساطة بين الدول لحل المشاكل.. ونحن شعب ناجح جدا.. وهذا ما سأسعى إلى التركيز عليه.. لست مع طرف ضد آخر.. لدينا طريقة تفكيرنا الخاصة بنا في السياسة الخارجية وعلى الآخرين احترام ذلك".

واردف: “أن سياسة صاحب السمو الأمير الوالد هي الأفضل لقطر وخاصة فيما يتعلق بالحوار وتسوية المشاكل والوساطة وهذه ستكون سياستي.. بالطبع لا نعلم ما قد يطرأ في المستقبل”.

وردا على سؤال بشأن إمكانية التوصل إلى حل تفاوضي في سوريا، قال: "هدفنا حماية ومساعدة الشعب السوري.. كانت انطلاقة الثورة سلمية في سوريا إلا أن النظام بدأ القتل والمجازر في حق شعبه.. وعندها دعونا إلى توفير السلاح للشعب السوري من أجل حماية أنفسهم، وأنه ما لم نقم بذلك ستحصل مجازر أخرى في سوريا.. هذه الطريقة الوحيدة التي يمكن فيها مساعدة الشعب السوري".

وبشأن استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، قال: "لدينا كل الحق كبلد عربي ومسلم في تنظيم بطولة كهذه.. على الجميع أن يفهم أن عرض قطر كان الأفضل وأنها ستنظم إحدى أفضل البطولات.. لقد واجهنا عروضا تقدمت بها دول كبرى، ومن الطبيعي أن يتفاجأ البعض بأن يفوز بلد صغير بتنظيم هذه البطولة".

وأضاف: "بالنسبة إلى العمال، صحيح لدينا مشكلة ونحن نطبق القوانين.. لا أقبل أن يكون هذا مصير العمال الذين يأتون إلى بلدنا للمساعدة في تطويره، وبأن يعيشوا في مناخ غير مناسب لهم، فاقتصادنا يشهد نموا متسارعا ومئات الآلاف من العمال يأتون طلبا للعمل، هناك الكثير من القوانين التي تخضع للتطوير، لا أنا ولا أي قطري يقبل بما حصل، ولكن ما يحصل الآن هو أن كل الإعلام العالمي يسلط الضوء على قطر بسبب كأس العالم، إذا كان الإعلام يريد أن يتكلم عن هذه المشاكل فليتكلم أيضا عن تلك القوانين التي نحن نعمل على تطويرها وتطبيقها".

أما عن إمكانية القبول بإقامة بطولة كأس العالم في الشتاء، قال: "قُدم عرضنا على أساس تنظيم البطولة في الصيف، لدينا الآن تكنولوجيا جديدة وبنينا مدرَّجات مكيفة نستخدمها منذ 10 سنوات وهي فعالة ويمكن الاعتماد عليها، المناخ بالنسبة إلى اللاعبين والمتفرجين سيكون ممتازا، لقد جربنا ذلك والحر ليس مشكلة، أقبل باختيار أفضل وقت للبطولة من حيث المناخ، والاتحاد الدولي لكرة القدم "الـ«فيفا»" هو من يقرر موعد إجرائها ونحن سنحتاج إلى هذه التكنولوجيا سواء أجريت البطولة في الصيف أو في الشتاء".
الجريدة الرسمية