رئيس التحرير
عصام كامل

فلنرفع نقابًا يستر الحقائق


منذ دخل خليفة الغوغاء الموصل مع جيشه من الدمويين المهووسين بالسلطة على عباد الله ونحن المصريين بالخارج ننبه الولايات المتحدة والاتحاد الأوربى بأخطار هذه العصابة من الإرهابيين !


خطابات واتصالات للاتحاد الأوربي المنحوس اقتصاديا من منظمات حقوق الإنسان ومن أفراد عاديين، وعلى يدى أنا شهدت ذلك، من أجل وقف تهجير المسيحيين في الموصل. ولم نجد في البرلمان الفرنسي اشتراكيا واحدا من الأغلبية التعسة الحالية يقبل رئاسة مجموعة برلمانية لدراسة هذا الموضوع واتخاذ تدابير فيه ! حتى أن نائبة مسيحية من الأقلية اليمينية قامت واستجوبت وزير الخارجية الفرنسي وكان رده بائسا مثله: إننا عملنا كل ما يمكن عمله في هذا الشأن: فتحنا باب الهجرة للمضطهدين والضحايا من العراقييين إلى فرنسا، إجابة تضحك الجميع لو لم يكن الأمر جللا !

ثم ساد الصمت الكامل من الحكومة الفرنسية تجاه ما يحدث في الموصل رغم صيحات الجميع منذ شهور طويلة وفي اتجاه آخر: خطابات واتصالات مع عبقرى زمانه نبى حقوق الإنسان الأمريكى وخطاب مفتوح له أعرف أنه وصله وقرأه وإعلاميون يصرخون منذ أشهر عديدة ومظاهرات تشكل في أمريكا لوقف مجموعة داعش الإرهابية التي ساندها الإخوان ورفضوا أي إدانة لها بما في ذلك القرضاوى ! وكل ذلك والولايات المتحدة تغرق في صمت عميق..منذ شهور والصمت المستفز الجبان كعادته يعجز عن مواجهة الحقائق ومنذ شهور ونحن نتتظر تصريحا أو كلمة واحدة من أي من أصحاب السلطان ولا تأتى منهم كلمة واحدة تبل الريق ! إلى أن تلقى القنبلة في وجه الصامتين.

.. فماذا يحدث ؟
مقتل صحفيين أمريكيين..ثم مقتل مواطن فرنسي..ثم يتململ الأمريكيون من صمت رئيسهم الأعظم ويطالبون بالردع أما الفرنسيون فطبعهم مختلف: أسرة الفقيد تذهب إلى قصر الإليزيه رأسا وتطلب مقابلة رئيس الجمهورية أمام كاميرات الصحافة الفرنسية كلها ! وهنا فلنرفع ستارا يستر الحقائق !

يضطر الحقير الأعظم للتحرك ويأمر تابعه قفه الفرنسي بالتحرك عسكريا كما وعدوا مواطنيهم. ما كان أجدى أن يتحركوا فورا ضد هذه الجماعات الإرهابية التي طالما طالبناهم بمواجهتها منذ المهد وقبل ذبح الآلاف من الأبرياء وتهجير ١٦ ألف أسرة مسيحية.

لكن العهر الحقيقى ليس هنا ! هنا يقطن فقط الجبن والرعدة وانعدام أي شكل من أشكال الشجاعة والرضوخ لرأى عام غاضب عليهم ليس إلا !

العهر الحقيقى هو أن يقف رئيس الجمهورية الفرنسي أمس في الأمم المتحده ليحدثنا عن مقاومته للإرهاب ولدفاع فرنسا عن المعانى الإنسانية وحقوق الإنسان وعن اشتراكها اللازم في القذف الجوى من بعيد لبعيد للدبابات وعربات الجبش الداعشى الصفحة ليس إلا ! ويبقى أفراد الجيش الداعشي بسيوفهم وخناجرهم ليذبحوا ما تبقى من بشر بينما عباقرة الغرب يقذفون الدبابات والعربات المصفحة حسب الخطة الموضوعة لهم دون جندى واحد على الأرض ! ويتشدقون أمام العالم أجمع ببطولة وهمية هي أقبح من التخاذل الأول لأن التدخل جاء متأخرا جدا ! ولم يكن باعثه إلا التكتيك القذر والحسابات العفنة لإرضاء آخرين يضغطون عليهم !!!

العهر الحقيقى هو أن تجد الفضيلة في عيبك والبر في شرك، ثم تصدق كذبك وتنشر إلى العالم فضائلك الوهمية حتى تحلو في عين نفسك وفي عين الآخرين ! ويل لكم أيها الحيات أولاد الأفاعى من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتى !


الجريدة الرسمية