رئيس التحرير
عصام كامل

في حضرة " الثعلب" كيسنجر !

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسى

توقفت أمام لقاء مثير للرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية الأمريكي الأشهر هنري كيسنجر وكذا وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت وآخرين على هامش زيارة الرئيس المصري لنيويورك لحضور قمة المناخ وإلقاء خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورة انعقادها الحالية.


لقاء السيسي -كيسينجر أعاد للأذهان زمن دبلوماسية المكوك وصولات وجولات وزير الخارجية الأمريكي الأشهر 1974 -1977 ومستشار أمنها القومي الأسبق وقد لعب دورا مؤثرا في حرب أكتوبر مفاوضا ووسيطا لأجل وقف إطلاق النار وكانت لقاءاته مع الرئيس السادات ذات دلالات أليمة على المقريبن من دائرة صُنع القرار وقتها ولا أنسى تعبيره عن دموع الفريق الجمسي في فندق كتراكت في أسوان باكيا التنازلات التي تحصل عليها كيسنجر من السادات منفردا دون حضور الوزراء المعنيين بالتفاوض ومنهم وزير الحربية وقتها الفريق الجمسي.

كيسنيجر الثعلب العجوز "ثروة" أمريكية في مشهد لا تخطؤه الأعين تقديرا لفكره وتاريخه في دولة لا تقصي رجالها وتضعهم في الصدارة دون تقيد بالبقاء بالمنصب والصورة التي جمعت كيسنجر بالرئيس السيسي ذات دلالة بل وتصريحاته عن تقديره للصعاب التي يواجهها الرئيس السيسي ذات أهمية بالغة.

الثعلب كيسنجر ذو الأصل اليهودي والمدافع الأشهر عن إسرائيل توسط لأجلها في حرب أكتوبر وقد بكت له رئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائير كي يطلق الرئيس السادات سراح الأسري الإسرائيليين لدى مصر وقد حدث. كيسنجر الأمريكي لا شبيه له في العالم العربي لأن الحكام لا يعترفون بالوزراء وهم سكرتارية بحسب تعبير الدكتور كمال الجنزوري الشهير في زمن حسني مبارك.

وقد كان مثيرا أن يكون التفاوض والحوار في زمن الرئيس السادات بين "كيسنجر" الوزير والسادات الرئيس والوزراء المعنيون بالخارج نأيا عن قاعة الاجتماعات. لابد إذن من الاستفادة من ذوي الكفاءة بحيث لايتوقف العطاء بعد مفارقة المنصب وذاك يستلزم حُسن الاختيار. كم في مصر "آلاف" مثل كيسنجر ولكن لايشعر بهم أحد.!
الجريدة الرسمية