رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"فيسك": الحرب على "داعش" لصالح الأسد.. التحالف أثبت صحة المثل العربي "عدو عدوي صديقي".. "التنظيم" خرج من رحم القاعدة بفضل الغزو الأمريكي على العراق.. والحكومة السعودية تحارب "داعش" ومواطنوها تبرعوا له

الكاتب البريطاني
الكاتب البريطاني روبرت فيسك

قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك: إن الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، يخدم الرئيس السوري بشار الأسد وتساعده ببقاء نظامه على قيد الحياة.


وأشار فيسك، في مقاله بصحيفة الإندبندنت البريطانية، إلى كسب الأسد مزيدا من الدعم العسكري والسياسي لحظة توسيع واشنطن حربها ضد داعش وشن ضربات جوية داخل سوريا.

وأوضح فيسك، أنه مع انفجار القنابل والصواريخ الأمريكية في أنحاء شرق وشمال سوريا يستطيع الأسد الآن التعويل على الولايات المتحدة وروسيا والصين وإيران ومليشيات حزب الله والأردن ومجموعة من دول الخليج الغنية ليبقي نظامه على قيد الحياة.

وأضاف فيسك: أن المثل العربي "عدو عدوي صديقي" يحتوي على حكمة أثبتها الأسد من معقله في دمشق، لكي يكون أقوى رئيس دولة على وجه الأرض بعدما كانت تسعى الدول في العام الماضي لقصف نظامه هم الآن يحاولون قصف أعدائه.

وتابع فيسك: أن السنة السعوديين الذين مولوا بتبرعاتهم الخيرية جماعات تعرف باسم داعش، يجدون الآن حكومتهم تساعد أمريكا على تدمير هذه الجماعة، في حين إيران الشيعية وأعوانها في حزب الله تقاتل الجهاديين الجلادين السنة قاطعي الرءوس على الأرض وتنهال فيه القنابل والصواريخ الأمريكية لتدمير الأعداء أمامهم.

وأوضح أن أوباما هو آخر شخص سيرغب الأسد أن يقترن اسمه به، وأن النظام السوري سيشاهد بقلق بالغ استخدام الولايات المتحدة غير الشرعي لمجاله الجوي وهو يتوسع لا محالة ليشمل المزيد والمزيد من الأهداف خارج النطاق الأساسي المحدد للضربات.

وبغض النظر عن الخسائر المدنية في إدلب، فإن الاستهداف الأمريكي لجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة يشير إلى أن أهداف وزارة الدفاع الأمريكية تتجاوز تنظيم داعش، ولكن طالما الولايات المتحدة قررت تمويل وتدريب المعارضة المعتدلة ضد داعش والنظام السوري، فلماذا لا تقوم هي بقصف العدوين وكيف سيكون رد فعل السوريين الذين يدعمون المعارضة المعتدلة بعد سقوط مدنيين وليس قوات الأسد.

وأضاف فيسك: أن دول الخليج العربي لم تظهر حتى الآن أي دليل على أنها شاركت فعليا في قصف أهداف في سوريا، وأن الأردن وحدها هي التي أعلنت أنها شاركت في الهجوم على داعش، يبدو أنهم قصروا تعاونهم على توفير خطوط الإقلاع والهبوط للطائرات وطائرات الصهاريج وربما القيام بدوريات في المياه الآمنة في الخليج.

وأشار فيسك، إلى أن داعش خرجت من رحم القاعدة في العراق التي امتصت المقاومة ضد الغزو الأمريكي غير الشرعي للعراق في عام 2003.

وتساءل فيسك: أنه إذا كان بوش وبلير لم يقوما بمغامرتهما في العراق، فهل كان لأحد أن يتصور أن الولايات المتحدة ستكون هي من يساعد الأسد على تدمير أعدائه اليوم؟

واختتم فيسك مقاله: أن السخرية لا تكفي لوصف كلمات مبعوث السلام في الشرق الأوسط الذي حول نفسه هذا الأسبوع إلى مبعوث حرب بعرض احتمال نشر مزيد من القوات الغربية في العالم الإسلامي.. وتساءل: هل يفترض أن يضحك النظام السوري الآن أم يبكي؟.
Advertisements
الجريدة الرسمية