رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الفخ منصوب !


السؤال الآن: هل ستذهب مصر إلى الحرب في سوريا والعراق، ضد قوات التتار الجدد المسماة بداعش، تنفيذا لدعوة، واستراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما؟

لن تذهب مصر إلى حرب، لمواجهة إرهاب على بعد الآف الأميال، وتترك الحدود مفتوحة أمام العدو نفسه على أبواب الوطن من فوق ومن تحت ومن الغرب مع ليبيا. ويلفت النظر، أن خطة أوباما، التي نشطت فجأة عقب عمليتي الذبح للرهينتين الأمريكيين، صريحة في أن المشكلة تخص العرب، وأن أمريكا لن تقوم بدور هؤلاء العرب وخوض حرب برية بالنيابة عنهم، ونلاحظ أيضا أن بيان جدة، الذي لم توقع عليه تركيا، قال بوضوح إن الدول العربية العشر لن تحارب بقوات على الأرض، فمن إذًا سوف يحارب داعش وشركاءها؟ لقد قطع أوباما مرارا أنه لن يرسل قوات قتالية برية، واكتفي بإرسال ٣٥٠ خبيرا ومدربا، زادهم إلى ٧٠٠، وزادهم إلى ١٥٠٠، لكنه اعتبر إرسال ألوية أمريكية خطا أحمر، فمن سيحارب داعش إذا؟

هنا نقطة ضعف الخطة الأمريكية، كما أنها نقطة كشف الخبث الأمريكي. مسئول أمريكي سابق في البنتاجون أكد أن خطة أوباما ستفشل بالضرورة، لأنه سيعتمد على القوات العراقية، وقوات الأكراد، وضربات جوية مكثفة، لكن المركز الرئيسي لتنظيم داعش يقع في محافظة الرقة السورية، حيث التموين والمعدات والأفراد والدولة، ومن ثم فإن الضرب هناك بدون عيون على الأرض توجه معلومات قائد القاذفة، حول الأهداف المنتقاة، تنفيها أو تؤكدها، يجعل العمليات فوق سوريا عبثا.

وصحيح أن الأسد مركز بطاريات دفاعه الجوي حول دمشق، وفي اتجاه الجولان وإسرائيل، مما يسهل عمليات الجو الأمريكية، إلا أن الاعتماد على الجيش الحر يعني إنفاق نصف مليار دولار وثلاث سنوات من التدريب، حتى يمكن جني الثمار على الأرض! 

الوجه الخبيث في الخطة الأمريكية أنها اعتمدت النفس الطويل، والأموال العربية والتسهيلات الإقليمية، وبالتالي سوف يجني الاقتصاد الأمريكي أموالا طائلة، ستساعد الديمقراطيين، ومرشحتهم هيلاري كلينتون، على خوض سباق رئاسي شبه مضمون النتائج ! اللعبة كبيرة ومخيفة، لقد صنعوا الوحش، ويستأجروننا عليه لمنعه عنا! 

مصر درست الموقف كاملا، وتعي دورها، وحدود قوتها، وأين بالضبط يجب توظيف هذه القوة، خصوصا أن الأمريكان لم يعلنوا صراحة أن حرب الخليج الثالثة، ستحصل على شرعية من مجلس الأمن، وهم يتفادون الذهاب إلى المجلس لأن الفيتو الروسي والصين معلق بسقف قاعة مجلس الأمن.

عدونا داعش والنصرة والقاعدة، الأبناء الشرعيون للفكر الإخواني، قلناها، ورددها قبل أيام ديك تشيني نائب بوش السابق، ونحن أولى بقتاله إن مس ترابنا. الفخ منصوب لكن العقول المصرية واعية وصاحية !
Advertisements
الجريدة الرسمية