رئيس التحرير
عصام كامل

في الذكرى الـ 46 لإنقاذه.. معبد أبوسمبل تحفة معمارية.. اليونيسكو أنقذت نفرتارى ورمسيس الثانى من الغرق.. الشمس تحتفل بتتويج الملك وميلاده مرتين بالعام

فيتو

هددت مياه بحيرة ناصر المتزايدة معبدي رمسيس الثاني ونفرتاري في أبوسمبل أثناء إنشاء السد العالي وتقرر نقل المعبدين إلى موقع آخر في عام 1964 حيث قام فريق دولي برعاية هيئة اليونيسكو بإعادة تشييد المعبدين على مسافة 200 متر للخلف وارتفاع نحو 60 مترا وتم فك جميع أجزاء المعبدين وأعيد تركيبهما داخل بناء خرساني بنفس الشكل السابق بحيث يصعب اكتشاف الفك والتركيب.


مرت على إنقاذ المعبد من الغرق 46 سنة وزعت الإدارة العامة لآثار أبوسمبل بوسترات تذكارية على السائحين الذين زاروا معبد أبوسمبل في ذكرى إنقاذه يد منظمة اليونيسكو في الستينيات من القرن الماضي.

يعد معبد أبو سمبل أكبر معبد منحوت في الصخر بالعالم وهو تحفة معمارية وهندسية للقدماء المصريين، نُحت في صخرة على الضفة الغربية للنيل، وللمعبد واجهة ضخمة تضم أربعة تماثيل لرمسيس منحوتة في الصخر وتماثيل أخرى يجلس اثنان منهما على كل جانب بالمدخل، وتمثل الملك رمسيس مرتديا التاج المزدوج لمصر وبين أرجل كل تمثال نجد تماثيل للملكة نفرتاري والأطفال الملكيين، وتمثال لإله الشمس "رع حور ماخيس" الذي يتمتع برأس الصقر.

تتعامد الشمس على تمثال رمسيس الثاني مرتين في العام الأولى في الساعة 6:25 دقيقة صباحًا يوم 22 فبراير من كل عام وذلك احتفالًا بميلاده، والثانية الساعة 5:55 دقيقة صباحًا يوم 22 أكتوبر من كل عام أيضًا احتفالا بذكرى تتويجه وتوليته عرش مصر، ويتسلل شعاع الشمس على وجه الملك ويملأه نور داخل حجرته في قدس الأقداس، حيث تعكس تلك اللحظة شعورًا بالرهبة والسحر والغموض في جمال منظر شعاع الشمس الذي يتحول إلى حزمة ضوئية تضئ وجه التماثيل الأربعة داخل المعبد.

توصل علماء الفلك بالرغم من مرور آلاف السنوات على بناء المعبد إلى أن المواعيد التي حددها علماء الفلك القدماء لن تتغير، لأن سر تلك الظاهرة يكمن في نتيجة الحركة الحقيقية لدوران الأرض في مدى شبه دائري حول الشمس وتتبعه حركة ظاهرية تسمى بدائرة البروج السماوية وهى دائرة تميل بمقدار 23.5 درجة ويطلق عليها الفلكيون دائرة الاستواء السماوي، ولذلك تكون للشمس حركة يومية للمكان التي تشرق منه على الأفق فهي تشرق ناحية تجاه الشرق يوم 21 مارس و23 سبتمبر من كل عام مع بداية الربيع والخريف.

وتشرق الشمس في الربيع والصيف من ناحية الشرق مع انحرافها لبعض الدرجات ناحية الشمال وتبلغ قيمة الانحراف أقصاها يوم 21 يونيو بمقدار 23.5 شمالا، أما في الخريف والشتاء تشرق من الشرق مع انحرافها درجات ناحية الجنوب وتبلغ قيمة الانحراف أقصاها يوم 21 ديسمبر مقدار 23.5 جنوبا. وبعد تلك الحسابات نجد أنه لو كان الممر طويل على الأفق ومغلق من ناحية الغرب تتعامد أشعة الشمس على جداره مرتين كل عام، ولو كان محور الممر في اتجاه الشرق أو منحرفًا عن ناحية الشمال والجنوب بزاوية مقدارها 23.5 درجة كحد أقصى يصبح الأمر طبيعي لدخول الشمس مرتين كل عام، لأن درجة انحراف الشرق الحقيقية هي 10 درجات ونصف جنوبًا.

وأختلفت مواقيت تعامد الشمس على تمثال رمسيس، حيث أنها كانت يومي 21 أكتوبر و21 فبراير قبل عام 1964، ولكن بعد نقل معبد أبو سمبل لإنقاذه من الغرق تحت مياه بحيرة السد العالي في بداية الستينات من موقعه القديم ونحته داخل الجبل في موقعه الحالي، أصبحت الظاهرة تتكرر يومي 22 أكتوبر و22 فبراير، لتغير خطوط العرض والطول بعد نقل المعبد 120 مترًا غربًا بارتفاع 60 مترًا.

ومن ناحيته قال حسام عبود مدير عام آثار ابوسمبل إن وزعت اليوم بوسترات تذكارية تحمل صورًا نادرة لأنقاذ معبد أبوسمبل على 80 سائحا كانوا ضمن التفويج السياحي الصباحي القادم من مدينة أسوان بالتعاون مع المرشدين السائحين المرافقين للمجموعات السياحية.

أضاف أن السائحين أعربوا عن سعادتهم البالغة بزيارتهم للمعبد في ذكرى أنقاذه من الغرق وعودة الزيارة إليه في احتفالية كبيرة نظمت في 22 سبتمبر من عام 1968،مشيرًا إلى أن أنطباعات السائحين إيجابية للغاية تجاه تلك البوسترات وأعتبروها وثيقة تذكارية تعكس زيارتهم للمعبد في هذا اليوم التاريخي.
الجريدة الرسمية