رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هل يظهر"أحمد رجب" جديد!


لقد أثار رحيل الكاتب الساخر الفذ أحمد رجب شجونًا ومواجع على الصحافة وغياب التكريم الحقيقي عن روادها الحقيقيين.. فقد ترك الراحل فراغًا يصعب ملؤه في زمن متهافت ناضب، يتناقص فيه المبدعون ويقل فيه الموهوبون.. فقد كان أحمد رجب كاتب الشعب الأول ثوريًا في أفكاره، شابًا في رؤيته، ينتقد بشجاعة وموضوعية ولا يغضب منه أحد.. لم يتلون، ولم يغير جلده ومبادئه مثلما يفعل كثير من كتاب هذا الزمن.. كانت كلماته قليلة الأحرف عميقة الدلالة والمعنى، عنوان الحقيقة والموضوعية والحرفية.. أعطى الكثير لمهنته وجمهوره ووطنه، وحصد القليل من التكريم عند رحيله.

نموذج أحمد رجب ربما لن يتكرر كما لم تتكرر مواهب أخرى غيبها الموت عنا، مثل رفيقه وتوءمه الراحل مصطفى حسين الذي زامله في رحلة نجاحهما الصحفي في أروقة الزميلة أخبار اليوم..لكن الذي يجب ألا ننساه أن الصدق والموضوعية والمهنية وحب الوطن أساس نجاح أي عمل..والتمسك بها أوجب في بلاط صاحبة الجلالة حتى لا ينفرط عقد الكلمة أو يضيع جلالها وسطوتها..وهو ما يجب أن تتعلمه الأجيال الجديدة، وتسعى إلى انتهاجه في حياتها المهنية التي تنتظرها مصاعب هي بنت زمانها تعقيدًا وصعوبة لشدة المنافسة وكثرة وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية والاجتماعية وقلة المواهب.

خطابنا الإعلامي وأداؤنا المهني يحتاج لإعادة تقييم وتصحيح مسار لا سيما في هذا التوقيت الصعب الذي تمر به في مصر التي تواجه حربًا شرسة وتحديات معقدة وظروفًا إقليمية أكثر صعوبة وإرهابًا يتستر بالدين ومخططات إقليمية أشعلت الفتنة ولم تستطع إطفاءها.. وللأسف يساعد بعض خطابنا الإعلامي في تكريس الأزمة وتعقيدها حين يبعد الناس عن أولوياتهم وقضاياهم المصيرية أو يستقي أخباره وتوجيهاته عن مصادر مضللة توجه الرأي العام لمسار خادع يختزل القضايا ويشوه الحقائق ويفرغ الأمة من حماسها ويثبط همتها.. فهل يبادر إعلامنا بإصلاح خطابه حتى يشارك الشعب ورئيسه في بناء الوطن وهزيمة المؤامرات.. نتمنى للإعلام أن يحارب معارك الوطن الحقيقية وأن يقوم بدوره الذي يرتضيه الله وتستقر به الأوطان. 
Advertisements
الجريدة الرسمية