رئيس التحرير
عصام كامل

درس إسكتلندا !


رفض الإسكتلنديون الانفصال عن المملكة المتحدة ! كان الخبر مفاجئا لم يخفف من صدمته إلا بعض استطلاعات الرأي التي مهدت للناس النتيجة..وتبقي الملاحظات المهمة أبرزها على الإطلاق أن العرب وحدهم - وبكل أسي - من يسيرون على هذا الكوكب عكس البشرية كلها!

العرب..أصحاب التاريخ واللغة والثقافة المشتركة..والذين يعبدون ديانات واحدة ويجمعهم وعاء جغرافي واحد ممتد ومتصل.. وحدهم..على سطح هذا الكوكب..وفعلا لا مجازا..من تتمزق دولهم وتشتت شعوبهم وتنقسم دولهم وتتفت بلادهم ولنا في كل يوم حكومة جديدة ومعها علم ونشيد !

الأكراد..تتفق أو تختلف معهم..لكن نضال لا يتوقف من أجل دولتهم القومية! وفي الشمال الأفريقي..يندمج الأمازيغ في دول المغرب العربي..إنما نضالهم لا يتوقف من أجل تأكيد خصوصيتهم ودعم ثقافتهم ولغتهم وعاداتهم !

وفي دول الاتحاد السوفيتي السابق..ما أن منحت الشعوب حقها في تحديد مصيرها إلا وذهبت الأيديولوجيا السياسية وضاعت المبادئ وذهبت كل قومية إلى حدودها !

وحدنا نحن العرب..من ابتلانا الله بمن يستهزئ بقوميتنا..ويسخر من دعاوي الوحدة.. ويخترع النكات المقرفة والمبررات المهترئة ليجند نفسه في سبيل الاستهزاء المبتذل بمشروع أمه ومصيرها الحقيقي!

وحدنا..وبيننا الجهل ينطق ببجاحة في كل مكان..من يقول إن الوحدة حرام وهي عصبية جاهلية كافرة! ووحدنا من فينا من يبتكر في وسائل التجزئة والفرقة والتفرقة !

الكيانات في العالم تكبر ونحن العكس..الدول في العالم تبحث عن جارتها للالتئام والتوحد..ونحن العكس..الكيانات في العالم تخترع المصالح لتبرر ائتلافها وتوحدها..ونحن العكس !

ولا حل إلا بتوحد أهل المشروع القومي أولا..كانوا على حق وفكرتهم صحيحة مائة في المائة..الوحدة هي الحل..تبني لغة خطاب ضامة جامعة هي الحل..التجاوز عن الماضي هو الحل..استبعاد الخلافات والبحث عن المشترك هو الحل..مسئوليتهم في محاربة الجهل أيضا..وفي كل مكان حتى على المواقع الاجتماعية..فلا ينبغي أن تترك هذه المساحات لكل جاهل غبي أو لكل جاهلة حمقاء..!

على القوميين البدء في معركتهم الكبري..وقد رد إليهم الزمان الاعتبار لفكرتهم..آن الأوان أن يردوا الاعتبار لأنفسهم..ويقنعونا بقدرتهم على صناعة الممكن..من وسط المستحيل!

الجريدة الرسمية