رئيس التحرير
عصام كامل

أي دمج تتحدثون عنه ومع من؟!


رغم تصريحات الرئيس السيسي حول عودة الإخوان للحياة السياسية شرط نبذ العنف والاعتراف بثورة ٣٠ يونيو.. إلا أن قيادات الإخوان لن تتجاوب مع ما قاله الرئيس.. بل سوف يستمر العناد والغباء في التعامل من جانب جماعة الإخوان ومن في فلكهم مع التطورت في مصر إلى أن يأتي اليوم - وهو قريب بإذن الله- الذي نرى فيه الجماعة وقد انقرضت تماما وانتحرت إلى الأبد..


لقد نفد صبر الشعب المصري على أعمال هذه الجماعة الإرهابية وبدأ يواجهها ويحاصرها ويسحقها.. بعد أن لفظها تماما من قاموسه، نعم لم ولن يتجاوب الشعب المصري مع مطالبة إدماج الإخوان في العملية السياسية فكيف يتم ذلك مع جماعة تستخدم العنف والقتل ضد شعبها.. وتغتال جنودنا وضباطنا.. وتعمل على هدم كيان الدولة ومؤسساتها!

كيف يتم التصالح مع جماعة إرهابية تستقوي بالخارج ضد شعبها، وتراهن على أوراق الضغط الخارجية لتحقيق أجندتها الداخلية!

جماعة ترفض دولة القانون وترى نفسها فوق القانون.. جماعة ترفض الاعتراف بمفهوم الدولة الوطنية.. وتتحدث عن دولة أممية يُلغَى بها الحدود ويمحو بها معاني السيادة الوطنية.

جماعة ترفض مدينة الدولة وتصر على جعل الدين وسيلة للدعاية السياسية وحشد الجماهير، ولا تؤمن بالمواطنة الكاملة.

ويبقى السؤال المهم.. هل نحن مستعدون بعد كل ما حدث أن نقبل من جديد بين قوانا السياسية تنظيما لم يتورع عن رفع السلاح في وجه المصريين وترويعهم؛ لأنهم رفضوا ممارساته وسأموا أكاذيبه ومراوغاته.. هل نحن على استعداد للقبول بحزب يمارس السياسة بأدوات الحرب فيهدد رئيسه بحرق البلد إذا لم يفز بالرئاسة ويشعل أعضاؤه الحرائق في مؤسسات الدولة لأن الناس تلفظهم.. هل نحن مستعدون - من جديد - للقبول بجماعة تكفر معارضيها.. وتحرص على قتلهم.

أقول في النهاية: على الجماعة إذا أرادت أن يرضى عنها الشعب المصري - وهذا مستحيل في الوقت الحالي- أن تبدأ بالاعتذار عما اقترفته في حقه طوال الفترة الماضية، وأن تعلن قبولها بخارطة الطريق التي ارتضاها الشعب المصري وأن تقر بثورة ٣٠ يونيو و٢٦ يوليو.. ودون أن تفعل الجماعة هذه المراجعات فإن أي كلام عن دمج الجماعة في مستقبل البلاد السياسي يبقى حرثا في البحر.. وفي كل الأحوال فإن الجماعة لن تفعل ذلك والشعب المصري لن يقبل أي مصالحة معها على الأقل في هذه المرحلة.. قبل أن تتم محاسبة من ارتكبوا جرائم دم.
الجريدة الرسمية