رئيس التحرير
عصام كامل

باحث أثري: التعليم حد فاصل بين الحكام والمحكومين عند القدماء

فيتو

أكد الباحث الأثري أحمد عامر أن المصريين القدماء قدروا التعليم بسبب التفوق الذي يناله الرجال المتعلمون على غير المتعلمين في شئون الحياة.


وأضاف عامر، في تصريحات خاصة، أن التعليم كان هو الحد الفاصل بين الطبقة الحاكمة والمحكومة فمن يتعلم ويصبح كاتبًا كان يعفى من جميع الأعمال البدنية والمتاعب التي يتعرض لها غير المتعلمين.

ومهنة الكاتب بالنسبة لهم وظيفة هنيئة ليس فيها إرهاق جسدي، ومن أظهر نشاطًا ولم يهمل كتبه وصل إلى أعلى المراتب ومن الطبيعي إذا أراد لنفسه دوام التقدم والنجاح فعليه الا يقصر.

وقد كان الكاتب يعفي من التجنيد ويعطي له الحق في ممارسة السلطة باعتبارة موظفًا " رسميًا "، له أهميته وكان يتساوى في المناسبات الرسمية مع الكبراء، وتتضح امتيازات الكاتب بجلاء عند المعاملة الضريبية إذ كان يعفي من الضرائب الزراعية، بل إنه هو نفسه كان ممثل السلطة الرسمية في جبانة الضرائب وهو مطلق اليد في تحصيلها.

وأشار عامر إلى أنه تم تقسيم مراحل التعليم عند القدماء المصريين إلى ثلاث مراحل أولها المرحلة الأولى ويتعلم فيها الصبي مبادئ القرأة والكتابة، فإذا ما انتهى من ذلك زودته المدرسة بلون من الثقافة وقسط من المعرفة، وكان يتم ذلك كله في طور الصبا وفي دار للتعليم يسمونها " قاعة الدرس "

وتابع عامر، أن المرحلة المتوسطة من التعليم تعتبر امتداد للمرحلة الأولى لأن ذلك كان الغرض منه التوسع في التعليم عامةً أو الحظوة بلون من التخصص ويبدو أن نظامها كان يتيح للتلاميذ أن يجمعوا بين ما ينبغي لهم من ألوان الدراسة النظرية وما يبتغون من الدراسة العملية.

وقال إن المصريين القدماء عرفوا " دار الحياة " منذ أيام الدولة القديمة وقد حملت اسم " بر عنخ "، وقد اشتهرت المعابد المصرية ونخص منها بالذكر " دار أون " في عين شمس، وظلت هذه الدار كما ظلت مدرسة الطب في سايس تستقبلان الطلاب من الغرب، وكان من أشهر دور العبادة في مصر في أبيدوس، ونجد أن خطوات التعليم ومنهاجه تهدف إلى أغراض أساسية ثلاثة هي تعليم الكًتاب، وتقويم السلوك، ثم التدريب المهني، ولم تكَن هذه الأغراض منفصلة بعضها عن البعض.
الجريدة الرسمية