رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو ..مدير إدارة مكافحة المخدرات: السوق خالية من الحشيش "البيور"

فيتو

  • 30 يونيو.. ثورة ضد "الحشيش" 
  • المقطم والموسكي والعتبة أشهر مناطق القاهرة
  • الجيزة تنافس بـــ"الصف والبدرشين"
  • هذه خريطة "تجارة الكيف" في مصر
  • "الأفيون" الأكثر انتشارا في قنا وأسوان
  • مدن القناة تخصص "هيروين"
  • الشباب من 16 إلى 25 سنة أكثر تعاطيا للمواد المخدرة
  • مكاتب "التصوير" أهم أماكن الإتجار 
  • إيقاف التهريب عبر الحدود الغربية والجنوبية

في أعقاب ثورة 25 يناير، ومع انتشار الفوضى في طول البلاد وعرضها، بسبب الغياب الأمني شبه التام، نشط تجار المخدرات وأغرقوا البلاد بكميات هائلة من مختلف الأنواع والأصناف، بل ظهر باعة البانجو والحشيش والهيروين والأقراص المخدرة، وهم يروجون بضائعهم في الشارع وفي وضح النهار دون أن يجرؤ أحد على التصدى لهم، وخلال هذه الفترة وصلت تجارة المخدرات إلى أعلى معدلات لها منذ عشرات السنين، وبعد ثورة 30 يونيو وعودة الجهاز الأمني للعمل بكامل طاقته، بدأت تلك التجارة في التراجع بفضل الضربات الأمنية الناجحة لكبار التجار، وتصفية العديد من أوكار بيع "الصنف".
"فيتو" حاورت اللواء أحمد الخولى، مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، عن معدلات تجارة المخدرات في مصر، وأبرز خطوط تهريبها من الخارج، وأهم البؤر الإجرامية الموجودة في مصر، وكيفية مواجهة هذا الخطر، ونتائج جهود الإدارة في مكافحة هذه السموم منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن، وإلى نص الحوار:

* ما تأثير ثورة 30 يونيو على معدلات انتشار المخدرات في مصر؟
جميع الإحصائيات تؤكد أن معدلات تجارة المخدرات وانتشارها في مناطق مصر المختلفة، تراجعت بشكل كبير في أعقاب ثورة 30 يونيو، واستعادة قوات الأمن بصفة عامة وإدارة مكافحة المخدرات بصفة خاصة، قدرتها على مواجهة العناصر الإجرامية والخارجة على القانون، وأعادت عددا كبيرا من تجار المخدرات الهاربين إلى السجون.
كما كثفت الإدارة من حملاتها على المناطق والبؤر التي يتجمع فيها كبار التجار والمهربين، بجانب إحكام القوات المسلحة قبضتها على الحدود المصرية من كل الاتجاهات، ومنعت دخول كميات هائلة من المواد المخدرة المهربة من الخارج خصوصا عبر الحدود الشرقية، والغربية.
أيضا لعب التعاون بين الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، وبين الدول العربية والأوربية، دورا مهما في إحباط العديد من محاولات تهريب المخدرات خصوصا الحشيش والكوكايين، إلى مصر عبر المياه الدولية والإقليمية.

*ما أبرز مناطق تهريب المخدرات إلى مصر من الخارج؟
خطوط تهريب المخدرات من الخارج إلى مصر، تختلف باختلاف نوع المخدر نفسه، فالحشيش مثلا كان يهرب عبر الحدود الشرقية وشبه جزيرة سيناء، وعبر الحدود الغربية مع ليبيا، ومن السودان عبر الحدود الجنوبية، ومع زيادة التواجد الأمني على تلك الخطوط وتكثيف دوريات القوات المسلحة بها في الفترة الأخيرة لجأ مهربو الحشيش إلى خطوط بديلة عبر البحر المتوسط، مستغلين الاضطرابات الأمنية الحالية في ليبيا، ويتم تهريب الحشيش من عدة دول أبرزها أفغانستان وباكستان، ويأتى منهما الحشيش على متن سفن خاصة، ثم يتم تفريغ حمولتها في مراكب صيد أصغر حجما في المياه الدولية، ثم تنطلق إلى السواحل الليبية تمهيدا لدخولها إلى الأراضى المصرية.
وهناك خط دولي آخر لتهريب الحشيش إلى مصر، وهو الخط البحرى بين المغرب ومصر، وهذا الخط تتحكم فيه مافيا دولية تضم عناصر من دول مختلفة عربية وأجنبية، ويتم عقد الصفقات في المغرب، وتحميل الحشيش في سفن شحن عادية ترفع أعلام دول مختلفة، وتنطلق إلى المياه الدولية وتبحر فيها لمسافات طويلة، ثم تدخل المياه الإقليمية الليبية، وتنقل حمولتها إلى مراكب صيد صغيرة، تمهيدا لإدخالها إلى مصر، وقد تمكنت إدارة مكافحة المخدرات من إحباط العديد من عمليات التهريب تلك، بالاشتراك مع عدة أطراف دولية.
وبالنسبة لتهريب الهيروين، فإنه يأتى إلى مصر من دولتى أفغانستان وباكستان، ويحاول المهربون إدخاله مباشرة عبر الدروب الجبلية في سيناء، ومنها إلى الإسماعيلية، أو يلجئون إلى طرق بحرية غير مباشرة وطويلة، بحيث يتم إدخال المخدر إلى بعض دول الخليج، ثم ينقل في سفن عبر بحر العرب، ومنه إلى البحر الأحمر، ليستقر في أيدى التجار بالسويس.
أما الأقراص المخدرة، فيتم تهريبها داخل حاويات تصل إلى الموانئ المختلفة، وهذه يتم التصدي لها من خلال مكاتب الإدارة المنتشرة في جميع الموانئ والمنافذ المصرية، وبتنسيق تام مع رجال الجمارك.

*وكيف تتصدون لمافيا تجارة المخدرات الدولية ومحاولات التهريب من الخارج؟
خطة مواجهة تهريب المخدرات من الخارج تعتمد على محورين أساسيين؛ الأول يتمثل في إحكام السيطرة على الحدود والمنافذ البحرية، وهذا ما تحقق بالفعل بعد تعافي أجهزة وزارة الداخلية المختلفة من الكبوة التي تعرضت لها في أعقاب ثورة 25 يناير، وعززت القوات المسلحة من تواجدها على الحدود المختلفة، هذا الأمر دفع المهربين إلى التفكير في طرق بديلة لإغراق مصر بالمخدرات، والمحور الثانى هو التنسيق بين دول الأجهزة المختصة في مختلف الدول سواء العربية أو الاجنبية، والتعاون معها في إحباط محاولات تهريب المخدرات عن طريق تبادل المعلومات والتنسيق في إعداد خطط الضبط، وهذا ما حدث بالفعل في واقعة إحباط تهريب 120 طن حشيش مغربى إلى البلاد، حيث تعاونا مع السلطات المغربية ومكتب مكافحة المخدرات الأمريكى، في ضبط المهربين.

*ماذا عن خريطة انتشار تجارة المخدرات داخل مصر؟
ينشط تجار المخدرات عادة في المناطق الشعبية والعشوائية المزدحمة بالسكان، مثل مصر القديمة، والزاوية الحمراء، ودار السلام، ومنشأة ناصر، والسيدة زينب، وبعض الأماكن في المعادى، والمناطق المحيطة بميدان رمسيس، والعتبة، والموسكى والمقطم، وغيرها في القاهرة.. وفى بولاق الدكرور، وإمبابة، وفيصل، وكرداسة، والحوامدية، والعمرانية، والطالبية، والهرم بالجيزة، كذلك ينشط تجار المخدرات في المناطق النائية والمتطرفة مثل الصف والعياط والبدرشين والقاهرة الجديدة؛ ظنا منهم أنهم بعيدون عن أعين رجال الشرطة، وفى محافظة القليوبية، ينشطون في مناطق الخانكة، وشبرا الخيمة، والجعافرة، وكوم السمن، و"أبو الغيط"، ويظهر تجار المخدرات خصوصا الهيروين، نشاطا ملحوظا في مدن القناة خصوصا السويس والقنطرة بالإسماعيلية، وفى الصعيد تنشط تجارة الأفيون خصوصا في أسوان وأسيوط وقنا، وفى الفترة الأخيرة تم تكثيف الحملات الأمنية على بعض المناطق المشار إليها، ما أدى إلى تراجع معدلات تجارة المخدرات بها، وقد تسببت هذه الحملات في اختفاء مخدر الحشيش النقي أو الـ"بيور" تقريبا من البلاد، والدليل على ذلك ارتفاع ثمنه بشكل كبير، وظهور أنواع مغشوشة منه في بعض المناطق.

*كيف تواجهون زراعة النباتات المخدرة في سيناء وغيرها من المناطق؟
عن طريق شن حملات مكثفة بالتعاون مع القوات المسلحة، وقوات قطاع الأمن المركزى المدربة على اقتحام المناطق الجبلية الوعرة في سيناء، والتي تكثر بها زراعة نبات البانجو المخدر، ورغم أن هذه الحملات انخفضت في الوقت الحالى، بسبب المواجهات مع العناصر الإرهابية والتكفيرية والجهادية، إلا أنها تمكنت من تدمير عدد كبير من مزارع المخدرات، وضبط كبار التجار هناك ومن أبرزهم المهرب "محمد عودة" الذي تم ضبطه متلبسا بحيازة كمية كبيرة من مخدر الهيروين، بالإضافة إلى أكثر من 100 كيلو بانجو.
كما تم ضبط وتدمير أكثر من 4 أفدنة مزروعة بنفس النبات المخدر في منطقة القنطرة غرب، وفى مناطق الصعيد تنشط زراعة الخشخاش والقنب الهندى، وأيضا تم ضبط عدد من المزارع وتدميرها وإحالة القائمين عليها للتحقيق.

*مع اقتراب العام الدراسى الجديد.. هل هناك خطة لمواجهة انتشار المخدرات في الجامعات والمدارس؟
لم يتم ضبط قضايا اتجار أو ترويج مواد مخدرة داخل الحرم الجامعى، أو في المدارس، لكن تم ضبط الكثير من تجار التجزئة، يحاولون ترويج البانجو والأقراص المخدرة أمام الجامعات وبالقرب من بوابات المدارس، وخلال هذا العام، سيتم وضع خطة محكمة بالتنسيق مع قطاعات وزارة الداخلية المختلفة، لضبط مروجى المخدرات بين الطلاب، تتضمن تلك الخطة نشر عناصر من الشرطة السرية في محيط المدارس والجامعات، وفى مناطق تجمعات الطلاب مثل المراكز التعليمية، ومكتبات تصوير الأوراق والأبحاث وغيرها.

*ماذا عن إحصائيات تجارة المخدرات خلال العام الماضى والشهور المنقضية من العام الحالي؟
حققت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات نتائج إيجابية كبيرة خلال العام الماضى 2013، حيث تمكنت من ضبط 37 ألفا و508 قضايا متنوعة، وضبط رجالها 212 طنا من نبات البانجو المخدر، وأبادوا 48 فدانا منزرعا بنفس النبات، و8 أفدنة خشخاش، وتم ضبط 85 طن حشيش مختلف الأنواع، و260 كيلو هيروين بمشتقاته المتنوعة، و83 كيلو "أفيون"، و154 مليون قرص مخدر، فضلا عن أعداد كبيرة من الأسلحة النارية الثقيلة والطلقات الخاصة بها، والصواريخ العابرة للمدن والمضادة للطائرات.
وبالنسبة لضبطيات الشهور الماضية من العام الحالى، فلم يتم حصرها حتى الآن، ولكنها تراجعت بشكل ملحوظ، بعد عودة الجهاز الشرطى للعمل بكامل طاقته، وتوجيه ضربات قاصمة لمافية تجارة المخدرات، وكان من أبرز الضبطيات هذا العام، ضبط طن ونصف الطن من الحشيش المغربى، حاولت عصابة دولية إدخاله للبلاد، ضمن صفقة كبرى تهدف إلى إدخال 120 طنا من ذات المخدر إلى مصر، كما تم ضبط 100 كيلو من ذات المخدر في سيناء، كما تم ضبط 20 كيلو من مخدر الهيروين بمشتقاته، وتدمير 5 أفدنة منزرعة بنبات البانجو، فضلا عن ضبط مئات الكيلو جرامات من البانجو والأفيون المعدين للبيع، وما يقرب من مليون قرص مخدر.

*هل يتلقى الضباط العاملون في الإدارة تهديدات من مافيا تجارة المخدرات؟
الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، مثلها مثل أي إدارة في وزارة الداخلية، يعمل ضباطها على تنفيذ القانون وملاحقة المجرمين، وإحباط مخططاتهم الضارة بالبلد ومصالح المواطنين، وهم لا يهتمون أبدا بأى تهديدات قد تصلهم من مافيا تجارة المخدرات، وكبار المهربين سواء في الداخل أو الخارج.. وكل ضابط وفرد في الإدارة يعلم جيدا أنه في تحد كبير لمنع تلك السموم من الوصول إلى شباب مصر، وبصفة عامة فإننا نتبع إجراءات تأمينية معينة لا يمكن الإفصاح عنها، لحماية ضباط مكافحة المخدرات من أي أخطار أو تهديدات قد يتعرضون لها.

*ما أكثر الفئات العمرية تعاطيا للمخدرات؟
من خلال الضبطيات التي يقوم بها رجال مكافحة المخدرات، يمكن القول إن الفئة العمرية من 16 إلى 25 سنة، هي الأكثر تعاطيا للمواد المخدرة بمختلف أنواعها، والذكور الأكثر إقبالا على المخدرات من الإناث.. وأهم سبب لإدمان هذه الفئة من الشباب، هو التفكك الأسرى، وغياب متابعة الأبوين لسلوك أبنائهما واختيار أصدقائهم بعناية، ومن هنا فإن على الأسرة الدور الأكبر في حماية أبنائها من شبح الإدمان.
الجريدة الرسمية