رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

متى تطالب مصر بعودة سوريا إلى الجامعة العربية ؟


هل يجب على مصر والدول العربية انتظار إمارة قطر ودول خليجية أخرى وواشنطن صدور أوامرهم بعودة سوريا إلى مقعدها بالجامعة العربية، هل الإدارة المصرية نست أن الذي استبعد سوريا من الجامعة هم الذين أتوا بالحريق العربى إلى كل من مصر وتونس وليبيا واليمن، بعد موافقتهم على دخول" الناتو" إلى ليبيا بمباركة أمين عام الجامعة العربية، ألم يكشف العالم المؤامرة الكونية التي تم التخطيط لها على الدول العربية وفى مقدمتها سوريا التي تحارب اليوم كل التكفيرين من 84 دولة حول العالم من عرب وأجانب؟ ألم تكتشف الإدارة المصرية من الذي أوجد داعش والنصرة ؟ ومن الذين يمولون هذه الجماعات ؟ ومنذ متى يتم تدريبهم بدول عربية وخليجية؟ 

لقد أصبح الكبير والصغير يعلم بأن الجزيرة العربية صرفت أموال طائلة على هذين التنظيمين وأنظمة أخرى أطلقوا عليها " المعارضة المعتدلة" لنشرها أولا في سوريا لإسقاط النظام ثم في دول عربية أخرى، واليوم لا توجد دولة عربية ولا دولة غربية خالية من هاتين المنظمتين، ولقد أعلن الظواهرى منذ أسبوع أنه أسس نواة للقاعدة بالهند، فهل ستظل مصر والدول العربية تحت رحمة هذه الإمارة التي تعمل على تفكيك الدول العربية بأوامر من أنقرة وواشنطن ! 

البعض من الكتاب والمحللين السياسين والإستراتيجين يعتقدون أن التحالف بين الولايات المتحدة وتركيا وقطر قد انتهى، وهذا وهم كبير، فما زال المخطط لتنفيذ خارطة الشرق الأوسط الجديد مستمراً، وإلا ما كانت الولايات المتحدة جاءت بداعش وأعطت لها الأوامر بالتحرك داخل العراق التي كانت بمثابة خلايا نائمة منذ 2006 إلى أن استيقظت وبدأت في التحرك بقتل وحرق وذبح وأسر الرجال والنساء من كل الطوائف والمذاهب العراقية والسورية واللبنانية وفرض الجزية وجهاد النكاح، وعمل الترويع بين الناس لهجرتهم ونزوحهم خارج وداخل هذه الدول.

كل هذا تم بعلم الإدارة الأمريكية من أجل العودة مرة أخرى إلى العراق خاصة في أربيل التي تعدها منذ غزوها للعراق في 2003 لتكون مدينة أو ولاية اقتصادية تابعة لها، لهذا رفضت أن تستولى على المحافظات الكردية والتي تعوم على البترول فهى حريصة كل الحرص على هذه المناطق مما جعلها تتخلص من رئيس الوزراء السابق ( المالكى) وتأتى بمن تريده تابع لها ( رئيس وزراء ورئيس الدولة) وتمكنت بالفعل بالعودة إلى العراق بطلب كل منهما.

والغريب أن البعض من الكتاب يظن أن واشنطن تحارب داعش بالعراق حيث مقولة " أوباما " الخائبة والغبية أن هذه الحرب ستستمر ثلاثة سنوات، مما يدل على أنه ليس لديه النية والشفافية الكاملة في القضاء على داعش، ولكنها وسيلة لإزاحتها من المناطق الكردية وخاصة آربيل، ولكى يجد ذريعة كما قال لضرب سوريا عندما يبرر فعلته بضرب داعش، وبمنتهى التبجح قال وزير خارجيته أنهم سيقومون بذلك بدون التنسيق مع الإدارة السورية، وردت عليه الخارجية السورية بأن هذا يعتبر انتهاكا لسيادة الدولة ولن تسمح سوريا لأى دولة مهما كانت بالضرب والتعدى على سيادتها بدون اتفاق مبرم بينهما.

من أجل هذا دعت الولايات المتحدة الدول الخليجية وكل من مصر والأردن والعراق وتركيا والاتحاد الأوربي لحضور ائتلاف" جدة " الذي دعا إليه الأمين العام للجامعة العربية لمباركته كالعادة في موافقة الدول العربية لشن هجوم على داعش بالعراق وسوريا، الأمر الذى أدى بمصر رفضها للاشتراك في هذه الحرب، وكذلك تركيا التي أغضبها مدى انحياز الإدارة الأمريكية إلى الأكراد من أجل القيام بالسيطرة على آربيل كمدنية اقتصادية، وبعد أن جرت أكراد تركيا للحرب خارج تركيا ولأول مرة في التاريخ يحدث ذلك على نية مبيتة لقيام دولة كردية على حدود العراق وتركيا وسوريا وإيران.

أن واشنطن تلعب بالنار في المنطقة وتريد أن تشعلها حربا عالمية بمحاولتها ضرب سوريا بحجة محاربة داعش وإسقاط النظام، الأمر الذي أدى إلى مسارعتها في الانضمام إلى حلف ( شانغهاى ) هي وباكستان والهند.

لهذا نحن نقول إنه قد حان الوقت لتبنى مصر عودة سوريا إلى الجامعة العربية حتى لو أدى ذلك إلى غضب الإدارة الأمريكية، وحتى لا تظن إمارة قطر أنها قادرة على تحريك ما تريد أن تحركه، ولعل البعض ألا يظن أن قطر قامت بضرب الإخوان عندما قررت إبعادهم، فالموضوع لا يخرج عن كونه مناورة سياسية تريد من خلالها عودة السفراء، وإرضاء مجلس التعاون في الامتثال لمطالبهم، فهى ما زالت حليفة مع تركيا وواشنطن والدليل على ذلك ترحيب "أوردغان " بمن استبعدوا من الإمارة.
Advertisements
الجريدة الرسمية