رئيس التحرير
عصام كامل

روتين مصر الخارق

فيتو

في عام 2011 أطلعت على خبر يقول إن مجموعة من الشباب المصري اخترع أول سيارة بدون سائق وتستطيع التحكم بها من خلال الكمبيوتر ولكننا بعد ذلك لم نسمع شئ جديد عن هذا الموضوع وكأنه نكتة عابرة مرت علينا لم تضحكنا أو افتكاسة ردًا على صناع فيلم عسل أسود للفنان أحمد حلمي الذي تم عرضه من قبل..


وكان به مشهد لأمريكي من أصل مصري استأجر سيارة بخاصية الـGPS لتحديد الاتجاهات لأنه كان ينوي زيارة بعض المعالم الأثرية في مصر وأراد الاستعانة بها في الذهاب بسهولة إلى تلك الأماكن ولكن كالعادة المصرية خرائط تحديد الأماكن تاهت في مصر وذهبت بأحمد حلمي إلى القلعة على أنها أهرامات الجيزة، وعدم وجود خرائط لمصر واضحة بطرق محددة بها نستطيع أن نضع نقطة البداية ونقطة النهاية مشكلة واقعية يعلمها القاصي والداني.

ومن أجل إيجاد حلول عملية تتيح استخدام التكنولوجيا الحديثة وتطويعها مع الواقع المصري ظهر تطبيق اسمه وصلني ومن خلاله أو عبر موقعه الإلكتروني تستطيع أن ترسل له وجهتك ليدلك على أفضل وسيلة مواصلات تستقلها لتصل بأسهل الطرق أو تدلك على أفضل الشوارع ولكن العشوائية في الشارع المصري وعدم تعود المواطن على استخدام الإنترنت في مثل تلك الحالات جعلت التجربة تبدو متواضعة رغم تبني أحد شركات المحمول للفكرة وسبحت في بحر من رفض الواقع المصري لها.

من أيام سمعنا عن أول ظهور فعلي للسيارة التي تسير بلا قائد والتي أنتجتها شركة جوجل العالمية وأنها ستسير بالفعل بشوارع لندن مطلع عام 2015 أي بعد شهور قليلة جدًا وستنتشر بأمريكا وأوربا كلها خلال فترات وجيزة، والسؤال الآن، ألم تكن هذه هي نفس فكرة الشباب المصريين وخرجت للنور منذ عام 2011 ولماذا لم تنفذ، أم أنها لمجرد أنها تقنية بتصنيع أمريكي سترى النور، وإن أراد الجانب الأمريكي أو الأوربي الترويج لها وبيعها بمصر ستفعل مثلما تفعل الصين حين تبحث كيف توائم منتجها طبقًا لمتطلبات السوق المحلي والتغلب على المعوقات.. ولماذا لم نستطيع نحن أن نطوع اختراعنا رغم أنه كما يقولون أهل مكة أدرى بشعابها.

الجواب متمثل في الروتين، الروتين العقلي من جهة والروتين الوظيفي من جهة أخرى، روتين جعل منظومة عقولنا لا تستجيب لإشارات التطوير والتحسين ومواكبة العصر، فهو العدو الأسوأ الذي يواجه قاطرة التنمية الآن..
الجريدة الرسمية