رئيس التحرير
عصام كامل

علاء و"الأمعاء" المفترى عليها


سألت طبيبا عن الأيام أو المدة الزمنية التي يمكن أن أن يتحملها سجين بدون طعام، إذا قرر الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، فقال: إذا امتنع عن الطعام فقط، لكن منتظم على المياه سيظل حيا حتى مدة ٤٠ يوما، أما لو كان يعانى مشاكل واضطرابات صحبة مثل السكر فقد لا يتحمل أربعة أيام، بعدها ينتهى الأمر. انتهى كلام الطبيب والأمر لا يحتاج لشرح، فهناك طرق بالغة في الوصول للسماء دون أن ترهق من حولك، وتبتز الآخرين بإضراب، هو وسيلة للضغط والتهديد ليس أكثر، وغير قابل أن يدخل حيز التنفيذ، لأن عزرائيل سيكون في الانتظار.


الأمعاء الخاوية رسالة للدولة من المعارضين بأن لديهم أفكارا قابلة للتنفيذ، قادرة أن تحرجهم في أوقات لا يريد النظام أن يعدد جبهات المواجهة، فيكفى إرهاب الإخوان، لكن من الذي اختار توقيت حملة الأمعاء الخاوية ؟!.. وهل كانت زيارة جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى للقاهرة فقط من أجل التنسيق في ملفات إرهاب داعش والشرق الأوسط ؟ لماذا قرر قاضى علاء عبد الفتاح أن يتنحى فجأة وقت زيارة كيرى ؟ لماذا علاء عبد الفتاح وليس أحمد دومة ؟ وقد يكون الأخير بحكم مواقفه هو الأولى والأحق بالخروج، وإن كان ما عليه لا يعفيه ؟ أحرج علاء عبد الفتاح زوجة دومة، حين "استعطفت" رئيس الجمهورية وكتبت كزوجة عن لوعتها وحرقتها على زوجها. ما مكسب علاء عبد الفتاح من مهاجمة زوجة دومة، وهو نفسه قد كتب يطلب من القاضى أن يطلق سراحه بحكم أنه عائل الأسرة الوحيد.

كل الأسئلة التي تدور في عقل أي إنسان طبيعى تحتاج لإجابة، لكن علاء عبد الفتاح وحده في حاجة لطبيب نفسي للكشف على سلامة قواه العقلية، وهل هو فعلا قادر على رعاية أسرته، بعد رحيل الأب؟ 

كان هذا هامشا في خلاف من يحلم بالحرية، ومن يريد أن يتاجر ويزايد على الجميع، حتى أقرب الأصدقاء إليه. الأهم أن يكون الكون و" تويتر" يتحدثان باسمك، فكلما زاد عدد " الفولو " على تويتر زاد الضغط، حتى بات تويتر حزبا أساسيا يحرك الساسة والقضاة والإعلام.

الأمعاء الخاوية ليست حملة سياسية موجهة لنظام في الداخل، فبعد أيام تنتقل معركة الأمعاء ورابعة وأخواتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حين يلقى السيسي كلمة مصر أمام الأمم المتحدة، ويبدو الفارق الزمنى بين إطلاق سراح علاء عبد الفتاح، وزيارة الرئيس، وما يعقبه من اجتماعات دورية لمناقشة ملف حقوق الإنسان في مصر، هذا التشابك المتعمد في التوقيت، ليس هدفه سوى أن تلتف الأمعاء حول رقبة النظام من جديد.
الجريدة الرسمية