رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

افهم يا برهامي!


بعيدا عن أي فلسفة..وبمنتهى البساطة..وبغير أي تعقيدات أو كلام كبير ومجعلص.. وبغير العودة إلى أي مراجع تتوه بنا وبكم.. تعالوا وببساطة نناقش القوم ونقول:


اذهبوا إلى القران.. ابحثوا عن آيات تحمي عباد الله من ظلم عباد الله.. ستجدونها..هنا حدود وعقوبات للقتل والزنى والسرقة.. هنا عقوبات لقطع الطرق والإفساد في الأرض وللجروح..القرآن كتاب الإسلام الأول ومصدره الأساس يحمي حقوق الناس صراحة ولا لبس في ذلك..وبنفس الطريقة اذهبوا للقرآن..ابحثوا في آياته عن عقوبات تارك الصلاة والممتنع عن صوم رمضان والممتنع عن حج البيت وهو قادر على ذلك أو الممتنع عن أداء الزكاة..لن تجدوا إلا وعيدا بالعقاب في الآخرة !

المعنى: الإسلام جاء رحمة بالإنسان وبالبشرية..هاهو مصدره الأول..يصفع كل متطرف وكل إرهابي..هاهو مصدره اليقيني القطعي يصفع كل جانح وكل منحرف وكل أحمق وكل موتور !

المعنى أيضا: أن تعليمات ونواهي رب العالمين لم تأت إلا لحكمة يقدرها رب الناس.ومن بين ذلك منع وتحريم الربا..ولكل حكم في الإسلام علة وسبب..ومن أجل ذلك قال أهل الفقه في قواعدهم الفقهية المشهورة " إن الحكم يدور مع العلة وجودا وعدما " أي أن الحكم يبقى طالما بقيت العلة..والعكس صحيح..وكانت علة تحريم الربا هي منع استغلال الإنسان للإنسان..لأن خاتمته عند عدم المقدرة على سداده كانت تصل إلى حد العبودية..بعد تراكم دين فوق دين..وأجل بعد أجل..فضلا عن ذل الديون التي هي هم بالليل ومذلة بالنهار..وكان الأقوى في العلاقة بين الطرفين هو من يقرض..والأضعف هو من يقترض..لذا كان الأقوى يفرض شروطه.. والأضعف يقبل مضطرا..هي علاقة شر واستغلال لا شيء آخر..فجاء الإسلام وحرمها تماما !

اليوم..الأضعف وهم أهل مصر( بالمعنى القانوني )..يقومون بإقراض الأقوى وهي الحكومة بأموالهم من أجل استثمارها في الخير لتعود بالفوائد على الجميع حتى من لم يقرض ومن لم يقترض..تنميه أياد تعمل وبيوت تجد الرزق الحلال..وعوائد من العالم الخارجي تعود بالخدمات على أهل هذا البلد الآمن بإذن الله..إنها من أولها إلى آخرها علاقة خير في خير..فلا الناس يقدرون على سجن الحكومة..ولا الحكومة سينتهي بها المطاف إلى العبودية والرق عند الناس! وشروط الإقراض محددة سلفا في علاقة قانونية تمت بالرضا الكامل ولخير الطرفين..وعلة التحريم المقصودة غير موجودة.

السؤال الآن: أي مخبول ذلك الذي يمكنه ببجاحة أن يصف هذا الاتفاق أو هذه العلاقة بين الدولة ومواطنيها إنها ربا ؟ بالفعل الإسلام حرم الربا وأحل البيع..هذا صحيح لكن هل كل بيع حلال ؟ هل بيع الخمر حلال ؟ هل بيع لحم الميتة حلال ؟ هل بيع الأرض قبل إنباتها حلال ؟ هل بيع المسروقات حلال ؟ هل بيع الخبائث حلال ؟ هل بيع أملاك الغير حلال؟ هل بيع أملاك اليتامى بغير رضاهم حلال ؟ ولذلك انظروا إلى شروط أي عمل اقتصادي قبل الحكم عليه..إن كان استغلالا فهو حرام حتى لو كان بيعا..وهو حلال حتى لو كان مربحا وتتزايد أرباحه طالما لا استغلال فيه ولا ظلم لعباد الله!!
افهموا الإسلام..عفانا الله وشفاكم !
Advertisements
الجريدة الرسمية