رئيس التحرير
عصام كامل

اضطراب فقدان الشهية لا يقتصر على السمان فقط

فيتو

كان من المعروف سابقًا أن فقدان الشهية العصبي يظهر عند من يميلون إلى فقدان الوزن على نحو حاد، لكن باحثين أستراليين اكتشفوا أن من يتمتعون بوزن طبيعي أيضًا يمكن أن يعانوا من هذا الاضطراب الغذائي.

توصل باحثون أستراليون إلى أن المراهقين الذين يتمتعون بوزن طبيعي يمكن أن يعانوا أيضًا من فقدان الشهية العصبي، وذلك وفقًا للرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين على موقعها على الإنترنت الخميس 18 سبتمبر 2014.

ويعد فقدان الشهية العصبي مرضًا نفسيًا يندرج ضمن اضطرابات الأكل، وتتمثل أعراضه في الرفض التام لتناول الطعام والرغبة في إنقاص الوزن بشكل مبالغ فيه، ويصيب الفتيات المراهقات بصفة خاصة؛ لأنهن يسعين دائمًا للتمتع بقوام رشيق وممشوق اقتداءًا بنجمات السينما، وأوضح الباحثون تحت إشراف الدكتورة ميليسيا إيتلو أنهم لاحظوا زيادة أعداد المراهقين الذين يعانون من مضاعفات بسبب الإحجام عن تناول الطعام، على الرغم من أن أنهم يتمتعون بوزن طبيعي.

وأضاف الباحثون أن الخطورة بالنسبة لهذه المجموعة من المرضى تتمثل في أنهم يعانون من سوء التغذية نتيجة الإحجام عن الطعام، ولكن لا يبدون عجافًا بدرجة تثير القلق؛ ومن ثم يتأخر اكتشاف المرض لديهم إلى أن تظهر مضاعفاته.

وأشار الباحثون إلى أن هؤلاء الذين يتمتعون بوزن طبيعي في ظل معاناتهم من فقدان الشهية العصبي كانوا يعانون في الأساس من زيادة في الوزن بشكل كبير قبل البدء في الإحجام عن الطعام؛ ومن ثم يظهر فقدان الوزن لديهم على أنه أمر إيجابي، ولا يفكر أحد أنه يخفي وراءه سوء تغذية.

وتوصل فريق البحث إلى ذلك بعد مراقبة 99 مراهقًا تتراوح أعمارهم بين 12 و19 عامًا، وخضعوا للفحص بالمستشفى بين عامي 2005 و2009. وتبين لفريق البحث أن مجموعة مرضى فقدان الشهية العصبي التي فقدت وزنًا كبيرًا للغاية وكذلك المجموعة الثانية التي لا تزال تتمتع بوزن طبيعي، فقدوا نحو 12 إلى 13 كيلوجرامًا في فترة زمنية قصيرة، أي أن المجموعة الثانية تعاني أيضًا من سوء التغذية، ولكن لم يتم ملاحظة ذلك عليها بشكل كبير.

وأضافت إيتلو أن كلتا المجموعتين أصيبتا أيضًا بانخفاض شديد في نسب الفوسفات بالجسم، الأمر الذي يمكن أن يهدد صحة القلب لديهم ويؤدي إلى الإصابة بعدة أمراض من بينها عدم انتظام ضربات القلب. وأكد الباحثون أن الآباء يمكنهم لعب دور حاسم في اكتشاف فقدان الشهية العصبي لدى أبنائهم بشكل مبكر؛ إذ يمكن أن تظهر المؤشرات الأولى للإصابة به في تغير السلوك الغذائي بشكل واضح والإكثار من ممارسة التمارين الرياضية بشكل مبالغ فيه والميل للتقلبات المزاجية والشعور بالخوف والقلق.

هـ.إ/ ي.أ (د.ب.أ)

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية