رئيس التحرير
عصام كامل

مطلوب تغيير اتجاه القبلة!


مصر قبلة الفن، عبارة تستفزني وتحزنني كثيرا، فشهرة أي ممثل أو مطرب أو حتى راقصة من الدول العربية والأجنبية تبدأ من مصر، حتى في ظل ظروفها الصعبة خلال السنوات الثلاث الماضية استمرت مصر قبلة الفن والفنانين، رغم أن هناك دولا عربية مثل لبنان تنتج كل ثانية فنانا، إلا أنه لا يجد طريقه إلى الشهرة والمال إلا بمصر، في حين أن شباب الباحثين والموهوبين والعلماء المصريين لا يجدون أي فرصة حقيقية إلا بالهجرة خارجها، وأصبحت مصر جاذبة للفن والرقص طاردة للعلماء والخبراء.

وباختصار شديد مصر هي قبلة الممثلين والمطربين والراقصين العرب، والخارج هو قبلة العلماء والخبراء والكفاءات المصرية. ولذلك وجدنا صاحب قناة فضائية ينتج برنامجا ضخما لاكتشاف الراقصات المواهب من كل الدول العربية، ولم يعجبه اعتراض المؤسسات الدينية عليه وبصرف النظر عن ظروف بلد تعيش حالة حداد يومي، بسبب استهداف الإرهاب الأسود للأبرياء من رجال الجيش والشرطة والمواطنين، فإن صاحب القناة الفضائية ملياردير كل العصور، لم يفكر مثلا في إنتاج برنامج ويسميه "العالِم" لاكتشاف المواهب العلمية الشابة المصرية والعربية حتى تصبح مصر قبلة العلم والعلماء بدلا من الراقصين والراقصات، هكذا كان الحال خلال العقود الماضية ومازال حتى الآن. 

ولكن في ظل حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي والذي أتمنى أن يهتم أكثر بالعلماء وشباب الباحثين والخبراء، فإن اهتمامه سوف يجعل كل أجهزة الدولة ومنها الإعلام تهتم بهم وتلهث وراءهم، مثلما حدث مع شباب "فكرتي" الذين التقى بهم الرئيس الأسبوع الماضي فكل الأبواب المغلقة فُتحت لهم، وكانوا ضيوف كل وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، اهتمام الرئيس بالعلم وأهله سوف يؤدي إلى تغيير اتجاه القبلة وسوف تصبح مصر غير طاردة لأبنائها النابغين في كل المجالات، بل وأيضا قبلة العرب والأجانب.

لا توجد دولة في العالم تقدمت ونهضت بالممثلين والراقصين والمطربين بل بالعلماء والخبراء، إهمال الدولة لهؤلاء لم يتسبب فقط في هجرتهم للخارج بل انعكس على الأسر المصرية التي أصبحت أقصى طموحاتها أن ترى أبناءها إما فنانا أو لاعب كرة قدم، وأصبح أبو تريكة ومحمد هنيدي وعمرو دياب وسعد الصغير مثلهم الأعلى بدلا من مجدي يعقوب وأحمد زويل ومحمد غنيم وفاروق الباز.الفنانون أسلحة ناعمة مهمة لو قدموا دراما هادفة ومحترمة تساعد على بناء المجتمع وليس هدمه وغرس القيم الفاسدة في أبنائه كما يحدث الآن. ولكن مصر لن تتقدم إلا إذا أصبح العلماء هم نجوم المجتمع وقدوة شبابه. 
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية