رئيس التحرير
عصام كامل

سيادة الرئيس.. لا عذر لك


يقول الناس..إن الإقبال الشديد وغير المسبوق على شراء شهادات استثمار تمويل قناة السويس الجديدة، والتي جمعت 64 مليار جنيه في ثمانية أيام فقط، بمثابة استفتاء جديد على الرئيس عبدالفتاح السيسي، ويأتي متزامنا مع مرور 100 يوم على توليه السلطة.


وأقول.. إن هذا الإقبال خاصة من قبل البسطاء والفقراء يلقي بمسئوليات وأعباء جديدة على السيسي، ويبعث إليه برسالة بالغة الأهمية مفادها..أنك لم تطلب دعما أو مؤازرة إلا وهرول إليك الملايين ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.. لم يتلكأ منهم أحد لم يسوقوا الأعذار والمبررات.

وبالتالي فلن يكون مقبولا من أحد خاصة رئيس الجمهورية الذي يتوسمون فيه أن يكون أفضل من سابقيه، أية أعذار عن تحقيق طموحاتهم وأحلامهم، وأن يضع حدا لمعاناتهم المستمرة التي حولت حياتهم إلى رحلة عذاب من الميلاد حتى الممات.. كما أنه لم يعد مستصاغا أن تستمر الأزمات والمشاكل دون مواجهة حقيقية.. أو استمرار حالة التردي والتدهور في مختلف القطاعات والخدمات.

لم يعد مقبولا أن يستمر نحو 40 % من الشعب المصري تحت خط الفقر، وأن تتعدى نسبة الأمية 26 % وأن يصل معدل التضخم إلى 10 %، فيما لا يتجاوز معدل النمو 2.5 % في أحسن التقديرات، وإن تحسن معدل النمو فلا يجب أن يبقى وضعه كما كان في الماضي يصب لصالح فئة قليلة ولا يشعر به السواد الأعظم من الشعب.

كما لم يعد مقبولا بعد كل هذا التأييد والدعم الشعبي والذي لم يتوفر لرئيس آخر قبل السيسي، أن تظل الخدمات التي تقدم للمواطنين بهذا المستوى الذي ينتهك آدميتهم ويحط من كرامتهم ويسحب من رصيد إنسانيتهم.

لاعذر لأحد بعد كل ما قدمه الشعب المصري من تضحيات.. بعد أن دفع ومازال يدفع من أرواح ودماء الآلاف من شبابه والمليارات من أمواله أن تظل الحكومة وأجهزة الدولة تتعامل مع المواطنين بهذا القدر من الاستخفاف والاستعلاء.

لا عذر لأحد في أن تستمر تلك السياسات الخرقاء التي تأخذ من الفقراء ليزدادوا فقرا لتعطي الأغنياء ليزدادوا غنا.. لا عذر لأحد إذا ما استمر هناك مواطنون يسكنون القبور، حيث تؤكد دراسات بأن نحو 5 ملايين من المواطنين الأحياء يسكنونها، فيما تعترف الحكومة بنحو 2 مليون مواطن فقط من ساكني المقابر.. لاعذر لأحد إذا ما استمر هناك من يأكلون من صناديق القمامة، أو يفترشون أرضية المستشفيات وهم يدفعون ما بقي من كرامتهم وإنسانيتهم بحثا عن علاج لألامهم وأمراضهم..

سيادة الرئيس.. الشعب أعطاك ما تريد وأكثر.. أيدك، وساندك، ودعمك، حتى وإن اختلف معك، على أمل أن تحقق له تطلعاته وطموحاته في حياة كريمة تحفظ له إنسانيته وتصون له كرامته.. فماذا أنت فاعل؟
الجريدة الرسمية