رئيس التحرير
عصام كامل

شفرة "حزقيال".. ومؤامرة إغراق مصر


يقول الروائي الصهيوني ( ميخا يوسف بيرديشفسكي ): " إن ماضينا هو الذي يمنحنا الحق التاريخي والاسم كي نحيا في المستقبل وكلما تقدمنا في نضالنا من أجل وجودنا فإننا ننظر وراءنا إلى اليوم الذي كانت فيه رايات يهوذا مرتفعة" لذلك فقد ارتبط الأدب الصهيوني ارتباطا عضويا بالتوراة والقيم الروحية، وبذلك حددت له السبل التي يمكن المرور من خلالها نحو المستقبل، فارتباط الأدب العبري أو اليهودي بالتوراة أدى منطقيا إلى تبني فكرتي " شعب الله المختار " و" فلسطين أرض الميعاد " فأثرتا في مسيرته تأثيرهما في الوضع السياسي، وهاتان الفكرتان كانتا العقبتين الرئيستين أمام حل ما يسمى بمشكلة اليهود، حيث وُظِّفت التوراة والتاريخ لخدمة هذا الاتجاه وصولا إلى النتائـج السياسية كهدف إستراتيجي.

ومن أهم هذه التأثيرات استخدام التوراة وتوظيفها لأهداف سياسية ثم استخدام هذه التأثيرات وتضمينها في الأدب والروايات العبرية بعد ذلك  وفرضها فيما بعد كجزء من إستراتيجيات تحرك العديد من مراكز الفكر الأمريكية والإسرائيلية. ولان إستراتيجية الفكر الصهيوني تعتمدعلى توظيف أسفار التوراة في السياسة لذلك لم نستغرب استخدام اسفار " أشعيا "و" يشوع" مثلا في الحروب الإسرائيلية واعتبار ما جاء فيها قواعد منظمة للعمليات العسكرية ضد الشعوب العربية وكتابة أيات هذه الاسفار فوق الدبابات والصواريخ . 

ونصوص التوراة تمتلئ بضرورة إبادة الشعوب المجاورة لليهود.. وبالطبع فهي جاهزة لاستخراجها والإشارة بها إلى أي دولة يريدون الاعتداء عليها أو إدخالها إلى (محور الشر). ومن العام إلى الخاص..إلى مصر حيث استخدمت الآلة الصهيونية أسفار التوراة في تهديد مصر والوعد التوراتي بإغراقها حيث جاء في  سفر حزقيال "كلام الرب صار" قائلًا: "يا ابن آدم ارفع مرثاة على فرعون ملك مصر.. وأسقى أرض فيضانك من دمك إلى الجبال، وعند إطفائى إياك احجب السماوات وأظلم نجومها.. وأغشى الشمس بسحاب.. والقمر لا يضىء ضوءه.. وأظلم فوقك كل أنوار السماء المنيرة.. واجعل الظلمة على أرضك "كما يقول السيد الرب.

ومن هذه النماذج  التي يتضح فيها التاثيرات التوراتية وسفر "حزقيال " تحديدا هو رواية " أسوان" للكاتب اليهودي الألماني "حاييم ميخائيل" وهي باللغة الألمانية وتم ترجمتها إلى الإنجليزية عام 1972 وهي من قصص الخيال العلمي وهي - ومنذ 43 سنة - تحدثت عن إغراق مصر بالطوفان بأسلوب الاستمطار وحبس البخار معا تطبيقا لنبؤة " حزقيال"..فهو يتحدث عن تجميع السحب في أماكن معينة عن طريق إطلاق غازات في سماء مصر والصحراء الشرقية والغربية تتجمع لتصنع سيول وفيضانات ضخمة تؤدي إلى فيضان النيل وهدم السد العالي والطريقة الثانية هي إطلاق ماده كيميائية تنتشر بسرعة رهيبة وتتفاعل مع المياه بسرعة مذهلة تصل إلى بحيرة ناصر وتمنع التبخر فيزداد منسوب المياه بسرعة كبيرة خلف السد العالي مما يؤدي إلى هدمه وحدوث فيضانات كبيرة.

هذه الرواية تمثل نموذجًا لكيفية تفكير الإسرائيليين في تدمير مصر.. أو استخدام الطبيعة في الحروب النظيفة.. فيما يعرف الآن بحروب الجيل السادس.. رواية " أسوان" مخلوطة بنبؤات التوراة.. حول غرق مصر وتفجير السد العالي باستخدام الطاقة الكهروماغناطيسية وتصنيع الزلازل و" تسونامي".. وكذلك القنابل الذرية التكتيكية.. وتسبح الرواية في تفاصيل الطوفان الذي سيصنعه الإسرائيليون انتقاما من المصريين..وتذكر موجات الجراد الذي تم إنتاجه في المعامل الإسرائيلية..وكذلك اختفاء جنود الجيش بصورة غامضة..الرواية تمزج العلم بالنبؤات التوراتية وهلاك مصر في سفر " التكوين"..الرواية نشرت منذ 43 سنة..غرق مصر بالطوفان.

واستخدم الطبيعة في الحروب فكرة قديمة..لكن أمريكا بدأت تنفيذها منذ الستينات..وطورت أجيالا منها..روايات الخيال العلمي أصبحت حقيقة حيث يوجد تمويل ضخم للأبحاث وفي الثمانينات تقدم الموساد بفكرة هدم السد العالي عن طريق زرع قنبلة نووية تكتيكية في مجري النيل في الأراضي السودانية.. تؤدي إلى فيضان ضخم يهدم السدالعالي..هذا غير تصنيع الأوبئة والأمراض..واللعب في الجينات الوراثية للنباتات والحيوانات.

زمن الفتن والملاحم الذي ذكرته أسفار التوراة تصنعه الصهيونية العالمية والماسونية ومعامل المخابرات الأمريكية..ومطلوب أن العالم يدخل في حروب مسلحة كي تجني عائلات المال ومافيا السلاح التريليونات من الدولارات.

الجريدة الرسمية