رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. محمود الفقي القيادي الإخواني المنشق: على بديع والشاطر والبلتاجي التوبة إلى الله

فيتو

*طالبت الهضيبي بالفصل بين الدعوة والاشتغال بالسياسة فأصبحت منبوذا
*مصطفى مشهور أسس التنظيم السري للإخوان للهيمنة على الجماعة

*الذئب العقور استولى على التنظيم قبل دفن عمر التلمساني 
*الإخوان يعانون من 4 أزمات في الفكر والقيادة والتنظيم والإستراتيجية
*الإرهابية لن تعود للمشهد السياسي
*أزمة الإخوان بدأت مع وصول مشهور لمقعد المرشد
*يجب تحقيق استقلال الأزهر وتحريره من سيطرة الدولة
*السلفيون لن يحققوا نتائج كبيرة في البرلمان القادم
*هناك علاقة وثيقة بين داعش وجماعة الإخوان
*عقيدة قطع الرقاب ليست من الإسلام
*مصطفى مشهور سليل التنظيم الدموي وصاحب فكر خوارجي تكفيري 


رغم أنه أحد القيادات البارزة التي عاصرت عمر التلمساني وحامد أبو النصر، كانت بداياته ناصرية وقت أن كان عمره 14 عاما، إلا أنه في عام 74 حدث تحول كبير في حياته نتيجة نشأته الدينية فكان الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين بعد إفراج الرئيس الراحل السادات عنهم.

الشيخ محمود الفقي، أحد القيادات التي انشقت عن جماعة الإخوان في الفترة الأخيرة، تنقل بين قرى ونجوع مصر بصحبة التلمساني وأحمد الملط وحامد أبو النصر، إلا أنه وصف الجماعة بالوجه الكئيب نتيجة تحويلها لمكتب الإرشاد لصنم كلمته مقدسة لا تقبل النقاش أو الجدال، يرى أن مصطفى مشهور الذئب العقور الذي اختطف موقع المرشد يوم وفاة عمر التلمساني بالخديعة من حامد أبو النصر وكون الفرقة 65، وهي التنظيم السري لممارسة عمليات الاغتيالات والسيطرة على مفاصل التنظيم. 

وأكد الشيخ محمود الفقي، أن الإخوان لهم وجهان، واحد في العلن مضيء يظهر التدين وآخر كئيب ومخيف يخفي الأهداف الحقيقية للجماعة وان استخدام شعار "الإسلام رايتنا والرسول قدوتنا" هدفه الدعاية للجماعة وليس عن قناعة. 

وأضاف: أن الإخوان لا يمكن أن يعودوا للساحة السياسية بعد الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب المصري، وغيرها من الأسرار التي كشفها القيادي البارز سابقا بجماعة الإخوان في سطور الحوار التالي: 

**كيف كانت بدايتك مع جماعة الإخوان وما سر ابتعادك عنهم؟
*في فترة الشباب فترة السبعينيات كنت أقدس صلاة الفجر نتيجة الأسرة الدينية التي أنتمي إليها بالبحيرة، ورغم ذلك كنت أعتنق الفكر العروبى الناصرى لحبي للزعيم عبد الناصر، وفي عام 74 عندما أفرج الرئيس السادات عن مجموعة من قيادات الإخوان من بينهم عمر التلمساني وحامد أبو النصر حدث التحول لدىَّ بالانضمام للجماعة وكنت أطوف المدن وراء الدعاة من الجماعة، وخلال هذه المرحلة كانت أهداف الجماعة المعلنة هي إقامة دولة الخلافة حتى كانت إحدى الندوات في عام 79 شاركت بها وطالبت الهضيبي بالبعد عن السياسة واكتفاء الجماعة بالدعوة فكانت الطامة الكبرى وبدأ تهميشى وتجاهلي، وكانت فترة الجفاء التي انتهت بابتعادي عن الجماعة رويدا رويدا قبل الوصول للحكم بفترة بسيطة.

**وما حقيقة أن أزمة الإخوان بدأت مع وصول مصطفى مشهور لمقعد المرشد؟
*هذا الكلام صحيح لأن مصطفى مشهور سليل التنظيم الدموي وصاحب الفكر الخوارجي التكفيري الذي لا يعرف قيمة الأوطان، فحول التنظيم إلى شرنقة وطلاسم بعد أن استولى على الجماعة عقب وفاة الشيخ عمر التلمساني، فأرسل محمد حبيب للشيخ محمد حامد أبو النصر ليبلغه بأنه يشفق عليه من المعاناة وأنه سيذهب بدلا منه وقام بأخذ البيعة لنفسه فيما يعرف ببيعة المقابر، ثم بدأ في تكوين الفرقة 65 وهي التنظيم السري للجماعة للسيطرة على مفاصل الجماعة والقيام بعمليات الاغتيالات.

وفي هذه المرحلة وقعت العديد من الصدامات بينى وبين الجماعة، ومن هنا بدأ ينمو التنظيم السري للجماعة وكان مشهور قد أمضى 16 عاما من التخطيط لذلك بالخارج بعد هروبه إلى اليمن عقب مقتل السادات بجواز سفر يمني لأنه كان يحمل الجنسية اليمنية، وقام بإنشاء المدارس التي سيطر عليها الإخوان باليمن، ثم ورثوا فكر الجهاد عن سيد قطب وزينب الغزالي وصالح سرية.

وعقب استيلائه على مكتب الإرشاد بدأ في عسكرة الجماعة واستخدام العبارات الدينية في استقطاب أعضاء جدد للجماعة مثل "الإسلام رايتنا" واستثمارها والعمل بها كدعاية إعلامية لمادة مغلفة تغليفا خاطئا وفي غير وقتها، وهنا طالبت بإبعاد التنظيم عن الجانب الدعوي وقلت إذا كانوا يريدون السياسة يتم إنشاء حزب بعيدا عن الجماعة وتم الرفض لأنه في هذه الحالة سيصبح حزبا كرتونيا أعوج، في حين أن الدعوة هي القاطرة المشحونة بوقود رباني يقتحم البيوت والقرى والنجوع وكسب أنصار لهم، ومن هنا كان استغلال الدين في السياسة من أجل تحقيق خطة التمكين.

**وكم عدد الجماعة في مصر وعدد أفراد الفرقة 65 التي أسسها مصطفى مشهور؟
*هذه الفرقة التي أصبحت التنظيم السري وعددها نحو 5 آلاف فرد، وأعداد الإخوان في مصر نحو مليون ونصف يعتمدون على السمع والطاعة وهى الخطيئة الكبرى عندما جعلوا مكتب الإرشاد صنما أوامره لا ترد أو تناقش، بل إن أعضاء التنظيم السري أصبحت كلماتهم مقدمة على 4 آلاف يقومون بالدعوة..

وهنا أصبحت الجماعة كركاب الميكروباص الذين يريدون الوصول إلى حرم الرسول وحرم مكة والأقصى من خلال السائق والمقصود هنا المرشد الذي يخطط للتمكين والخلافة، فكان حق لله الانتقام منهم لأنهم يقولون لأتباعهم إذا ضاعت الإخوان ضاع الإسلام واهتز عرش الله وضاع ميراث الرسول، ونسوا أن الإسلام قائم بدون الإخوان وأن عرش الرحمن ثابت قبل وبعد الإخوان، وهذا ما جعلهم يخرجون الآن من التاريخ ليصبحوا في مزبلة التاريخ.

**لماذا وصل الإخوان إلى ما هم عليه الآن؟
*الإخوان لديهم أزمة فكر وأزمة قيادة وأزمة تنظيم وأزمة إستراتيجية عمل، وهناك وطن وشعب وأمة ودولة، أول ثلاثة من الثوابت والمقدسات أما الدولة أو الحكومة فهي متغيرة، ورغم إمكانية الاختلاف حول الرئيس أو رئيس الوزراء إلا أنه لا يمكن مواجهة دولة لأن الدولة هي رأس مال الشعب والشعب هو سيد الوطن، وهذه مشكلة الإخوان لأنهم يرون الثوابت متغيرة وهذا ما يخلق الأزمات الحالية.

**في رأيك متى يعود الإخوان للمشهد السياسي من جديد ويتسامح معهم الشعب المصري؟
*لا يستطيع الشعب المصري التسامح مع جماعة الإخوان إلا إذا سامحهم الله، ولا يمكن أن يسامحهم الله إلا بالتوبة والاستغفار، ولدينا المثال في سورة يونس وداوود وبالتالي على رءوس الإخوان بديع والشاطر والبلتاجي التوجه إلى الله بالتوبة ولكنهم لن يفعلوا ذلك حتى لا يرجمهم الشباب الذي انخدع بكلامهم، وبالتالي لابد من سرعة احتضان الشباب وفقا لعدد من المحاور هي تحقيق الاستقلال للأزهر بالتحرر من سيطرة الدولة وحصانة شيخ الأزهر حتى يكون معبرا عن حقيقة الدين، بالإضافة إلى إعلاء دولة القانون واستقلال القضاء.

والتعبير عن الرأي ليس جرما وإنما حق لكل شاب ومواطن، وإقامة العدل ومقاومة البطالة والفقر الذي يؤدي إلى الكفر، وربط منظومة الأخلاق في المسجد والكنيسة والأسرة والمدرسة.
 
**هل أخطأت الدولة بالسماح للسلفيين بالمشاركة في 30 يونيو؟
*أولا السلفيون مدارس متعددة كالقطار الذي له محططات كثيرة، وحزب النور فصيل متواضع لم يخطئ بمشاركته في ثورة 30 يونيو، وقدر الله أن يكون رئيسه الشيخ يونس مخيون الذي اندمج في الوطنية المصرية وتحمل اتهامات التخوين والتكفير.

والمشكلة في هذه الفصائل الإسلامية السطحية أن بينها حواجز، لكنها مفتوحة على بعضها البعض تحت الأرض، ودائما المتشدد يكسب على الوسطي بالشعارات فقط، وأعتقد أن السلفيين لن يفوزوا بمقاعد كثيرة في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

**هل من الممكن أن يخترق تنظيم داعش مصر في ظل ما نسمعه عن انضمام عناصر من مصر إليه؟
*مصر على ذمة الله كالبيت الحرام؛ حيث قال المولى عز وجل "لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين"، وقال عن مصر "ادخلوا مصر آمنين"، فمصر ومكة على ذمة الله والدليل عندما حدث الجفاف في أفريقيا وجفاف طوال 7 سنوات حفظها الله بجبريل ويوسف لأن مصر عند الله في رباط ليوم الدين، ومصر الدولة العميقة العصية على الحاكم الظالم أو المحتل أو المغتصب.. وأقامها على ثلاث قواعد هي المعبد "المسجد والكنيسة" والعجلة الحربية وهي الجيش ومنصة القضاء العادل، وبالتالي لن يخترقها داعش أو غيره.
 
**وهل ترى ثمة علاقة بين الإخوان وجماعة داعش وما هي عقيدة قطع الرءوس لدى داعش؟
*بالفعل هناك علاقة بين الإخوان وداعش؛ لأن كل هذه التيارات خرجت من عباءة الإخوان ويحملون نفس الحلم وهو إقامة دولة الخلافة وتعاونهم مع أكثر من 16 جهاز مخابرات وطابور خامس نحو 20 ألفا، ويغدق عليهم بالأموال والعقيدة لديهم هو أن الوصول للقدس يكون على جثث الحكام المسلمين، فضلا عن أنهم يستخدمون الآيات القرانية في غير مواضعها أو معناها، وبالتالى مطلوب سد المنافذ التي يدخلون منها بالفكر التكفيري المتطرف.
الجريدة الرسمية