لا تنسوا أهل النوبة!
قضيت أمسية في لقاء عدد من أهل قرية أبوسمبل في أسوان.. القرية كل أهلها نوبيون، وهي بالمناسبة قرية المشير طنطاوي.. وفي هذا اللقاء الذي تم في مركز شباب القرية، وهو بالمناسبة متواضع ويفتفر إلى الكثير من الإمكانيات الضرورية، وكان موضوعه التعايش المشترك بيننا نحن المصريين جميعًا على اختلاف مشاربنا وانتمائنا، وهو موضوع مس اهتمام أو بالأصح هموم الإخوة النوبيين.
إن ثمة حلم مسكون داخل هؤلاء الإخوة النوبيين هو حلم العودة إلى أراضيهم بالقرب من بحيرة ناصر، رغم استقرارهم سنوات طويلة في أماكن أخرى سواء في أسوان أو حتى خارجها.. كل أحاديثهم تلف وتدور حول هذا الحلم بدرجات وزوايا مختلفة.
لكنَّ المثقفين منهم والذين يميلون لقبول دعوة التعايش يعترفون بأن التعايش وقبول الآخر يمثل مشكلة حقيقية في الوسط النوبي يجب عدم السكون عنها حتى لا تستفحل، ويتمنون أن يسارع المثقفون غير النوبيين ومعهم القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والحكومة لبذل جهد سريع ومكثف لاحتواء هذه المشكلة الخطيرة قبل أن تستفحل، خاصة أن هناك من يتربصون بنا وهم مستعدون لاستثمار هذه المشكلة.
فأهل النوبة لا ينفتحون في الغالب على الآخر سواء الديني أو الاجتماعي وينظرون إليه بشك.. بل إنهم بينهم وبين بعضهم البعض تثور خلافات بسبب انتماءاتهم العائلية المختلفة.. ولذلك يجب العمل على الانفتاح عليهم والإصرار على دمجهم وبشكل صحي في المجتمع الكبير وإزالة الشكوك بينهم وبين الآخرين.
