رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تحيا مصر...تحيا الكورة... يموت العمال يا عم !


لأننا في مصر حقا نثبت كروية الأرض ليس بالعلم بالطبع ولكن..بالكرة أو كما ينطقها أغلبنا ويكتبها جهابذة الإعلام الرياضى الكورة، نقدس الكرة حتى على الدماء... نظام ممتد من السادات حتى يومنا هذا، يجد في الكرة ولاعبيها ومهووسيهها أكبر حجاب حاجز له عن خطاياه في حق من يسكنون هذا البلد تحت إمرته.... فلقد رجعنا حقا لعصر الكرة ولعصر مشاجرات كابتن شوبير الشهيرة مع السيد مرتضى منصور والتي كانت تستمر لساعات أمام الملايين خاصة في وقت اشتداد الأزمات أو انهيار المتعوس جنيه أو إصدار مبارك لعدة تشريعات مجحفة أو بيع شركات القطاع العام للمحاسيب الفاسدين بواسطة شركاء الفساد من الوزراء ومعاونيهم..

دارت السياسة مرة أخرى من جديد لترجع إلى الكرة وفقط، ماتت السياسة تقريبا بعد صراع مرير مع دولة الفرد ومفسديه من نظام مبارك إلى تحالف المتأسلمين مع النظام ضد الثوار ثم تحالف الجميع ضد المتأسلمين وصولا إلى ثورة 30 يونيو حتى وصلنا إلى دولة الفرد تشريعا وتنفيذا وباختيار الجميع تقريبا إلى من رحم ربى واختار الثبات على المبدأ وها نحن ننحدر إلى تخوين كل من يعارض ليس فقط رأس النظام الحالى بل من يجرؤ ويعارض وزير يعمل كترس في النظام الحالي، حتى وإن كان فشله واضحا.

فلقد حدث بالأمس حدث وحادث مروع لو كنا بحق في دولة مثل باقى دول الكرة الأرضية التي تقدس دم الإنسان وإنسانيته بل وجسده بعد مماته، لاستقالت حكومة السيد محلب أو على الأقل أقالت بعض المسئولين الذين تركوا العمال الفقراء يموتون إختناقا وتحطيما تحت أنقاض مصنع أحد رجال الأعمال الذين تدللهم الدولة على حساب العبيد الجدد من العمال والفقراء، انشغل الجميع بمباراة كأس السوبر لثلة من اللاعبين أفضلهم فاشل بامتياز ولم يستطع تحقيق نتيجة واحدة إيجابية مع منتخب بلاده !

تركوا المساكين المفقورين تحت أنقاض المصنع تطلعا لمرور كرة طائشة بجوار المرمى أو ترقيصة تنسيهم هموم الأموال التي لا يعرفون كيف ينفقونها، أهولاء هم نور أعينكم سيادة الرئيس! إن كانوا كذلك فلتحاسب المقصرين المجرمين فورا وعلى الملأ وتسعى لتضميد جراح أبنائهم وذويهم، كما أسرعت لمصالحة السيد مرتضى على الكابتن شوبير قبيل توليكم المسئولية... نعم هي مسئولية وأنت رجل متدين وتعرف أنها مسئولية سيحاسبكم الله عليها ما دمتم ارتضيتم تحملها.

إن الشعار العبقرى الذي اخترته سيادة الرئيس (تحيا مصر) يئن الآن...نعم، ينتحب ويئن ويبكى ويمكن أن ينفجر حتى وإن كان انفجارا هشا ضعيفا لأن من يمثلون مصر الحقيقية تحت الأنقاض، من يحلمون برغيف عيش حلال بدون فساد وبدون ملايين لاعبى الكرة، هؤلاء هم مصر التي تطالبون بإحيائها، ليست مصر هي شوبير أو أبو تريكة أو محمود طاهر أو مرتضى أو حسام، ليست تلك مصر يا سيدى، مصر هي أبناء هؤلاء المفقراء المقتولين مرتين.. من يذهب للحدود لحمايتها من الأعداء، هل سمعتم مرة عن لاعب كرة أو ثرى يخدم على جبهة حدودنا، هؤلاء هم مصر التي تهتفون بحياتها، مصر ليست الأرض والتراب والنيل فقط، مصر هي شعبها الذي لم يحصل بعد على لقب مواطن وفي كثير من الأحيان على لقب إنسان من الأنظمة التي استبدت به.
fotuheng@gmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية