رئيس التحرير
عصام كامل

«التموين» والعنصرية الجغرافية !

خالد حنفي وزير التموين
خالد حنفي وزير التموين

في صباح كل يوم تطالعنا الصحف اليومية بأخبار وتصريحات على لسان السيد الدكتور وزير التموين... وفى المساء تشجينا البرامج الحوارية بلقاءات مع نفس السيد الوزير... كما يقوم المراسلون بالتغطية الإعلامية للزيارات الميدانية لنفس السيد الوزير... الأخبار والتصريحات وحلو الكلام ولمعان الزيارات في واد غير الواقع الذي يعيشه الكثير من أبناء هذا الشعب من ( محدودى الدخل... منهوبى الدخل... مسروقى الدخل... مظلومى الدخل... محزونى الدخل... منكوبى الدخل )... فعندما يتوجه المواطن لاستلام السلع التموينية المدعمة... يتردد أكثر من مرة... بل العديد من المرات على منفذ توزيع السلع الاستهلاكية ( الضرورية )... وفى كل مرة يسمع بل يصطدم بالواقع المر الذي ينفصل عن تصريحات السيد الوزير... فمرة ماكينة الصرف ( عطلانة )... ومرة لا يوجد إلا الزيت فقط... ومرة لا يوجد إلا السكر فقط... وكأن السلع التموينية أبت أن تجتمع مرة واحدة... ناهيك عن ساعات الانتظار الطويلة في الشارع وتحت أشعة الشمس الحارقة... وحدث ولا حرج عما يعانيه كبار السن... لقد تبخرت الكرامة الإنسانية التي سالت من أجلها دمائى ودماء زملائى... واستشهد الكثير من الزملاء على أرض سيناء من أجل الكرامة الإنسانية في حرب الاستنزاف ثم العبور في السادس من أكتوبر 73... فما نراه من صرف السلع التموينية بسهولة ويسر وطبقا لاحتياجات المواطن الفعلية إنما يتم في أماكن تضمها القاهرة الكبرى وكبرى عواصم بعض المحافظات... هذا بالإضافة إلى مانسمعه سنويا من توفير اللحوم الحية البلدية والمستوردة بأسعار تقل عن السوق المحلى في حدود 35% بالإضافة إلى توفير السلع الغذائية بأسعار تقل أيضا عن مثيلاتها في المحال بنسبة 25% وأكثر وخاصة في مستهل الأعياد والمواسم... وهذا لا يتم أيضا إلا في القاهرة الكبرى وكبرى عواصم بعض المحافظات... وكأن السيد الوزير ( سامحه الله ) اختزل جمهورية مصر العربية في الأماكن المرموقة وفقط... فأصبح وأمسى الشعب المصرى بين نوعين ( أولاد البطة البيضا )... ( وأولاد البطة السودة )... والنوع الأخير محروم من كل التسهيلات وتوفير السلع الاستهلاكية واللحوم - على مدى العام بالكامل - كما يتمتع بها النوع الأول... آخرا وليس أخيرا أقول ( إذا انفصل التنفيذ الفعلى عن التصريحات للسيد الوزير فتلك هي الطامة الكبرى )... التي نعيشها كل يوم مع تصريحات سيادته... اتقى الله ياوزير الغلابة في الغلابة.




الجريدة الرسمية