رئيس التحرير
عصام كامل

عودة هيكل وزويل.. نذير سوء !


مع حركة الإخوان القرعة لإظلام مصر، وشل حركة البنوك والمطارات والقطارات والمستشفيات، لإحباط المصريين، وتعطيلهم أو منعهم من شراء شهادات الوطنية المصرية لحفر قناة السويس الجديدة، وصل بسلامته، وبالزفة البلدي التقليدية، الأستاذ أحمد زويل ! مع انقباض الكهرباء يصيب قلبي انقباض بوصوله !


التزامن بين المصائب لمصر والمكاسب لزويل، مرصود ويمكن مراجعته، منذ هللنا، له، وأنا ممن هللوا وفرحوا وكتبوا في روز اليوسف متمنيًا أشوف ابني مثل زويل، ومع الأيام ظهر الزويل بتاع نفسه، ومستأجر جوقة إعلامية، تصدرها المسلماني ورتل آخر ! استقبله الرئيس السيسي، واستمع له، وبالتأكيد هنأه على الشفاء، ونحن أيضا نتمنى له السلامة، وشفاء الصدور والنوايا، ثم خرج صاحب الفيمتو ثانية.، ومن يومها ونحن عائشون على إنجاز الفيمتو هذا، ليعلن أنه سوف يساهم في قناة السويس، تماما، كما أعلن من قبل عشرات المشروعات الوهمية، صاحبتها الضجة، ثم خمدت !

ومن سوء الطالع، وقوع تزامن غريب مريب، نتطاير منه، هو الإعلان عن عودة بطل الشاشة، وفتوة عصر ناصر وناقم عصر مبارك، ومهادن عصر مرسي، وعائد عصر السيسي! محمد حسنين هيكل! يا أهلا بالتدليس! والتبرير، والتباهي بالربط بين الشوارد الجيوسياسية والميتافيزيقية، وعفن القبور والصدور، لتجميع سحب سوداء على مخ، وفي صدر صانع القرار، الرئيس، لكي يشعر الرجل أن إدارة مصر مسألة كونية لا تجوز دون عقلية هيكلية ديناصورية !

مصيبتان متزامنتان، كلاهما قرين سوء، وكلاهما يغترفان، من آبار الوهم والتضليل، وسوق الناس إلى معادلات ومقدمات تبدو منطقية، براقة، ذهبية، ثم تغيض بنا لتفضي إلى دحديرة بحجم وكسة خمسة يونيو 67، وجريمة سرقة جامعة النيل، وتشريد الطلاب سنين، ومراوغة تنفيذ الأحكام والقوانين. الأولى مبررها وفيلسوفها بطل الشاشة الناصرية السيد هيكل، والثانية أبوزفة السيد زويل !

كان الأستاذ قد انصرف قبل خمسة عشر عامًا، ثم هبط، ثم حضر، وبث أكاذيب، تنصل منها أمام جهات التحقيق، ونسبها مثل جاهل مبتدئ إلى تقارير صحفية، ويطل من جديد على السي بي سي، ولطلته، سبب، وسيجلس أمامه مذيع أو مذيعة متدلية الشفة السفلى، مغيبة العينين، دلالة احتضار عقلي، أو ذهول أو شعور بالتضاؤل، إذ تصغى إلى ترهات لتحليل المتحلل، وهدم المتهدم وفحت المفحوت، وصب المنهار، وشحن التاريخ برؤية معاصرة من وجهة نظر ديناصور !

يعود البطل الغائب ليرزع مصر، بمصطلح، أو كلمة، تولعها، وتفتتها، وتقسمها، إلى فسطاط فلول واحد وفسطاط فلول اتنين، وحكومة السيسي التي في الخفاء، إلخ إلخ، ومن العجب أن الفرقة الموسيقية جاهزة والنوتة مكتوبة، مستدعاة من خزائن الغل، وتم التدريب بحمد الله !

عاد زويل وعاد هيكل، في تزامن، يعيد إلى الأذهان الظهور البراشوتي لعصابة التآمر على مصر. عودتهما، نذير بتجمع دموي أسود في شرايين قلب البلد ينبئ بجلطة ومصيبة !

واحد خارج زمنه، متشعلق فيه كراكب قطار منطلق، والثاني خارج وطنه، يزوره لماما، يئد حنينًا عارضًا، أو يقطف قطفة ويركض!
الجريدة الرسمية