رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

اللواء محمد علي بلال: السلام مع إسرائيل لن يستمر وحان وقت تعديل «كامب ديفيد»

فيتو

  • «داعش» صناعة أمريكية واختراقه لـ«مصر» مستحيل
  • «قناة السويس الجديدة» للمصريين فقط
  • مشروع المعزول «بيع الوطن» 
  • مصر أعلنت الاستقلال بزيارة السيسي لـ «روسيا»
  • إجهاض العمليات الإرهابية مرهون بتعاون الشعب مع الدولة
  • عودة المحاكمات العسكرية ضرورة
  • توسيع التعاون مع إثيوبيا يحمي حصتنا في مياه النيل
  • أرفض شن عمليات عسكرية داخل أراضي أي دولة لمواجهة الإرهاب
  • أمن مصر «على المحك»
عند الحديث عن الأمن القومي لمصر وما تجابهه من أخطار غير مسبوقة، فإن الحديث مع اللواء محمد على بلال -نائب رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق، وقائد القوات المصرية في حرب الخليج الثانية- له أهميته، لما يمتلكه من خبرات واسعة في النواحي العسكرية والإستراتيجية.

بلال أكد في حواره مع «فيتو» أن الأمن القومي حاليا منفرط في المنطقة العربية التي تشهد اقتتالا داخليا، لافتا إلى أن مصر مهددة لأول مرة في التاريخ من كل الحدود، كما أنها لن تستطيع القيام بعمليات عسكرية تجاه أي دولة على الإطلاق بسبب أو دون سبب لأن ذلك يعد اختراقا لميثاق الأمم المتحدة، لكنه عاد وأكد قدرة مصر على القضاء على الإرهاب شريطة تعاون الشعب مع أجهزة الدولة، واعتبر إمكانية دخول أفراد من تنظيم داعش إلى الأراضي المصرية ضربا من الخيال.
وأشاد في نفس الوقت بالانفتاح على العالم لاسيما التقارب مع روسيا، الأمر الذي يعد بمثابة تحرير لمصر من التبعية للولايات المتحدة الأمريكية.. وفيما يلي نص الحوار:


• ما مفهوم الأمن القومي بشكل عام؟
الأمن القومي يعتمد في الأساس على الأمن الداخلي، ويقوم على خمسة عناصر أساسية؛ هي قوى الدولة وركائزها «السياسة، الاقتصاد، الثقافة، الاجتماع، القوى العسكرية»، وذلك عن طريق العمل على هذه الركائز داخليا وخارجيا، وعمل علاقات طيبة مع العالم الخارجي في كل المجالات وتبادل المصالح، أما القوة العسكرية فهي التي تحمي هذه الركائز بوجود قوة قوية داخل الدولة لحمايتها داخليا وخارجيا وتحقق طموحاتها، والأمن القومي ليس جيشا وشرطة فقط بل كل عناصر الحياة، وحاليا منفرط سواء في مصر أو الدول العربية بسبب ما تشهده المنطقة العربية من اقتتال في داخلها أو تعرضها للهجمات الإرهابية.

• كيف نحقق الأمن الخارجي؟
عن طريق عدة دوائر متصلة، أولها وأهمها الدائرة الأفريقية لأن حياة مصر ومستقبلها مرتبطان بأفريقيا منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر الذي اهتم كثيرًا بعلاقة مصر بإثيوبيا، ولا بد أن تكون العلاقات جيدة مع إثيوبيا على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي كي تبقى دائما طيبة باستمرار، ولا تضر إثيوبيا بحصة مصر في مياه النيل أو تقوم بإنشاء سدود كما فعلت في الفترة السابقة، وتليها الدائرة العربية، فلابد من وجود علاقات طيبة مع كل الدول العربية التي نعيش معها ولا نحدث أي انشقاق مع أشقائنا العرب ونمد لهم يد العون، لأن اتحاد العرب يولد قوة كبيرة تمكنها من التصدي للمخططات الغربية لتفتيت وحدة العرب وهناك الدائرة الإقليمية أي محاولة إيجاد علاقات متوازنة مع أي دولة في محيطنا حتى نأمن شرها ونستفيد من خيراتها وقت احتياجنا، وأخيرا الدائرة العالمية، لأنه لا بد من التفكير إذا تصارع العالم كيف نستفيد منه مثل الصراع الروسي مع أمريكا واستغلال هذا الظرف لصالحنا، وتوطيد علاقة مصر بالدول الخارجية.

• الرئيس السيسي صرح بأن مصر تتعرض لأول مرة في التاريخ للخطر من جميع الحدود.. فما تعليقك؟
بالفعل مصر مهددة من كل النواحي، بداية من الناحية الغربية، فليبيا تعمها الفوضى ولا نستطيع التحدث معها وعمل مصالح مشتركة، فهي الآن لا دولة، وبالتالي أصبح العبء الأكبر على مصر في مسئولية تأمين حدودها مع ليببا دون التنسيق مع حكومة طرابلس، فأصبحت المسئولية أصعب من الحرب على الجيش المصري وحرس الحدود لاسيما أمام عمليات تسلل الأفراد وتهريب الأسلحة التي تثير القلاقل في مصر، فوجود دولة غير مستقرة على حدود مصر يؤثر بالسلب على الأمن القومي المصري.. وفي حدودنا الجنوبية مع السودان، هناك أماكن ما زال فيها اقتتال مثل دارفور وشرق السودان، حيث توجد حرب بين الحكومة والقبائل، فيحدث تهريب أسلحة وأفراد إلى مصر نتيجة ما يحدث هناك.. ومن الناحية الشرقية الحرب القائمة بين إسرائيل وغزة هي تأثير خارجي باستخدام غزة لتفتيت الدول العربية، حيث تستخدم إسرائيل غزة بما فيها من تناقضات بين حماس والجهاد وأنصار بيت المقدس وغيرها لتفتيت وحدة العرب، وفي غزة بعض التيارات تعمل ضد مصر وتهددها، وهذا يؤثر سلبًا على علاقة مصر بغزة وعلى أمننا القومي، وأصبحنا نخشى من وجودهم ونتوخى الحذر.. أما حدودنا مع إسرائيل فتتطلب يقظة مستمرة لأن السلام معها مهما كان فهو متأرجح وغير مستمر، وهي تعمل على إثارة القلاقل في مصر لنصبح دولة غير مستقرة حتى تستقر هي وتطمئن على مصالحها، وهي لا تريد تنمية مصر حتى لا تصبح ذات ريادة في المنطقة.. وبالنسبة للمنطقة الشمالية فلها تأثير على أمن مصر بسبب عمليات التهريب المستمرة للأفراد والأسلحة والمخدرات وغيرها عن طريق الشواطئ، لذا فمصر مطالبة بأن تفتح عينيها دائما على كل الاتجاهات وهي ليست بمهمة سهلة.

• وهل تؤيد القيام بعمليات عسكرية داخل أراضي الدول العربية للقضاء على الجماعات الإرهابية؟
قطعا لا.. فلا نستطيع أن نقوم بعمليات عسكرية تجاه أي دولة على الإطلاق بسبب أو دون سبب، لأن ذلك يعد اختراقا للقوانين وميثاق الأمم المتحدة، ونصبح دولة معتدية، وفي هذه الحالة ربما تقوم الدول الأخرى بالتعامل معنا بنص المادة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة وترد عسكريا على مصر كرد فعل، فمن المستحيل دخول مصر في أي عمليات عسكرية ما لم تقم أي دولة بطلب مساعدتنا، ولنا تجربة في ذلك مع اليمن عندما قامت ثورة هناك في الستينات وطلبت مساعدتنا.

• لماذا لا تقضي القوات المسلحة على البؤر الإرهابية الموجودة على الحدود المصرية؟
لا أعتقد أن القوات المسلحة تعلم أماكن البؤر الإرهابية بالفعل، ولكنها تستكشف هذه البؤر وتحاول جمع معلومات عنها، فالقوات المسلحة حتى الآن لا تعرف أماكن الأنفاق لأنها موجودة داخل المنازل، فمن الصعب معرفتها، ولكنها تحاول التوصل إليها بعمليات البحث والتحري، وكلما علمت القوات بمكان بؤرة إرهابية اتجهتفورا للقضاء عليها.

• ما المناطق التي يسهل للتنظيمات الإرهابية عن طريقها دخول مصر؟
أي منطقة حاليا سهلة، والإرهاب يستطيع أن يعمل في كل مكان بالعالم بما فيها أمريكا لكن ليس بنفس الحجم الموجود في المنطقة العربية، ولا يمكن القضاء على الإرهاب بشكل كامل لكن من الممكن تحجيمه والتقليل منه، فهو يطور نفسه وعبارة عن مجموعة عصابات لا تنتهي، وهو موجود في مصر منذ قديم الأزل، لا بد من تطوير أجهزتنا لاستنتاج ما يدبر له الإرهابيون والتصدي لهم، ومعظم الأعمال الإرهابية الآن لها علاقة بالكهرباء لذلك نطلب من الشعب ليس اكتشاف أي جسم غريب فقط بل التعامل مع الإرهابي نفسه في حالة رؤيته، فمواجهة الإرهاب تتطلب مشاركة المواطنين وليس الاعتماد فقط على الدولة، وإذا لم يتعاون الشعب مع الدولة لن نستطيع الحد من العمليات الإرهابية.

ما أخطر الكمائن المعرضة للهجمات الإرهابية؟
الهجوم على الكمائن الآن أصبح أمرا صعبا وشبه مستحيل لأن الدولة توخت الحذر مما حدث في الفرافرة وسيناء ولن تتعامل كالسابق خاصة في المناطق المنعزلة على الحدود، وفي الفترة القادمة سيندر تعرض الكمائن للهجمات الإرهابية، ولكن الإرهاب سيستمر في مسألة الكهرباء لأنهم يعلمون جيدا مدى غضب الشعب من أزمة انقطاع الكهرباء فيستخدمون هذه النقطة لإثارة غضب الشعب على الحكومة، لكن لا ننكر أن هناك تقصيرا في أداء وزارة الكهرباء وعدم التخطيط الجيد لأنها تعلم أن هناك أبراجا معينة (نحو 400 برج) لها تأثير كبير على الكهرباء ومهددة من الجماعات الإرهابية، ومع ذلك لا تخطر وزارة الداخلية لتأمين هذه الأبراج.

• ما حقيقة وجود منتمين لتنظيم داعش في مصر؟
مصر ليس بها أفراد من داعش ولن يستطيع دخول أراضيها، وداعش ما هو إلا صناعة أمريكية، كانت موجودة في سوريا ثم أدخلتها أمريكا العراق، وهو مخطط أمريكي لتقسيم العراق وسوريا للقضاء على المنطقة العربية وعمل شرق أوسط جديد لصالح إسرائيل بعد أن اطمأنت أن الإخوان يقضون على مصر، فالعراق هي أول ثغرة قصمت ظهر الأمن القومي العربي، كما أن أسلحة ودبابات داعش كلها أمريكية، وعندما قتل تنظيم داعش مسيحيي العراق لم تتدخل أمريكا إلا بتوجيه ضربات أمريكية ضعيفة حين اعتدى على كردستان.

• ما الذي يقف ضد القضاء على التنظيمات التي تهدف لهدم الدولة؟
أرى أنه منع المحاكمات العسكرية، فكان من مطالب ثورة 25 يناير عدم تحويل أي مدني لمحاكمة عسكرية، وبالتالي أصبح قيدًا على الدولة، وتم وضعه في الدستور، ولكني أطالب بمحاكمة عسكرية للإرهابيين، وطرح فكرة عودة المحاكمات العسكرية على استفتاء شعبي خاصة لمرتكبي العمليات الإرهابية لإصدار بشأنهم أحكام سريعة وليكونوا عبرة لكل من يفكر في تدمير الدولة.

• لماذا كنت تنتوي تعديل اتفاقية كامب ديفيد في حالة فوزك بانتخابات الرئاسة 2012؟
اتفاقية كامب ديفيد تقلل من حجم السلطات المصرية في سيناء، حيث حددت عددا معينا من القوات على حدود سيناء، تجعلنا محكومين في بعض المناطق، وبالتالي لا بد من تعديل بعض بنودها خاصة في الظروف الراهنة بسبب انتشار الإرهاب بشكل كبير، فكلما تتخذ مصر خطوات في سيناء تتعلق بالإرهاب أو إعادة علاقات مع بعض القبائل لا بد أن تنسق مع الجانب الإسرائيلي، ولا نستطيع التصرف من أنفسنا دون الرجوع لإسرائيل.

• وهل هذه الاتفاقية تحد من قدرة مصر على مواجهة الإرهاب في سيناء؟
إطلاقا، فالعناصر المصرية الموجودة حاليا في سيناء تفوق بكثير التي كانت موجودة قبل حرب 1973، لكن لا بد من تعديلها حتى لا نحتاج إلى العودة إلى إسرائيل والتنسيق معها في أي عمل تنوي مصر القيام به على حدود سيناء، أما معاهدة السلام أصبحت "وضع يد" ولا يمكن تغييرها ولابد أن نحافظ عليها.

• ما تقييمك لمشروع قناة السويس الجديدة.. والفرق بينه وبين مشروع الرئيس المعزول محمد مرسي؟
الفارق هو أن مرسي كان ينتوي عمل ما يسمى "إقليم قناة السويس"، وبالتالي يفصل جزءا من الدولة ويضعه في منطقة خاصة يمتكلها شخص واحد مع بعض شركائه من خارج البلاد وبتمويل خارجي، وكان القرض المقدم بضمان المشروع.. أما قناة السويس الجديدة فيتم حفرها بأيادٍ وتمويلات مصرية، وليست بقروض من الخارج تتحكم فينا، ولا يحق لأي دولة خارجية المشاركة فيها، وأتوقع أن هذا المشروع سينتهي في أقل من عام، ففي خلال 6 شهور سينتهي حفر القناة وذلك نظرا لتقدم الآلات والمعدات التي يستخدمها المصريون في الحفر.

• هل توجه مصر لروسيا في الفترة الأخيرة إشارة للإطاحة بالتحالف مع أمريكا؟
زيارة الرئيس السيسي لروسيا هي بداية إعلان عن استقلالية السياسة المصرية، فسياستنا كانت تركز بشكل شبه كامل في اتجاه الغرب وبالأخص أمريكا منذ عهد السادات، مع وجود بعض علاقات ضعيفة في الاتجاه الشرقي بوجه عام، كما أن مصر تتعرض لتهديدات أمريكية بخفض وقطع المعونة، إلى جانب الإرهاب الذي يواجهنا، فكان لابد من اتخاذ القرار المناسب لتثبت لكل من يحاول الضغط علينا أننا أحرار ونبدأ سياستنا الجديدة في التحرك في اتجاه مصالحنا، فإذا كانت مع روسيا نتجه إليها فورا لكن دون الإطاحة بالاتجاه الآخر، أي تحقيق توازن بين علاقتنا بروسيا وأمريكا، ومصر قادرة على إنشاء علاقة قوية مع روسيا تفيد الطرفين في عدة نواحي، فيربطنا بها مصالح مشتركة وهي صديق لمصر أكثر من أمريكا، ومن مصلحتها إعادة العلاقات مع مصر بأي طريقة ولا بد أن تستفيد مصر من هذا الوضع.

• هل جماعة الإخوان تستعيد نفسها من جديد؟ وما مصادر تمويلها؟
التيار الإسلامي ككل صناعة أمريكية بدءا من تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان وتنظيم داعش، كي تسيطر أمريكا على الشرق الأوسط، وكانت قد وعدت الإخوان بالوصول إلى حكم مصر من أجل تحقيق هدفها، وما زالت تمول الجماعة لتستمر في المناوشات وأعمال العنف حتى تستعيد قوتها مرة أخرى أو تتنزع الأمن والاستقرار حتى لا تستطيع مصر مساعدة الدول العربية الأخرى مثل سوريا وفلسطين، فالعرب في حالة اقتتال داخلي، وداعش هي بديل الإخوان لاستكمال مخطط الغرب في تقسيم الشرق الأوسط، وأمريكا لن تسكت عن مصر طالما ليست في ركابها، ومهما حاولوا تمويل الإخوان لن يعودوا لوضعهم كالسابق.

Advertisements
الجريدة الرسمية