رئيس التحرير
عصام كامل

د.عبد الخالق عبد الله: طرد الإخوان ضغوط خارجية وليس رغبة قطرية

فيتو

على خلفية القرار القطري بمغادرة قادة جماعة الإخوان المقيمين فيها إثر تعرضها لضغوط كبيرة لوقف الدعم الذي تقدمه لهم.. يتساءل البعض عن خلفية ودوافع القرار، فهل هو مجرد قرار لرفع العتب عنها أمام الدول الخليجية، وخصوصا السعودية؟ أم أنه يشكل تمهيدا لقطيعة الدوحة مع الجماعة؟.

"دويتشه فيليه" عربية، حاورت الباحث السياسي والكاتب الأكاديمي عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات، وسلطت الأضواء على جوانب متعددة لهذا الملف.

*هل قرار قطر بمطالبة قيادات الإخوان مغادرة أراضيها قرار لرفع العتب عنها أمام الدولة الخليجية الأخرى؟ أم أنها قطيعة مع الإخوان؟
لا، لا أعتقد أن قطر قررت أن تعمل قطيعة كلية ونهائية مع الإخوان، لكنها أدركت ولو متأخرا، أنه من الضروري جدا التوافق مع مطالب العواصم الخليجية الأخرى، وأدركت أن عواقب احتواء وإعطاء الإخوان إيواء في قطر، بالفعل كانت كبيرة ليس فقط لقطر، وإنما للعمل الخليجي عموما، فهي استجابة قطرية تنم عن واقعية وتنم عن إدراك قطر لخطورة عدم اتخاذ هذه الخطوة فيما يتعلق بعلاقاتها مع السعودية وبقية دول الخليج العربي.

*ماذا بخصوص الداعية يوسف القرضاوي وبقية القيادات الوسطية لجماعة الإخوان الذين سيبقون في قطر؟ ألا يشكلون حرجا للقيادة القطرية؟
نحن تعودنا أن تكون الخطوات متأنية وتدريجية، وخطوة بعد خطوة، هذه الخطوة بحد ذاتها مهمة جدا ومتقدمة جدا واستجابة ينبغي أن تقدر، وهي استجابة تنم عن واقعية من قبل الدوحة.

وبعد ذلك لكل حادث حديث.. أعتقد أن قطر تقدمت خطوة باتجاه ما التزمت به، وأعتقد أن العواصم الخليجية تقدر ذلك.. هناك ضغط ضخم وكبير من السعودية ودول الخليج على قطر، لأنه في حالة عدم الاستجابة لهذه المطالب، ربما تكون عواقب، منها عزلة قطر عن لجان مجلس التعاون وعن اجتماعات مجلس التعاون، فأعتقد الثمن كان كبيرا جدا، وهذه هي الخطوة الأولى وأتوقع أن تتلوها خطوات أخرى.

*هل يعيد القرار القطري المياه إلى مجاريها في علاقات قطر الخليجية؟

أتوقع أن هذه الخطوة مهمة وكانت ضرورية لإظهار حسن النية، لكني أستبعد أن السفراء الثلاثة، سفراء السعودية والإمارات والبحرين، سيعودون إلى قطر قريبا، فهناك مجموعة من المطالب، إنها تسعة مطالب مختلفة، قطر لم تلب منها سوى ثلاثة جزئيا، وهذا واحد من المطالب العديدة، وأعتقد أنه ستلبي قطر بقية المطالب، سوف لن نرى عودة قريبة ووشيكة للسفراء الثلاثة الذين غادروا الدوحة.

*القرار يأتي بعد قمة جدة العربية الأمريكية، هل يعني أن قطر ستساهم في الحملة الأمريكية ضد "داعش"؟
أعتقد أن قطر حضرت الاجتماع والقرار المتخذ في جدة كان قرارا جماعيا، في تقديري أن القرار القطري كان استجابة للجهود الدبلوماسية السعودية في المقام الأول، والقرار جاء أيضا نتيجة لضغوط العواصم العالمية، مثل واشنطن وباريس، وهناك ضغوط عالمية كبيرة على قطر.. قطر لا تستطيع أن تعيش طويلا في ظل مثل هذه الضغوط وفي ظل مثل هذه المقاطعات الخليجية، وعلاوة على ذلك أعتقد أن الإحساس بوجود هذا الخطر في الأفق القريب، وليس البعيد، أي خطر "داعش"، أعتقد كان له دوره في سياق التمهيد لقطر أن تتخذ مثل هذا القرار الذي جاء في التوقيت الصحيح، مباشرة بعد قمة جدة الأخيرة وبعد اجتماعات وزار الخارجية قبل أسبوعين.

*ماذا عن الاتهامات بخصوص تمويل قطر لقوى متشددة مثل جبهة النصرة وغيرها في سوريا؟
يستطيع المرء أن يقول بثقة كاملة وبثقة مطلقة: إن قطر لا يمكن أن تكون مصدر تمويل "لداعش" أو مصدر تمويل لمنظمات إرهابية بشكل رسمي.. لكني أعتقد أن قطر، وكبقية دول الخليج، ساهمت في لحظة من اللحظات في دعم جميع الجماعات السورية الجهادية والمعارضة التي كانت تسعى لإسقاط نظام بشار الأسد.. ففي هذه المسألة تركيا معنية بذلك ودول الخليج معنية أيضا، وليس فقط قطر.

*ولكن الاتهامات الخاصة بدعم قطر "لداعش" ثبت أنها غير صحيحة وأنها مجرد شائعات.. هناك من يقول إن الحملة المرتقبة ضد المتشددين الإسلاميين قد تشمل حركة الإخوان المسلمين، ما هو دور قطر في ذلك؟
الإخوان المسلمون مصنفون من قبل المملكة العربية السعودية كجماعة إرهابية، ومع ذلك قطر مستمرة في تمويلها، قطر لا تتفق مع هذا التصنيف، الدوحة لديها علاقات تاريخية ولديها علاقات عميقة جدا مع جماعة الإخوان وتعتبرهم جماعة معتدلة وديمقراطية، ولديها شعبية، أعتقد أن علاقة قطر بالجماعة وتمويل قطر لجماعة الإخوان، هذا التمويل سيستمر، حتى لو أغضب ذلك السعودية، وحتى لو أغضب ذلك الولايات المتحدة.
الجريدة الرسمية