رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"حارة اليهود.. مركز التسامح الديني".. أنشئت عام 1848 بحي الموسكي.. تضم 13 معبدا يهوديا.. عاش فيها عبد الناصر وليلى مراد وموشى ديان ونجوى سالم.. تشهد على أزهى عصور الازدهار ليهود مصر

حارة اليهود
حارة اليهود

أثار حادث الحريق الذي وقع، منذ أيام قليلة، بحارة اليهود والذي امتد وفقًا لرواية معظم وسائل الإعلام إلى 65 محلًا تجاريًا بالمنطقة والتي تفحمت بالكامل، ذعرا لدى معظم المصريين على تاريخ وتراث هذه الحارة التي تعد واحدة من الحارات التي تظل شاهدة على تاريخ مصر، وقدمت خير دليل على أن مصر موطن للديانات السماوية.


فمنذ ما يقرب من مائة عام تجاور المسلم والمسيحي واليهودي داخل هذه الحارة، ووسط هذا الذعر والقلق على تاريخ الحارة، تبادرت إلى أذهان الكثير من الأسئلة حول تاريخ حارة اليهود، والسبب في تسميتها بهذا الاسم، ومشاهير هذه الحارة، والعديد من الأسئلة الأخري.

تاريخ حارة اليهود
يرجع تاريخ إنشاء الحارة إلى عهد إنشاء حي الموسكي في عام 1848، وتقع حارة اليهود المصرية بجوار شارع الموسكى في القاهرة، وتتبع الحارة في التقسيم الإداري حي الجمالية.

وتضم حارة اليهود حيا بأكمله يضم ما يقرب من 360 زقاقا وحاره، وقسم الحي بطريقة طائفية على شياختين، واحدة لليهود الربانيين وواحدة لليهود القرائين.

وضمت الحارة ثلاثة عشر معبدا يهوديا لم يتبق منها سوى ثلاثة معابد، وهي " معبد موسى بن ميمون " الذي كان طبيبا وفيلسوفا شهيرا في بدايات القرن الثاني عشر الميلادي، وكان مقربا من السلطان صلاح الدين الأيوبي، ويقال:" إن بداخل المعبد سردابا يقود إلى الغرفة المقدسة وفي طقوس اليهود من يدخل هذا السرداب يجب أن يكون حافي القدمين"، أما المعبد الثاني "بار يوحاي" ويقع في شارع الصقالية، بينما الثالث في درب نصير وهو معبد "أبو حاييم كابوسي".

سبب التسمية
اختلفت الآراء التاريخية حول‮ السبب في تسمية الحارة بهذا الاسم؛ وأشار البعض إلى أن اليهود هم أنفسهم من جنحوا إلى التجمع بمكان‮ يضمهم ويحوي‮ طقوسهم، بينما زعم البعض أن السلطات هي‮ من جمعتهم بهذا المكان.

وبين الرأيين‮ غلب الرأي الأول من خلال التعرف على شخصية اليهودي‮ الذي‮ يجنح دائمًا إلى العزلة بحسب المعتقدات التوراتية وذلك للتمكن من ممارسة شعائرهم وطقوس العبادة والطعام والشراب،‮ فاليهودي‮ لايأكل إلا الذبائح التي تذبح بحسب الشريعة اليهودية،‮ واليهودي‮ يأثم إثما كبيرا لو أدي‮ صلاة السبت بمفرده وإنما‮ يتوجب عليه أن‮ يؤديها في‮ جماعة.

حارة اليهود وعبدالناصر
لا يمكن الحديث عن حارة اليهود دون الحديث عن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، الذي قضي طفولته بأحد منازل هذا "الجيتو" اليهودي في قلب القاهرة، وتحديدًا في 3 حارة عدس بالخرنفش المجاور لحارة اليهود.

ووفقًا لرواية سكان الحارة؛ فإن المنزل لازال محتفظًا بطرازه القديم، فعلي بابه تجد نجمة داود محفورة بحجم كبير وبشكل مميز، وبالدور الثاني شقة على يسار السلم ذات باب خشبي كبير، تحوي الشقة ثلاث غرف وصالة كبيرة وممرًا ممتدًا بين حمامين ومطبخ كبير، ومن يزور هذا المنزل يستنشق رائحة سكانها الأوائل؛ حيث عاش بها الزعيم الراحل أثناء طفولته ولم يتركها إلا عندما أصبح ضابطًا بالجيش.

أشهر سكان الحارة
كانت هذه الحارة في وقت من الأوقات موطنا للفنانين والعباقرة والعلماء، فخرج من هذه الحارة "قطاوى باشا" وزير مالية مصر والذي أصبح بعد ذلك وزير المواصلات وعضو مجلس النواب.

كما خرج منها رائد المسرح المصرى "يعقوب صنوع" والذي عرف بلقب "أبو نضارة" والذي أصدر جورنالا مصريا ساخرا والذي تسبب في نفيه من البلاد، بسبب سخريته من الخديوي إسماعيل.

ومن سكان هذه الحارة أيضًا المخرج "توجو مزراحى" والممثلة "ليليان ليڤى كوهين" والتي اشتهرت باسم "كاميليا"، الفنانة "راشيل ابراهام ليڤى" والتي اشتهرت باسم "راقية إبراهيم" والممثلة "نجمة إبراهيم" والتي تبرعت بدخلها في المسرح لصالح الجيش المصري، وكذلك الفنانة "نظيرة موسى شحاتة" والتي عرفت باسم نجوى سالم وهي الفنانة المصرية الوحيدة اللى حصلت على درع "الجهاد المقدس" لدورها الوطنى في حرب الاستنزاف، والمطربة الشهيرة "ليلى مراد"، وموشى ديان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق وغيرهم الكثير.

أشهر المؤلفات عن الحارة
ومن أشهر المؤلفات التي تناولت تاريخ حارة اليهود، كتاب نجيب الكيلاني الذي حمل عنوان "حارة اليهود"، وكتاب محمد أبو الغار والذي حمل عنوان "يهود مصر من الازدهار للتشتت" والذي تحدث عن حياة اليهود في مصر وحياة الازدهار التي عاشها اليهود في مصر، وحياة اليهود بعد ذلك وحالة التشتت التي عاشوها بعد رحيلهم عن مصر.
Advertisements
الجريدة الرسمية