رئيس التحرير
عصام كامل

كلمة الروائي محمد نجيب عبدالله في احتفالية «ساقية الصاوي»

الدكتور والروائي
الدكتور والروائي محمد نجيب عبدالله صاحب الصالون الثقافي الش

قال الروائي محمد نجيب عبدالله -صاحب الصالون الثقافي الشهير، ومؤلف الرواية الشهيرة "شيروفونيا"، في احتفالية تكريم أفضل 150 كاتبا شابا بساقية "الصاوي" أمس: "إذا كُنت قد سمعت بصالون (مدام دودوفان) أو بغيرها من الصالونات الأدبية في القرون التاسع عشر أو الثامن عشر أو السابع عشر ، فاعلم أنّ مثل هذه الصالونات وُجِدت عند العرب في القرن الثامن ، أي قبل ألف سنة ، وغالباً ما كانت تُدير المُنتدى عند العرب القُدماء امرأة من أرقى طبقات المجتمع دوما".



واستطرد الروائي الشاب في كلمته: "إن الأساس الذي تقوم عليه فكرة الصالونات عموماً هو أنْ يجتمع الشعراء والأُدباء ورجال الفكر والمُغنون أسبوعياً أو شهرياً في منزل أديب أو شاعر ليعرض كل منهم ما لديه من جديد ، وليستمع إلى أراء الأخرين ، وليناقِش معهم مُختَلَف الأمور المُشْتَرَكَة بينهم، ومن المُرَجّح أن أقدم صالون أدبي يرجع الى القرن الأول للهجرة ةأسمه صالون "عمرة" وهي امرأة ذات رأي حكيم وذوق سليم".

وأضاف: "لعبت الصالونات الثقافية والأدبية دورا كبيرا في تشكيل الثقافة المصرية والعربية، خاصة في أوائل القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، حين كانت انعكاسا للتغيرات الثقافية والأدبية في تلك الفترة، وتعبيرا عما شهدته من تطور واضح في الحياة الفكرية والثقافية، كذلك كانت للصالونات أهمية كبيرة وشهرة واسعة كوسيلة من وسائل الاتصال المباشر قبل «ثورة» الإعلام كما نعرفه اليوم. كان صالون الأديبة مي زيادة من أشهر وأهم الصالونات الثقافية العربية، ولقد ذاعت شهرته طوال 25 سنة، وكان يعقد يوم الثلاثاء من كل أسبوع في منزلها وغدا ملتقى ثقافيا للصحافيين والمفكرين. كذلك كان لصالون عباس محمود العقاد أكبر الأثر في تشكيل الفكر والثقافة في مصر وكان يعقد يوم الجمعة من كل أسبوع، وكان كثيرون من المفكرين والكتاب يحضرونه أسبوعيا.


وأكد أن: "اليوم اختلف وضع الصالونات الثقافية إلى حد كبير، على الرغم من محاولات البعض المحافظة عليها. وما عاد هناك اهتمام كبير، خاصة من الشباب، بحضورها؛ بسبب انتشار وسائل الإعلام المختلفة والإنترنت. ثم إن الجلسات ما عادت أسبوعية كما كانت من قبل، بل أصبح معظمها شهريا، لكن أصحابها ما زالوا يصرون على إقامتها لاقتناعهم بأهميتها كوسيلة للمعرفة.

منوهاً إلى: "هذا المنطلق جاءت فكرة إقامة صالوننا الشهري بيني وبين بعض الأصدقاء والمبدعين، مثل القاص محمود الديداموني والشاعر عادل محمد والروائية وفاء شهاب الدين والمبدعة رنا عمر والناقد المعروف د. نادر عبدالخالق والراحل الحبيب والمصور المعروف عمرو المراغي والكاتبة مي أشرف حمدي وغيرهم بعد ثورة 25 يناير مباشرة, حتى أن الصالون الأول أقيم بالفعل في شهر مارس 2011".

وذكر عبدالله أن: "نشاط الصالون بدأ بقراءة الشعر والقصة القصيرة وعرض الصور الفوتوغرافية ومبادئ النقد الأدبي فقط. لكن الصالون تطور مع الوقت فتم الاحتفاء واستضافة عدد من الشعراء والمبدعين المتحققين أمثال عصام الغزالي ومحمد سليم الدسوقي. كما بدأ ادخال بعض الفقرات الثابتة كعرض فيلم روائي قصير وفيلم أنيميشن قصير وفقرة صورة وتعليق وإقامة مسابقات ثقافية بجوائز عينية وانضم إلينا من يستطيع الرسم تلقائيًا كأميرة علم أو من يستطيع عزف العود كأحمد القرملاوي ومحمد فؤاد عيسى، كما شرفنا بالحضور عدة مرات عازف الكمان المعروف أندرو عاطف. فتميز الصالون بأنه يقدم كل الفنون في يوم في الشهر".

واستكمل: "كما أضيف لنشاط الصالون تقديم شهادات تقدير لأفضل الأعمال المقدمة بالصالون ومن ضمنها أفضل عمل أول، وهو ما عاد بالأثر الإيجابي على زيادة معدلات الأدباء الشبان الذين بدأوا يتوافدون على الصالون، الذي اجتذب مع الوقت العديد من المبدعين الآخرين، أمثال منى ماهر طه وأحمد القرملاوي ومراد ماهر وأمل ربيع وأحمد عبدالمجيد ووليد جلال وفاطمة ماضي وحازم بيومي ومحمد الصفتي ومحمد فؤاد عيسى وأمير عاطف وحازم ويفي ومحمد صلاح زكريا وغيرهم. وبدأت بعض النجوم الواعدة في اتخاذ المراكز الأولى للعديد من المسابقات الأدبية في مجالي الشعر والقصة القصيرة في الساقية واتحاد الكتاب و غيرهم أمثال أحمد أبوالخير وآية رزق ومحمد الفندي وحازم بيومي وياسين سعيد ويوسف محمد وأحمد حوزة وآخرين".


وأوضح: "أنشأنا صفحة على الفيسبوك منذ البداية نضع فيه نسخًا من الأعمال والأفلام والرسومات بالاضافة إلى صور وكليبات مأخوذة من الصالون. وقد أقيمت مدونة باسم الصالون وجاري العمل على تحديثها وتطويرها لتكون موقعًا مستقلاً يحمل اسم الصالون. وقد وصل عدد رواد الصالون على صفحة الفيسبوك 796 عضوًا، يشكلون صالونًا دائمًا على مدار 24 ساعة ويحضر اللقاء الشهري ما يتجاوز العشرين عضوًا. والذي يقام ثاني خميس من كل شهر في الخامسة مساء بمقر عيادتي بالجيزة".

وعن الصالون قال عبدالله: "يتميز الصالون بجو الألفة والمحبة والصداقة والترحاب الذي يغلف كل أعضائه، فلا يكون النقد جارحًا، ويتم التحدث بالدور وبعد الاستئذان، وهناك دعم تام للشباب، دون هجوم أو سخرية مهما كانت درجة العمل المقدم، نتناول الطعام معًا، ونتضاحك ونقضي وقتًا لطيفًا يغسل عنا كل الهموم ويملؤنا بالطاقة الايجابية ما يكفينا حتى موعد اللقاء التالي".

أما عن مشاريع الصالون المستقبلية فأكد:" نحن بصدد إنشاء ورشة كتابة إبداعية موازية للقاء الشهري وجاري وضع اللمسات الأخيرة عليها وإقامة مسابقة سنوية للقصة القصيرة والشعر، وقد تم الاتفاق مع دار نشر ليان على نشر الأعمال الفائزة في كتاب سنوي بإخراج رائع وقيّم. وبالطبع نحن نرحب بالتعاون مع كافة المؤسسات الثقافية والمنديات والمواقع والمجموعات المهتمة بالعمل الثقافي بأي شكل. كما نرحب بكل اقتراحات التطوير والتحسين لأن الابداع عملية متطورة تتغير كلما امتد بها الوقت".
الجريدة الرسمية