رئيس التحرير
عصام كامل

في محنتك منحة


لا سعادة كاملة في الدنيا.. فالحياة تتعاقب دوما بين السعادة والألم بين الفرح والحزن بين النجاح والسقوط.. ولولا المحن ما شعرنا بمعنى السعادة والفرح والنجاح. كلنا بلا شك نمر بمحن في الحياة.. لا يوجد على ظهر الأرض إنسان لم يعانِ يومًا.. أو يمر بمشكلة وأزمة كوفاة عزيز، كتجربة حب مؤلمة، كابتلاء بالبعد عن رب العباد يوما، كالمرور بموقف خيانة أو كذب أو أذى بعمل أو كيد أحد..


ولكن فليعلم كل منا أن ما يتعلمه الشخص في محنة أكبر وأعمق بكثير مما يتعلمه في مواقف السعادة..ولكن دعونا نرى أنواع الأشخاص في التعامل مع المشاكل والأزمات لنتعلم سويا ما هو الأصح والأمثل.. للمرور من الأزمات دون خسارة أشخاص مقربين من حياتنا فنرى على الأغلب حين يمر البعض بمشكلة.. يغضب الرجل على أهل بيته ويعامل زوجته بسوء أو العكس..وكذلك الفتاة أو الشاب يمر بأزمة فيتعامل بطريقة مهينة مع الأهل والأصدقاء أو الأم والأب.. أحدهم يمر بمشكلة في العمل فينهال ضربًا وتوبيخًا في أبنائه فيخلق جيلًا بأكمله مهزوزًا نفسيًا فاقد الثقة بنفسه..وبدل من أن نخرج من المحنة بتعلم وقوة.. نخرج بخسارة أعز الناس من حياتنا.

ولكن منى إليكم بعض النصائح التي تجعلنا نمر من هذا بسلام وبحالة نفسية أفضل مما كنا عليه في السابق:
1- علينا أن نتقرب من الله.. فأحيانا يبتلى الله العبد.. شوقا إليه.. ليسمعه.. أو ليخفف عنه ذنوبه.. تذكر ذلك في كل محنة.. لترى الخير الخفى في الشر الظاهر لك أنت فقط !

2- تضرع بالدعاء.. وتذكر دعاء النبى.. عندما قال لرب العباد في عز أزمات حياته..إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي. 

3 - حاول أن تقترب من أحبائك الذين يحتوونك في هذه الفترة واجعل منهم سندًا لك في محنتك وإن وجدت نفسك لن تستطيع الفصل بين مشاكلك وسوء تعاملك غير المبرر للمقربين منك.. أعلِمهم بذلك... وانعزل بنفسك وبالله.. حتى تستعيد قواك أو جزءًا من طاقتك.. كى لا تعاملهم بطريقة تخسرهم بها للأبد..

4 - اجعل دومًا في خزانتك ورقة تحتوى على جميع الأشياء والأفعال التي تسعدك إن فعلتها، وافعلها وقت المحنة والأزمة.. ستمنحك قوة لمواجهة المشكلة حتمًا.

5 - مارس الرياضة.. كالجرى أو لعبة تحبها فالرياضة تنشط الدورة الدموية وتقضى على طاقاتك السلبية. 

في النهايــــة، سأقول لك انظر بعينك لممتلئ الكوب.. فهو ممتلئ بأكمله جزء ماء وهو الخير الذي تراه واضحًا أنت وأى إنسان..
وجزء آخر ممتلئ وهو الهواء الموجود بالكوب لن تراه بعينك.. ولكنك ستراه بحكمة رب العباد وبعين رحمة الله لك.. فمحنته منحة وابتلاؤه تهذيب، لا تجعل المشكلة تمر بك من كونها عارضًا في الحياة إلى مرحلة الاجتياح.. فتقصر في عملك.. وإنتاجك وتهمل.. فالسبب من اجتياح المشكلة حياتنا هو نقص في الإدراك للأزمة ذاتها..

عند حدوث محنة لك.. اجلس مع نفسك واستخدم ورقة وقلم.. واكتب ما تراه عبئًا من المشكلة.. وما الجوانب التي قد تتأثر بها كالعمل..واختر بنفسك هل تريد أن تخرج من الأزمة أم تظل بها ؟ هل تريد أن يكسرك ابتلاء لن يدوم مدى الحياة ؟ هل ترغب بأن تكون ناجحًا ومؤثرًا أم تفشل وتسقط وتسقط ؟ واختر بإرادتك.. فلن يستطيع أحد إخراجك من مشكلتك إلا الله ونفسك.

وهناك جلسة استرخاء تجعلك تهدأ وقت العمل ومن الممكن أن تداوم عليها يوميًا، وهى أن تستنشق الهواء 3 مرات متتالية، وتخرج الزفير ببطء، وكل مرة أبطأ من السابقة وتغمض عينيك وتفكر فيما سوف تحصل عليه حال هدوئك وتركيزك في عملك من نجاح وحب الناس وارتقاء عملى ومادى وماذا سوف تفعل بكل هذا في المستقبل فتستمد بهذا التمرين طاقة تدفعك للعمل والرغبة في الانتصار على أزمتك.
الجريدة الرسمية