رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"أردوغان" يرهب معارضيه بحملة اعتقالات موسعة لضباط الشرطة..ويتهم العسكريين بالانقلاب مقابل الدعم الأوربي.."عودة": أردوغان يخاطر باستقرار تركيا من أجل الحكم..و"يوسف":خلاف الجيش التركي والنظام حتمي وقريب

رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان


عشق السلطة يجعل العاشق كفيفا، ويحرمه بعض الحواس، ويصيبه ببعض الأمراض، أخطرهم مرض العظمة ويليه الديكتاتورية.
والديكتاتورية واحدة في كل الأنظمة السلطوية، وإن اختلفت درجات القسوة في المجتمعات باختلاف طبيعتها، فإن قمع الحريات ووضع معايير لها وفقًا ما يتسق مع النظام، فهو أحد أنواع القمع.


وأفادت معلومات بأن السلطات التركية قامت اليوم الاثنين باعتقال نحو 33 ضابط شرطة، كانت وجهت إليهم الحكومة التركية الاتهام بـ"تشكيل منظمة إجرامية والتنصت على الهواتف"، من بينهم رئيس سابق لوحدة شرطة مالية، في موجة جديدة من الاعتقالات، ضمن ما يسمى بـ"المؤامرة ضد الرئيس التركى الجديد رجب طيب أردوغان".

قمع المعارضة التركية
وفى هذا الصدد، يقول الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه من المفترض أن لا يتدخل العسكريون في الحياة السياسية، معتبرًا هذا مبدأ عاما من المفترض أن تعمل به كل الدول.

وأضاف، أن الحكومة التركية في الوقت الراهن تستعد لوضع خطة الحكومة الجديدة، والتي تم انتخابها في ظل وجود الرئيس التركى "أردوغان" برئاسة أحمد داود أوغلو.

وأوضح "عودة" أن الرئيس"أردوغان" ورئيس الحكومة "أوغلو" ليس لديهم شعبية، مؤكدة أن السبب يرجع إلى تقلص شعبية الحزب الحاكم حزب العدالة والتنمية.

ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن حملة الاعتقالات التي شنتها الحكومة التركية مؤخرًا على العشرات من ضباط الشرطة التركية، جاءت بهدف بعث رسالة إلى دول العالم الأوربى بأن النظام التركى مهدد بالانقلاب من قبل العسكريين، مما يهدد أمن واستقرار المجتمع الأوربى في المنطقة.

وأشار عودة إلى أن حملة قمع المعارضة التركية باعتقال الضباط واتهامهم بالمشاركة والتخطيط بمؤامرة ضد الحكومة التركية، هو وسيلة لإضعاف القوى العسكرية التركية أمام النظام، وإظهار الأمر أمام أوربا بأن تركيا على مشارف انقلاب عسكري.

وأكد أيضًا أن الرئيس التركى أردوغان ورئيس حكومته أوغلو يواجهان مشكلة في إدارة النظام التركى، مضيفًا:" نظرًا لأن حكومة العدالة والتنمية مهددة بالحل بعد أن أجج أردوغان مشاعر المواطنين باعتقال الضباط ".

وقال إن "أردوغان" يستعد الآن إلى تجييش المجتمع الأوربى ضد العسكريين، مع شحن الإسلاميين أيضًا بتهديدهم بأن النظام في خطر، مشيرًا إلى أن هناك محاولات بالانقلاب من قبل بعض الضباط، مما يهدد بوصول العسكريين إلى الحكم، وأنه في هذا يخاطر باستقرار البلاد بانقسامها من أجل كرسى الحكم.

افتعال أزمة
ومن جانبه يقول المحلل السياسي الدكتور خالد يوسف، أن الحكومة التركية في مأزق الآن وتتملكها أزمة داخلية، تحاول أن توجد ما يشغل الرأى العام، وتستجلب به روح الدفاع عن الوطن.

وأضاف، أنها ليس أمامها سوى أن تدعى أن هناك مؤامرة ينظمها مجموعة من العسكريين ضد الوطن.
وأوضح يوسف، أن ما تمارسه الحكومة التركية ضد الضباط الأتراك، أمر ليس بجديد عليها، لافتًا إلى أن وحكومة أردوغان قامت بحملة اعتقالات منذ شهور.

وقال المحلل السياسي: "إن الحكم الأصولى والأيديولوجى التركى له ميراث في تاريخ التركى، يتسم بالمرجعية الدينية، ولكنه يتعارض مع حلم الانضمام إلى الاتحاد الأوربى".

وتابع: "هناك خلاف حتمى ومتوقع بين النظام التركى برئاسة أردوغان ورئيس حكومته أوغلو والجيش التركى، وإن كان مكبوتا الآن، ويمارس من أسفل الطاولة، في ظل هيمنة الحكومة التركية على الدستور".

ولفت إلى انخفاض شعبية الرئيس التركى أردوغان، وأكد أن السياسة الخارجية التركية أصبحت محل انتقاد ومساءلة وهجوم من المجتمع الأوربى، مما يجعلها في أمس الحاجة إلى وضع ذريعة أو افتعال أزمة لإظهار أن الدولة في حاجة إلى تكاتف المواطنين، لاستدعاء روح المقاومة الوطنية.
Advertisements
الجريدة الرسمية