رئيس التحرير
عصام كامل

فنان الكاريكاتير طوغان: مبارك فصلني من «الجمهورية» لمعاداتي للسامية

فيتو

  • أنا تلميذ رخا وتعلمت منه عظمة الإنسان
  • لم أفشل في حياتي.. وفاطمة حلم لم يكتمل
  • أولى رسوماتي معارك المقاومة ضد الاستعمار الإنجليزي 
  • بلغت عامي الـ 88 ومازلت أعمل 
  • معايا ابتدائية تساوي دكتوراه
  • "آخر خبر" أولى محطاتي المهنية.. وراتبي الأول 2 جنيه

فنان شكل وجدانه الوجع ونغمات البيانو، يكره الظلم، فصله الرئيس المخلوع حسني مبارك من جريدة الجمهورية بتهمة معاداة السامية، إنه أحمد ثابت طوغان مواليد 20 ديسمبر 1926 محافظة المنيا، نشأ بمحافظة أسيوط، وتربى وسط ستة أشقاء؛ ثلاث أناث وثلاثة ذكور، وذلك في منزل طغت سلطة الأب عليه بسبب طبيعة عمله كضابط، أما الأم كانت فنانة تلعب «البيانو».

"فيتو" التقته ودار هذا الحوار:

• كيف اكتشفت موهبة الرسم؟
اكتشفتها على يد مدرس قبطي، فأول مدرسة نشأت بها هي مدرسة الأقباط الابتدائية بديروط، حيث كنت أرسم أشكالًا ورسومات عديدة فقال لي المدرس: "أنت موهوب خلي بالك" من وقتها شعرت أنني متميز جدًا عن بقية زملائي، وبدأت أهتم فعلا بالرسم، ورسمت جميع المعارك بين المقاومة المصرية والإنجليز إبان فترة الاحتلال، وهي تعتبر أولى الرسومات لي فكنت أعبر عن كرهي للجنود الإنجليز عن طريق الكاريكاتير.

• من هو طوغان الفنان؟
فنان ورسام كاريكاتير منذ عام 1948، بدأت عملي في مجلة تسمى "آخر خبر"، وكان راتبي 2 جنيه.

• حدثني عن علاقتك بأولادك وزوجتك؟
لي ولدان، الأكبر يعمل صحفيا والآخر فقدته منذ عام، كذا أب يقولون إني أب حنون جدا على أولادي، لأني أستمع لآرائهم كثيرًا..
وعن طوغان الزوج، تزوجت في الحقيقة فجأة وعن غير حب، فيوم من الأيام ذهبت أنا وصديقي إلى أحد أقاربه فوجدت 3 بنات فقال لي صديقي "ما تتجوز واحدة منهم"، تزوجتها بالفعل وأعيش معها حتى الآن.

• وما أول جريدة رسمية عملت بها؟
بعد أن تركت مجلة "آخر خبر" ذهبت إلى مجلة "روز اليوسف"، وقابلت السيدة روز وهي إنسانة في قمة الاحترام والتواضع وعملت بهذه المجلة، وقابلت بالمجلة إحسان عبد القدوس ومحمد التابعي وكانت من أجمل فترات حياتي، وكانت «روز اليوسف» بداية الشعلة لأعمل بكل الصحف المصرية. 

•ماذا تمثل المرأة في حياتك؟
المرأة هي من أجمل مكونات المجتمع المصري، وإذا كنتِ تقصدين مغامرات "أيام الشقاوة" فبسبب الاحتلال ومعركتنا الأساسية غابت عن جيلي كله أفكار الصعلكة.

•من المرأة التي أحببتها ولن تنساها طوال حياتك؟
فاطمة.. هي المرأة الوحيدة التي أحببتها لدرجة الفناء ولن أنساها طوال حياتي، وإذا مرت بي لحظات تعاسة أشعر بتأنيب الضمير لعدم اكتمال قصتنا، فشعرت مع هذه المرأة الجميلة بكل مشاعر الحب فكانت أختا وحبيبة وصديقة وشريكة في الحلم والحياة.

• ما هي لحظات الفشل التي مررت بها وكانت شعلة لنجاحك؟
يضحك.. لم أفشل في حياتي أبدا، لأنني متواضع في مطالبي ولا أحتاج لشيء فوق قدراتي، ولم أعمل في شيء لم أفهمه، لذا لم أفشل في حياتي أبدا.

• أصعب لحظة مرت عليك ولن تنساها؟
يوم وفاة ابني الصغير "بسام" منذ عام، فهو كان بطل فروسية وسندي في الحياة، لديه ولد وبنتان كنت أشعر دائما أنه سيموت صغيرا، حيث نجح في عمله فجأة وأصبح مديرا لأكبر الشركات بمصر، كذلك لف العالم كله، وذات مرة اتصل بي شخص من نادي الفروسية وقال لي بسام مريض للغاية، وقتها شعرت أن مكروها أصابه، وذهبت فورا أنا وابني الأكبر للاطمئنان عليه، فقالوا لي "نقلوه إلى المستشفى"، ذهبت إلى المستشفى مسرعا وكنت أشعر أني لن أرى بسام مرة أخرى، ولما وصلت قال الدكتور أين والده..؟ فجاوبته أنا، فأخذني إلى غرفة صغيرة لأجد بسام مغطى بالكامل، وكانت صدمة حياتي حتى الآن.

•ما هو مبدأك في الحياة؟
أعطي ما أستطيع حتى وفاتي، لم أنقطع عن العمل وكلما قررت الراحة اكتشف ذاتي لا تحب الراحة وتعشق العمل.

• من قدوتك في الحياة؟
قدوتي في الحياة أشخاص كثيرون، ولكن الفنان رخا رسام الكاريكاتير هو الذي شجعني أن أرسم وقال لي إنني هائل في الرسم وكنت على علاقة به حتى مرض.
وتعلمت من رخا عظمة الإنسان، وتعلمت من أنور السادات الفناء في سبيل الوطن وحب الوطن وقيمة الإنسان المصري.

• متى شعرت بالظلم في حياتك.. وكيف أثر عليك؟
شعرت بأكبر لحظات الظلم من عمتي أخت أبي.. دائما كان والدي يكره الرسم وفي يوم قالت له عمتي إني ظللت أرسم ولم أتجه إلى استذكار دروسي، وقتها ضربني أبي بشدة فشعرت بالظلم، ولما ذهب أبي للصلاة سكبت الجاز عليَّ وحرقت ذاتي وجلست بالمستشفى 3 أشهر غائبا عن الوعي، كما عذبتني جروحي عاما كاملا.. من وقتها وأنا ضد الظلم في أي مكان، تعلمت من هذا الموقف الصبر.

• ما هي أجمل اللحظات مع صديقك محمود السعدني؟
كنا في احتفال مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومانديلا وعدد من كبار رجال الدول، وفجأة قال لي السعدني: أريد أن أذهب إلى البيت لأنني أشعر أنني سأموت حالا قائلا: "عاوز أموت وسط ولادي"، فقلت له هل يوجد أحد يتمنى الموت وسط أولاده وهو وسط عبد الناصر ومانديلا، وكانت هي أجمل اللحظات التي مرت عليَّ أنا والسعدني.

• ما الكلية التي تخرجت فيها؟
أنا لم ألتحق بكلية فأنا حاصل على دبلوم تجارة، حصلت على الابتدائية من مدرسة الأقباط وهي تساوي الدكتوراه الآن.

فرحة لم تنسها بحياتك؟
فرحة حرب أكتوبر لم أنسها حتى الآن، وكان دوري في هذه الحرب الرسوم الكاريكاتيرية فتوجد رسمة لي بعد نصر أكتوبر، رسمت الاحتلال الصهيوني على شكل هيكل عظمي متحلل.

• ماذا تعمل الفترة الحالية؟
اتجهت الآن للعمل في رسم لوحات فنية للريف المصري وقت الأربعينيات، فهذه الفترة من الزمن لا يوجد اهتمام بها، وسأقوم بتسجيل كل اللحظات التي مر بها الريف المصري في هذه الفترة كي تظل في أذهان الشعب المصري، وسأقوم بعمل معرض يوم 15 سبتمبر الجاري.
الجريدة الرسمية