رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هكذا يربي النظام الدواعش الجدد


الأمر جد خطير ولا يهمنى هؤلاء الذين يتاجرون سياسيا بكل شىء حتى بالقبح والفساد والضلال من أجل الاستفادة من النظام بأى طريقة حتى وإن كانت تبريرا لكل انتهاك للحريات أو إفقارا للبسطاء تخويفا وإرهابا من داعش!

لا يهمنى اتهام البعض لى بأنى أمشى في ركب النظام عندما أحذر أنا أيضا من داعش، وهل هناك أقبح وأفسد من تتار العصر! هذا الكيان القبيح القمىء الفاسد المفسد الكافر... نعم كفر فج بالإنسانية وبالقيم وبصحيح الدين.. لكننى لن أمل من تكرار أنه هناك الكثير من الدواعش الذين يعيشون وسطنا متطفلين على الدين والدنيا والمجتمع ويحملون داخلهم بذور داعش، التي تنتظر فقط فرصة سانحة أو تربة خصبة للانطلاق تكفيرا ثم تقتيلا وسبيا لكل جميل تبقى في مجتمعنا.

ارجع بذاكرتك قليلا للوراء منذ سنتين عندما قتل اثنان من فاسدى الفكر والقلب شابا مهندسا في مقتبل حياته لكونه يسير مع خطيبته في أحد شوارع السويس وفي وسط النهار بدون دليل على زواجهم ! يالله، هل نسينا، ارجع بذاكرتك أكثر للوراء وتذكر عام 1995 عندما تقدم همجى أحمق يحمل بذور التخلف مروية بالجهل وبحماقة شيخه الذي كفر نجيب محفوظ فتوجه إليه في الشارع وبدلا من مصافحته طعنه وهو الشيخ الكبير في رقبته !

هؤلاء هم دواعشنا الذين أطلقهم السادات علينا من جحورهم حتى يقمع كل من ينادى بالعدالة وقتها ثم ينال لقب الرئيس المؤمن !

وها نحن الآن نربى دواعش جديدة مانحين لها الفرصة للتسلل رسميا من خلال منابر الأوقاف التي تمنح بعض المتسلفين الذين فرقوا دينهم وباتوا شيعا متناحرة ليخطبوا بعامة المسلمين يوم الجمعة، هل هناك أخطر من هذا على مجتمع، القراءة فيه ذكرى من عقود خلت والفكر فيه خطيئة تستوجب التكفير والعقل وظيفته السبات والاحتماء بتفسير جهول ينقل ما سمعه من شيخه للآخرين بدون إدراك أو وعى لمتغيرات الدنيا ولمرونة الدين ذاته وملاءمته لكل مراحل الإنسانية.

يقول الراحل محمود درويش في ملحمته ( في مديح الظل العالى )
لا ظلامَ أشدَّ من هذا الظلام ِ
يُضيئني قَتْلي.
أمنْ حََجَر ٍ يقُدُّون النعاسَ؟
أمنْ مزامير ٍ يصكُّون السلاحَ ؟
ضحيَّة ٌ
قَتَلتْ
ضحيَّتها!

حقا هم يصكون من رؤيتهم المعوجة وطلاسم شيوخهم وضحالة عقولهم قنابل ومدافع وسيوفا تستحل الدم الحرام وتقتل ولكن.... هل هم ضحايا !

إن كانوا ضحايا فهم ضحايا للنظام الذي يسمح لمنظريهم القتلة من بث سمومهم في الفضائيات في المرحلة الآنية ومن قبلها في شرائط الكاسيت والمساجد علنا وبرعاية نظام قمعى اعتقد أن هذه أفضل طريقة لإلهاء الناس عن حقوقهم وأموالهم المسلوبة وأوطانهم المستباحة.... صفقة هي إذن، هكذا تبدو في بدايته ثم تنقلب كابوسا لا يستطيع النظام محاربته بعدما تنال لقب كافر
بامتياز.

استفق أيها النظام الذي تحارب أشقاء الدواعش في سيناء وفي صحراء مصر ولا تدرى أنك تربى دواعش أخرى تتقرب إليك بدعوى نشر دعوة الله والله غني عن العالمين وعن هؤلاء الفجار وعن كل من يهدر دم المخلوق الذي كرمه وفضله على سائر خلقه.... للحديث بقية. 
fotuheng@gmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية