رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ليبيا -٢ في سوريا


تهدج صوت الرئيس الأمريكي أوباما، واكفهر وجهه، وهو يعلن موقف بلاده من السكين التي هوت بها داعش على رقبة المصور الصحفي الشاب "جيمس فولي" المختطف في سوريا منذ عام 2012 وآخرين، ولم تفلح عمليتان لإنقاذه من الذبح علنا، قبيل أيام.

العملية الأولى عسكرية سرية وفشلت واعترفت بها أمريكا بعد يومين من ذبح الصحفي المسكين، رب أسرة صغيرة، والثانية مقايضة مالية، اعترفت بها داعش، إذ طلبت فدية قدرها 130 مليون دولار، رفضت أمريكا دفعها، إما لأنها مبلغ لا تستحقه رقبة مواطن عندها، أو لأن الدفع ابتزاز يحرض على التكرار، ومع ذلك، فإن حكومات غربية كثيرة، تدفع سرا، وتحرر مواطنيها، بل إن أوباما نفسه حرر عسكريا في صفقة مع طالبان مقابل إطلاق سراح خمسة من عتاة الإرهاب في سجن جوانتانامو!

بعد النعي، واعتبار داعش سرطانا يجب استئصاله، عاد أوباما ليلعب الجولف، وليستمتع بإجازته، فانفجرت عليه، عواصف من حزبه الديمقراطي، ومن الحزب الجمهوري المعارض، والظاهر، حتى الآن، أن الرجل قرر إطلاق عملية ناتو جديدة في سوريا للقضاء على داعش.

كان أوباما ألمح إلى جهد دولي إقليمي، وإلى قرار من مجلس الأمن، والقرار جاهز، والتصريحات توالت بأن أم القيح السرطانية موجودة في محافظة الرقة السورية كبرى معاقل الدواعش، ومن ثم فإن العمليات العسكرية بقرار أممي، وتحالف إقليمي دولي، كالذي بناه بوش الأب، لتحرير الكويت، هو ما يطمح إليه البيت الأسود حاليًا، لتحرير سوريا من داعش والأسد معًا، وهو ما انكشف في تصريح رئيس الأركان الأمريكي الجنرال ديمبسي، لما قال إن الأسد جزء من المشكلة.

لو تأملنا مسرح التجهيز السياسي والعسكري سنرصد ما يلي: 
1- لا يوجد عمرو موسى في الجامعة العربية ليعلن الموافقة العربية على غزو سوريا، كما فعل في حالة ليبيا، مما انعكس على أمن مصر، بكلفة مادية وعسكرية ولوجيستية باهظة ومستمرة.

2- روسيا قبل ثلاث سنوات ليست روسيا الحالية، وتعلمت من درس تفويض الناتو بمنطقة حظر طيران القذافي، فدمر الناتو كل ليبيا! وهي في وضع الأراجوز الدولي.

3- من عجب أن الحرب لتحرير العراق من سرطان داعش، وهو أصلا فيروس أمريكي، تعني العدوان على سيادة دولة مستقلة، يرفضه الغرب تمامًا في الحالة الأوكرانية، ويندد بدخول مساعدات روسية إلى مناطق متاخمة أوكرانية منفصلة، دون إذن من كييف! 

4 - أي حرب ناجحة ضد داعش لوقف ذبح الشيعة، تحتاج إلى إيران، وإيران حليف سوريا والأسد، وهي طلبت رفع العقوبات عنها مقابل المشاركة في الحرب على داعش السنية الإرهابية، ثم نفت!
أوراق اللعبة مرتبة، وكل طرف يعرف دوره، لكن من المؤكد أن سوريا لن تكون لقمة سائغة للحرب الغربية الثالثة على العرب!!
Advertisements
الجريدة الرسمية