رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

وكمان هناك تمويل مشبوه للإعلام لضرب مصر!!


أتصور أن الحسم في تطبيق القانون بلا تمييز مخرج لا غنى عنه في أزماتنا.. وكما أظهرت الحكومة العين الحمراء للعشوائية والفوضى فإنها ينبغي أن تظهر العين الحمراء أيضًا لكل من يخرق القانون أو يثير الفوضى أو يعرض البلاد لخطر الانقسام والتناحر.


ولا يخالجني أدنى شك أن الدولة قادرة على فرض هيبتها والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه هز استقرار البلاد أو معاونة أعدائها في الهدم والتخريب.. وهنا تبرز أهمية الإعلام وخطورته في هذه المرحلة، فهو مطالب ببث رسائل إيجابية إلى الناس ليس بتجميل وجه الحكومة ولا باخفاء سلبياتها ولكن بالمصارحة والموضوعية والشفافية وربط المواطنين بدولتهم وابتعاث روحهم الوطنية لدعم مشروعاتها القومية مثل قناة السويس الجديدة التي بدأ تنفيذها.

والسؤال: هل يمكن للإعلام -القومي والخاص- بحالته الراهنة الاضطلاع بهذا الواجب أو أنه بحاجة لرفع كفاءته أولًا حتى يتمكن من أداء رسالته في التنوير والتأثير الإيجابي في عقول الملايين؟!

الصحف القومية وتليفزيون الدولة في حاجة ماسة لإعادة الهيكلة والتدريب والتطوير والإصلاح الجذري لاستعادة دورهما المحوري كرمانة ميزان في تشكيل الرأي العام وصياغة توجهاته.. وأحسب أن الرئيس السيسي يدرك جيدًا حجم المشكلات والترهلات التي أصابت هذا المرفق الحيوي عبر سنين طويلة، وقد آن الأوان للإصلاح حتى يمارس دوره بحيوية وفعالية واحترافية لصالح الدولة الوطنية.. وينبغي ألا تنتظر الحكومة منه –بعد إصلاحه- أن يعود لسيرته الأولى في الدفاع عن سياستها وأدائها بحق وبغير حق، بل عليها أن تشجعه على القيام بوظيفته الحالية في ممارسة النقد البناء بلا مبالغة ولا تهوين حتى يستعيد الطرفان –الحكومة والإعلام- ثقة الشارع، فهذا يصب في صالحهما معًا، وحتى يتخلص الإعلام القومي من اتهام البعض له بمجاملة الحكومة والانحياز لها.

أما الإعلام الخاص فهو متهم بالتحامل على الحكومة وتصيد أخطائها وغض الطرف عن إنجازاتها، والتعبير عن أجندات ومصالح الممولين التي قد تتعارض مع الدولة وأهدافها، وهو ما يخلق تشويشًا للوعي وسوداوية ومزاجًا سيئًا وتضاربًا في المعلومات لدى المتلقين.. وهو ما آن له أن يتوقف، وأن يلتزم الجميع بسياسة إعلامية وتحريرية موضوعية تعلى صالح البلاد، ولا تنقاد لأصحاب المال والممولين.

إن خطرًا إعلاميًا يتسلل عبر بعض المواقع الإلكترونية والفضائيات الممولة من قطر وتركيا لضرب مصر، وهو ما يتطلب ضبط الأداء الإعلامي، والتصدي لمثل هذه التوجهات بموضوعية وحرفية وشفافية لدحض الافتراءات والشائعات والسموم التي يجري بثها ليل نهار عبر قناة الجزيرة وأخواتها من الإعلام المغرض الأصفر.

هذا وقت الأحزاب والنخبة والإعلام والمفكرين لإعادة التوازن للشارع، وتطويع الحقيقة في إزاحة الضبابية والبلبلة ودفع مخاطر غسيل العقول التي يمارسها بعض بني جلدتنا انقيادًا للخارج بلا وازع من ضمير.. فهل آن الأوان لخوض المعارك الحقيقية وتحفيز الملايين للمشاركة في مشروعات مصر المستقبل باستصلاح الأراضي أو بناء المصانع ومحطات الطاقة (وتعبيد) الطرق وإصلاح التعليم والصناعة حتى نجني ثمار ثورتين عظيمتين طال انتظارها.. أتمنى!!
Advertisements
الجريدة الرسمية