رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الارتباك يضر الحكومة!


كان الأفضل والأجدى للحكومة أن تلتزم بالموعد السابق الذي تم اختياره وتحديده لبدء العام الدراسي الجديد وهو يوم ٢٧ سبتمبر، بدلا من تأجيل هذا الموعد أسبوعين لتبدأ الدراسة بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى يوم ١١ أكتوبر..

إعلان التأجيل رسالة تؤذي الحكومة وتضرها وتفيد أنها تخشى العنف المتوقع أن يقوم به طلاب الإخوان، ولذلك استثمر البعض هذا التأجيل -سواء عن سوء نية أو بغشم إعلامي- لاسترجاع صورة ما حدث العام الدراسي الماضي، خاصة ما يتعلق بالتأجيلات المتكررة والطويلة لبدء الفصل الدراسي الثاني، مما اختصر فترة الدراسة في هذا الفصل إلى قرابة النصف!

إن وزير التعليم في الوقت الذي يؤكد فيه أنه لا توجد أسباب أمنية وراء تأجيل العام الدراسي الجديد في الجامعات، فإنه في ثنايا خفية يشير ضمنًا إلى أن الدافع الأمني كان على الأقل أحد أسباب هذا التأجيل، خاصة حينما يقول إن عددًا من الجامعات لم تستكمل بعد تركيب البوابات الإلكترونية وكاميرات المراقبة، وهذا يجعل الرأي العام أكثر ميلًا لتصديق ذلك المصدر المسئول مجهول الاسم والهوية الذي نشر على لسانه أن التأجيل سببه أمني لتزامنه مع صدور الحكم في قضية القرن التي يحاكم فيها مبارك وولداه والعادلي، ولورود معلومات حول عزم طلبة الإخوان تنظيم موجات جديدة من العنف والتخريب داخل الجامعات.

وهكذا أعطى تأجيل الدراسة في الجامعات -رغم تصريحات وزير التعليم العالي- رسالة للرأي العام بأن الحكومة ضعيفة وخائفة من طلاب الإخوان وإرهابهم.. وهذا أمر خطر وضار ليس بالحكومة وحدها وإنما بنا جميعًا؛ لأن من شأنه أن يشجع طلبة الإخوان المترددين على حسم أمرهم والانخراط في العنف الذي سيقوم به زملاؤهم.

ولذلك.. كان الأجدى والأفضل للحكومة ألا تؤجل بداية العام الدراسي في الجامعات، وأن تقوم بدلا من هذا بحشد جهودها لمساعدة الجامعات على استكمال استعداداتها سواء ما يتعلق بالصيانة في المدن الجامعية أو ما يتعلق بالاستعدادات الأمنية.. أما التردد والارتباك فإنه يؤذينا ويستغله الإخوان وكل الإرهابيين.
Advertisements
الجريدة الرسمية