رئيس التحرير
عصام كامل

مصر وخطة قطع الطريق على مخطط أمريكا وقطر!


سؤالان مهمان يبقيان من مقال الأمس واليوم يوم الإجابة عنهما..الأول وينشطر منه العديد من الأسئلة وهو: هل ستلتزم قطر بشروط السعودية والإمارات والبحرين بالتوقف عن دعم الإرهاب والتدخل في شئون الدول الأخري وفي مقدمتها مصر بدعمها للإجرام الإخواني؟ هل ستتوقف الجزيرة فعلا؟ وهل هناك مؤشرات ولو طفيفة لذلك؟
السؤال الثاني هو: ماذا يمكن أن تفعل مصر لمواجهة الخطة الأمريكية؟

عن السؤال الأول ومشتقاته نقول: الجزيرة والتي لم تتوقف عن التحريض ضد مصر وتقديم الدعم الإعلامي للإخوان حتى اللحظة هي بحالها في طريقها للاستيداع واستبدالها بسلسلة أخرى من القنوات والمواقع الإلكترونية وهي التي أشار إليها الرئيس السيسي..كما أن دولة تنفق على موقع إلكتروني واحد - الموقع فقط - مبلغ يصل إلى 500 مليون دولار هي دولة بكل تأكيد لا تمزح ولا تعرف المزاح وتسير بمخطط واحد للشر ولا تستهدف غيره..وإن كان 500 مليون دولار ستذهب لموقع إلكتروني فماذا عن ميزانية شبكة - شبكة وليست قناة - تحمل الاسم نفسه؟ فما بالكم بمجموعة شبكات إخبارية ومواقع إلكترونية؟

باختصار نقول إن نفوذ القواعد الأمريكية في الدوحة وما تمتلكه المخابرات الأمريكية والموساد عن حكام قطر أكثر تأثيرا من التزام قطر الخليجي..وما تفعله قطر ليس إلا مناورة تستهدف تخفيف الضغط عليها وكسب الوقت للبحث عن بدائل الاعتماد الشامل على الأسواق السعودية وفك الارتباط بالاقتصاد السعودي ببنوكه وشركاته ومؤسساته..كذلك تهيئة الاعتقاد بوحدة المجتمع الدولي ضد الإرهاب بما يمهد لدعم العرب لعودة أمريكا للمنطقة بما يشبه ما جري في الحرب ضد العراق..وهي رسائل الاطمئنان الوهمية التي ترسلها واشنطن للعرب دائما قبل كل مصيبة تنتوي ارتكابها !!!

وعند النقطة السابقة: ماذا يمكن أن تفعل مصر لقطع الطريق على مخطط الشر الأمريكي الصهيوني التركي القطري والذي لا يمكن أن يتوقف عن التآمر وهو يري مصر تستنهض قواها وتعيد بناء نفسها والاتجاه نحو التخطيط والتنمية الحقيقية من قناة السويس إلى الساحل الشمالي الغربي ومن توشكي إلى 4 آلاف كيلو متر طرق جديدة وغيرها وغيرها؟

نقول: هو عينه ما قلناه قبل أسابيع وهو الإعلان فورا عن القوات العربية المشتركة لمواجهة الإرهاب أو أي صيغة لانضمام مصر لقوات درع الجزيرة أو توقيع اتفاقيات عسكرية ثنائية مشتركة أو اتفاق عام بين مجلس التعاون الخليجي ودول عربية أخرى من خارجه ولتكن مصر والجزائر والإعلان عن مناورات عسكرية مشتركة وليكن مكانها البحر الأحمر وليس الخليج العربي... 

ومحاربة الإرهاب في العراق تعني الامتداد المنطقي إلى سوريا..وإلي أي منطقة ساخنة تحددها قيادة هذه الدول أو تستدعيها الضرورة وكذلك الإسراع بمزيد من التعاون العربي الروسي الصيني لخلق مصالح مباشرة لهذه الدول بالمنطقة وتفعيل دور الجامعة العربية في الأزمة السورية وعودة ممثل الجمهورية العربية السورية وليس المعارضة وحصار النفوذ القطري بها والبدء في تفاهمات عربية إيرانية تبدأ من الإمارات أو برعايتها تحيل الصدام أو حالة عدم الثقة المتبادلة إلى تعاون يجعل إفشال مخطط تقسيم المنطقة هو الهم الأول له وبما يؤجل ولو مرحليا الخلافات والتوجسات الإيرانية العربية وبما يبعد مخطط عودة أمريكا إلى الخليج وبما يكمل مهمة إنقاذ سوريا ويفعل فكرة الحزام الكبير الحاجز للنفوذ الأمريكي والممتد من الجزائر إلى مصر إلى الخليج العربي إلى إيران إلى الصين إلى روسيا !
دور كبير لمصر ينتظرها..هذا قدرها..وهي قدره !

الجريدة الرسمية