رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الإسلام على طريقة (محمود سعد)!


توضيح هام للغاية قبل ما نبدأ، لست مُخوَّلًا ولا مؤهلًا، ولا حتى حابب أن أكون من زمرة الجماعات والأفراد إياهم، الذين يضعون من ضمن أولوياتهم في الحياة، التشكيك في دين بعض الأشخاص أو الاتجاهات، وتكفير هذا، والإشادة بتديُّن ذلك، إلى آخر هذا الهُراء الذي انفجر كقنبلة بكابورتية معبيّة بعد ثورة يناير، وأزيد الصديق القارئ الكريم من الشعر بيتًا، فأوضَّح له بإلحاح أننى لا أحكم على تديُّن أي شخص بالمظهر، ولا بالجوهر، ولا بالفعل، ولا بالقول، ولا بأى شىء، لسبب بسيط، هو أننى لا أشغل نفسى ـ بصراحة ـ في الأساس بتديُّن الآخرين، ويكفى جدًا أن أحاول شغل نفسى بذاتها عين نفسها، والعمل على إصلاح ما بها من عيوب قدر استطاعتى!

وبعيدًا عن نفسى ومشاكلها والطموح المُشترك بينى وبينها، والذي لا يهم أحدًا غيرنا كثيرًا، وبعيدًا كمان عن تعاليم الدين الإسلامى وأساسياته، وهل يقبل ديننا الحنيف أن يجلس المرء في بلكونة بيتهم بالفانلة أُم حمالات علشان يشرب البيرة، بينما تقف بجواره السيدة زوجته في البلكونة برضو وهى بقميص النوم، ومش عارف شربت معاه بيرة، واللا اكتفت بالمزَّة فحسب، فلم يوضح لنا الزميل الأستاذ (محمود سعد) أغلى إعلامي فضائى في مصر هذه النقطة بالذات، أثناء شرحه لعلامات الإسلام في بلدنا قبل عقد أو عقدين من الزمان، فإن الأمر يستدعى اجتهاد الواحد فعلًا للبحث عن السبب المُلح الذي دفع (سعد) للحديث بهذه الطريقة، وربط التديُّن الشديد بارتداء الرجُل لفانلته الداخلية، واحتساء البيرة، ومعاه الست عريانة في البلكونة، يعنى لو واحد لبس نفس الفانلة وقعد جوه أوضة النوم، مُمكن ياخد ثواب أقل؟ ولو واحدة خرجت البلكونة بجلابية أو بيجامة، مُمكن يكون كفارة فعلها ده إيه، خصوصًا لو كانت خرجت قبل ما تناول جوزها البيرة، هذه علامات استفهام مُهمة كان الواجب على الأستاذ (محمود) أن يترك لنا إجابات لها، حتى إذا ما فكرنا في اتباع هذا المذهب لمولانا الإعلامي القدير!

الغريب أن السيد (محمود سعد) كان سببًا مُباشرًا لتدهور هذا الاتجاه، والمذهب الوسطى الذي وصفه في فيديو حقق نسب مشاهدة قياسية على youtube، عندما بدأ يحيد قليلًا عن عمله كصحفى فنى ورقى في مجلة الشبكة مش فاكر أو الكواكب، من أجل تقديم برامج فضائية خفيفة لدرجة التفاهة من نوعية توجيه أسئلة للنجمة على غرار: بتحبى الكعب تسعة سنتى واللا سبعة كفاية؟ وأيهما أفضل بالنسبة لبشرتك: الزبادى بالخيار، واللا السكر بالليمون؟ أو للنجوم الذكور من نوعية: إيه أطرف موقف واجهك في حمام البلاتوه، وإيه نوع مُزيل العرق المُفضَّل عندك، قبل أن يدعوهم ـ للأسف ـ بتكرار عُرف عنه من يومها وحتى الآن لشُرب العصير، ولولا تميُّزه بالشفافية الشديدة بأن يُقدم العصير لضيوفه في كاسات شفافة، تكشف ما بداخلها، لظننا أنه يدعوهم للدخول للإسلام على طريقته، بأن يضع لهم البيرة بدلًا من العصير، ويمكن وقتها لم يكُن النجم الفضائى الأشهر قد اعتنق ذلك المذهب أبو بيرة وحمالات!

ولا يعنينى كثيرًا من باب كراهيتى للفضول، أو ربما من باب الأدب، أن أتساءل هل يلتزم (محمود سعد) نفسه بهذا المنهج حتى الآن، مادام متحمسا له بهذا الشكل، ومروَّجا له بهذا الإخلاص؟ يعنى هل يجلس حضرته في بلكونة بيتهم بالفانلة أُم حمالات ويشرب البيرة، بينما... إلى آخر هذه التعليمات التي لا تتعلًّق براجل البيت وحده فحسب، أم أنه حاد عنه لطريق الظلمات والتطرّف بعد ما ربنا فتحها عليه، وصار يتقاضى أكثر من عشر ملايين جنيه في العام، (ربنا يزيد ويبارك ويارب يبقوا عشر ملايين في الشهر أو في الفتوى أم حمالات حتى، هو أنا دافع حاجة من جيبى؟) وأصبح عنده بدل الفانلة عشرتلاف بدلة وكرافتة، وتلاقيه بيقعد في البلكونة بالاسموكن، وفى إيده عصير فريش بيور جاى من حدائق كاليفورنيا رأسًا، مش علبة بيرة كحيانة من اللى بتتباع عند بتاع العصير زى ما بيقول، كُل ده مش مُهم، لكن إيماناُ بالدور التنويرى لـ(محمود سعد) في المُجتمع، فالمفروض أطلب منه أن يبدأ بنفسه ويسرب لنا على النت حتة كده بالحمالات والبيرة وهو في البلكونة؛ علشان ناخد سيادته قدوة لينا، هو مش الإعلامي الفضائى قدوة مُجتمعية برضو للنشء والمُحدثين والغوغاء من أمثالنا؟!

وفى كُل الأحوال أعتقد أن الضجة التي صنعها فيديو مولانا (محمود سعد) ستدفعه حتمًا لتكرار نجاحاته في هذا المجال، وسيكون عليه أن يستغل الفُرصة في توضيح مدى أهمية احتساء البيرة بالثلج دينيًا، وهل ثواب الشُرب بالشاليموه أكثر من أجر قربعتها من الإزازة مُباشرة، مع توضيح فضل البيرة الكانز طبعًا، وقد يتطوَّر الأمر لقيام حضرته بتأليف موسوعة ضخمة مكونة من عدة مُجلدات يكون عنوانها: الفتاوى الخطيرة في ضرورة شُرب البيرة، وبعد انتهائه من هذا الموضوع، يقوم بتخصيص عدة حلقات لمُناقشة الفتاوى والاتجاهات في فضل الخروج بالفانلة الحمالات.. وربنا يديم علينا نعمة العقل!
Advertisements
الجريدة الرسمية