رئيس التحرير
عصام كامل

تحالف برلماني بقرار سيادي.. "الوفد والحركة الوطنية" ينسقان لمنع سيطرة الإسلاميين على مجلس النواب المقبل.. "المؤتمر" و"الجبهة المصرية" يلبيان الدعوة.. و"حزب مصر" يطالب الأحزاب بالتوافق

انتخابات -صورة أرشيفية
انتخابات -صورة أرشيفية

تحالفات هنا وتجمعات هناك، الكل يعمل على قدم وساق من أجل حسم انتخابات مجلس النواب، ولذلك لن يكون من المصادفة أن تشهد اللحظات الأخيرة تحالفًا من نوعٍ خاصٍ يشمل تجمعًا غير مسبوق لأحزاب وحركات «الحركة الوطنية، الشعب الجمهوري، مصر بلدي، والمؤتمر، والتجمع، والغد، ومصر الحديثة، والجيل الديمقراطي».



بات من المقرر أن التحالف الانتخابي الجديد يحمل اسم «الجبهة المصرية.. معًا نبني مصر» ليكون أول تحالف انتخابي يتم تدشينه من قبل الأحزاب المدنية في محاولة لتوحيدهم داخل كيان واحد لتكون لهم أغلبية البرلمان المقبل.

ففي يوم تدشين التحالف وخلال مؤتمر صحفي بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، أجرى الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، اتصالًا هاتفيًا بغالبية قيادات تحالف «الجبهة المصرية» دعاهم خلاله إلى عقد لقاء بين قيادات تحالف «الوفد المصري والجبهة المصرية» للتنسيق فيما بينهما خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة.

إلا أن قيادات حزب الحركة الوطنية المصرية الذي يرأسه الفريق أحمد شفيق، رفضت تلبية الدعوة؛ نظرًا للهجوم الذي تعرضت له قيادات الحزب من بعض أعضاء حزب الوفد، ووصفهم لهم بأنهم من «فلول نظام مبارك»، متعجبين من توقيت إرسال رئيس الوفد الدعوة في نفس يوم إعلان التحالف.

بينما وافقت قيادات أحزاب المؤتمر وجبهة مصر بلدي، على تلبية الدعوة والتقوا مساء نفس يوم التدشين بكل من الدكتور السيد البدوي، والدكتور بهاء أبو شقة، ومحمد أنور السادات، بمنزل الأول، وتباحثوا في التنسيق بين التحالفين خلال الانتخابات المقبلة.

وأكدت مصادر من داخل التحالف أن رفض حزب الحركة الوطنية وبعض الأحزاب الأخرى المشكل منها التحالف، التنسيق مع حزب الوفد وتحالفه خلال انتخابات مجلس الشعب المقبل، قد لا يستمر طويلا، وأن قيادات «الجبهة المصرية» الذين اجتمعوا بـ«البدوي» يقع على عاتقهم مهمة إذابة الجليد بينهم، وإقناعهم بضرورة التوحد والتنسيق فيما بينهم.

وأضافت المصادر لـ«فيتو» أن: أحد أسباب إجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية يرجع إلى ضرورة وجود رئيس يستطيع تجميع كافة القوى على هدف واحد لمواجهة المخاطر التي واجهتها البلاد سواء داخليًا أم خارجيًا، مشيرًا إلى أن «الدولة العريقة» ستلعب دورًا مهمًا خلال المرحلة المقبلة لتوحيد كافة الاتجاهات المدنية خلال اللحظات الأخيرة في تحالف واحد، وإن لم يكن كذلك فسيتم التنسيق فيما بينهم.

وأوضحت المصادر أنه في اللحظات الأخيرة قبل بدء الانتخابات البرلمانية سيتم إصدار أوامر من جهات سيادية إلى جميع الأحزاب والقوى المدنية للتحالف داخل قائمة واحدة تجمع جميع القوى السياسية، سواءً أحزاب الكتلة المعارضة التي دعمت حمدين صباحي في الانتخابات الرئاسية وتحالف حزب الحركة الوطنية برئاسة الفريق أحمد شفيق وتحالف الوفد المصري برئاسة السيد البدوي، رئيس حزب الوفد؛ وذلك لخوض الانتخابات البرلمانية في مواجهة تيار الإسلام السياسي ومحاولاته للسيطرة على البرلمان، والتنسيق فيما بينهم داخل دوائر المقاعد الفردية، وذلك لتجميع كتلة وطنية وراء رئيس الجمهورية تساعده في إصدار القوانين ودفع عجلة التنمية إلى الأمام وتجنب أي محاولات لتعطيل خارطة طريق المستقبل.

وأشارت إلى أن هناك عددًا من التقارير السيادية التي أكدت سعي جماعة الإخوان للتنسيق مع عدد من العائلات الكبيرة في عدد من المحافظات، فضلا عن الاتصالات مع التيار السلفي لتكوين جبهة انتخابية لحصد الثلث المعطل في مجلس النواب، وهو ما يعيق أي قرارات لرئيس الجمهورية أو الحكومة التي سيتم تشكيلها بعد انتخابات البرلمان.

بينما طالب قدري أبو حسين، رئيس حزب مصر بلدي وعضو المجلس الرئاسي، الأحزاب المتصارعة بنسيان هذا الصراع، خلال الفترة المقبلة، وإعلاء المصلحة العليا للبلاد خلال أهم مراحل التاريخ المصرية التي تفوق في أهميتها وخطورتها فترة نكسة 67 وحرب الاستنزاف.

وأضاف «أبو حسين»، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أنه: يجب أن يتحمل كل طرف مسئوليته ونتوحد لمنع سيطرة الإسلاميين على البرلمان المقبل والذي يعد أهم استحقاق في خارطة الطريق التي تم الإعلان عنها عقب عزل محمد مرسي العام الماضي.

وأكد رئيس حزب مصر بلدي أنه إذا فشل هذا الاستحقاق فيعني ذلك فشل خارطة الطريق بأكملها، خصوصًا أن البرلمان المقبل سيتولى مهمة إصدار التشريعات التي تحتاجها البلاد، خلال الفترة المقبلة، ما يتطلب أن نكون على قدر كبير من الحذر عند انتخاب النائب؛ حتى لا نفاجأ بتكرار تجربة جماعة الإخوان.
الجريدة الرسمية