رئيس التحرير
عصام كامل

سعد «دُفن» مرتين

فيتو

هو الأشهر من زعماء مصر في العصر الحديث وقد قاد ثورة 1919.. ثورة شعبية تحمل آمال أمة فوضت"سعدها" نحو المطالبة بالاستقلال التام أو الموت الزؤام بحسب النداء الأثير الذي اقترنت به ثورة 1919..


أعود إلى سعد باشا زغلول زعيم مصر العظيم للحديث عن ذكرى وفاته وقد رحل 23 أغسطس سنة 1927. رحل سعد زغلول بعد أن جاهد بإخلاص لأجل الاستقلال وقد نجح في تحريك قضية مصر في الداخل والخارج ويحسب لثورته أنها أيقظت الوعي وتركت رسالة خالدة مفادها أن مصر ثائرة إلى أن تتحرر..

ولد سعد زغلول في شهر يوليو سنة 1859 ورحل في 23 أغسطس سنة 1927 وقد كانت حياته مثيرة قاضيا وسياسيا ورئيسا للوزراء والأهم هو أنه حمل رسالة أمة تتوق إلى الحرية وقد لقي ربه وأكمل الشعب بأسره المسيرة إلى أن خرج من نبت مصر ضباطًا أحرار قادوا ثورة 23 يوليو 1952 إيذانا بمفارقة العتمة وبلوغ شمس النهار حيث الحرية ومفارقة العبودية في بداية لمصر الحرة المستقلة..

وأعود ليوم وفاة سعد وقد دفن مرتين المرة الأولى في أعقاب الوفاة حيث دُفن في مقابر الإمام الشافعي وقد ارتأت الحكومة بناء "ضريح يخلد ذكراه لينتهي بناء الضريح في عام 1931 وقد رفضت أرملة سعد باشا السيدة صفية زغلول نقل الجثمان مرة ثانية ليظل الأمر مجمدا وقد رفض عدوه اللدود إسماعيل باشا صدقي أن يقتصر الضريح على شخص واحد مبتغيا أن يكون لزعماء مصر ولكنه أخفق، وفي 19 يونيو عام 1936 تم نقل رفات سعد زغلول للضريح بعد تسع سنوات من وفاته..

وفي اليوم السابق لنقل الرفات تم التأكد من وجود الرفات في المقبرة من جانب رفاق سعد باشا، ويوم نقل الرفات للضريح تم لف الجسد الطاهر في أقمشة حريرية ليوضع في نعش جديد ليشيع سعد باشا مجددا وقد وضع النعش على عربة عسكرية تجرها الخيول في جنازة تقدمها أحمد باشا ماهر رئيس الوزراء وقد اخترقت الجنازة شوارع القاهرة حتى وصلت للضريح في شارع الفلكي بالقاهرة وقد أقيم بجوار الضريح سرادق ضخم لاستقبال كبار رجال الدولة وقد ألقى النحاس باشا كلمة أبكت القلوب وأبكت أم المصريين صفية زغلول أرملة سعد باشا.... رحم الله زعيم مصر سعد زغلول. زعيما خالدا على طول الدوام.
Advertisements
الجريدة الرسمية