رئيس التحرير
عصام كامل

سباحة ضد تيار.. النفاق!


كان باستطاعة الشيخ قرشي سلامة، نقيب الأئمة والدعاة بقنا، أن يتجنب تلك العواصف التي تفجرت فجأة في وجهه ووصلت إلى حد التهديد بالفشل، لو أنه وافق على السير في مواكب النفاق.. وساير قيادات الوزراء بالمحافظة التي تؤكد تقاريرها لوزير الأوقاف بأن «كل شيء تمام» ولا توجد دعاوى للتطرف في جميع مساجد قنا.


اختار أمام الأئمة الطريق الصعب، وقرر السباحة ضد التيار وأن يضع الحقائق كاملة أمام الوزير وفضيلة المفتي، قال إنه رصد مجموعات شبابية تتراوح أعمار أفرادها بين ١٨ و٣٠ سنة يميلون بالعاطفة لما يفعله داعش في العراق والشام، وأسلوبه الدموي لتطبيق الشريعة الإسلامية.

وحرص الرجل على التأكيد أنهم مجموعات متعاطفة وليست جماعات تكفيرية منظمة، وأنه رصد تحركهم في ٢١ مسجدًا بالمدينة.. حاول الشيخ أن يحاور هؤلاء الشبان ولكنهم لقموه بالابتعاد عن طريقهم باعتباره يتقاضى راتبًا من حكومة كافرة.

وجاء رد فعل الشيخ خالد خضر عنيفًا.. فقد أحاله إلى التحقيق للإدلاء بتصريحات لأشياء غير موجودة في الواقع.. ووصف تصريحات الزمام بأنها «فرقعة» إعلامية.

وكان رد المجموعات الشبابية أكثر عنفًا.. فقد تلقى الرجل تهديدات بالقتل وإبادة عائلية من الوجود، خاصة أنه حدد أن تلك المجموعات مزيج من أبناء الجماعات الإسلامية والنور وجماعة الإخوان الذين يشعرون بالغضب بعد فشل قياداتهم في الحكم.

وتصادف أنه في نفس يوم إحالة الشيخ قرشى إلى التحقيق بدعوى «الإدلاء بتصريحات عن أشياء غير موجودة في الواقع دون الرجوع للجهة التابع لها». يصدر الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، تصريحات صحفية تؤكد أن فكر «داعش» وصل إلى مصر، وأن الجماعة تتبنى هذا الفكر ولكنها تلجأ إلى «التقية».. ولم يكتفِ مستشار المفتي بذلك إنما أضاف: «إن دار الإفتاء تدق ناقوس الخطر لكل المسئولين من أجل تضافر الجهود لو أن هذا الفكر (وتبره) نهائيًا».

ومسئولية المواجهة التي تدعو إليها دار الافتاء، لا تقع على وزارة الأوقاف وحدها ولا على الأمن وحده.. وإنما يجب أن تتصدى لها الدولة بكل مؤسساتها، وكذلك منظمات المجتمع المدني والصحافة المقروءة والمرئية.. والمسرح والسينما، وأن يدرك الجميع أن المعركة لن تحسم في وقت قصير، لأنها تتعلق بمواجهة الفكر التكفيري الهدام الذي تم غرسه في عقول البسطاء عبر سنوات طويلة.

والبداية الصحيحة يجب أن تكون الاعتراف بخطورة هذا الفكر، وتبني أعداد لا يستهان بها من مهام نشره، خاصة في محافظات الصعيد، وبين قاطني الأحياء العشوائية.. وسكان القرى الأكثر فقرًا.

لذلك أدعو وكيل وزارة الأوقاف أن يسحب قرار التحقيق مع إمام الأئمة، وأن يعترف بوجود الجماعات التكفيرية في مساجد قنا.. حتى يمكن التعامل معها سواءً بالحوار.. أو بوسائل أخرى. خاصة أن وزارة الأوقاف ومشيخة الأزهر بدأتا تنظيم قوافل دعوية في مساجد المحافظة.. وفق تصريحات أدلى بها الشيخ قرشي سلامة.
الجريدة الرسمية