رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي ناقد اجتماعي للممارسات الإعلامية


اجتمع الرئيس "عبد الفتاح السيىسى" مؤخرًا مع نخبة من الإعلاميين ومارس نقدًا اجتماعيًا مفتوحًا للممارسات الإعلامية المتدنية والسائدة هذه الأيام.


وقد سبق لى، بعد أن ضقت ذرعًا بالتدنى الشديد في الممارسات الإعلامية وبهبوط المستوى المهنى للكتاب الصحفيين والمذيعين ومقدمى البرامج، أن نشرت مقالًا في الأهرام بعنوان "الإعلام بين الغوغائية والمسئولية الاجتماعية".

وقد اخترت في هذا المقال ثلاث حالات بارزة، الأولى تتمثل في الأداء الهابط لمقدم برنامج توك شو شهير يخاطب الرئيس "السيسي" بأسلوب غير لائق وفيه مزايدة سياسية وادعاءات كاذبة حين قال له: "عبد الفتاح يا سيسي" أطفال غزة الذين ماتوا في رقبتك!

والسؤال هنا موجه لهذا المذيع الغوغائى هل "السيسي" حقًا هو المسئول عن المغامرات غير المحسوبة التي تقوم بها حركة حماس على حساب الشعب الفلسطينى المناضل ولحساب من يدفعون لقادتها ملايين الدولارات والتي حولتهم إلى أثرياء تتضخم ثرواتهم دون أدنى إحساس بالمسئولية إزاء الشعب الفلسطينى؟

ولم يكتف المذيع الغوغائى بذلك ولكنه قال مخاطبًا "السيسي": " أنت من قلت لو دول الخليج احتاجتنا فمسافة السكة" فلماذا لا تفعل ذلك مع إسرائيل بعد عدوانها على غزة؟!

وكأن المذيع الجاهل يحرض الرئيس على شن حرب ضد إسرائيل! وهذا هو الذي جعلنى أتحدث عن "عودة جنرالات المقاهى" الذين انتشروا على مقاهى القاهرة بعد هزيمة يونيو 1967 يخططون لكيف يمكن إلقاء إسرائيل في البحر.

وقد قرأت مؤخرًا نتيجة استطلاع رأى تم تطبيقه على عينة من المشاهدين وعبرت الأغلبية العظمى عن ضيقها الشديد ببرامج التوك شو التي تحول مقدموها إلى مفكرين إستراتيجيين وعباقرة يتولون الفتوى، بجهالة لا يحسدون عليها، في كل أمور الحياة!

أصبحت برامج مملة وتحول بعض من عملوا "كومبارس" في أحد برامج التوك شو إلى أصحاب برامج وعلا صوتهم ومارسوا من فنون الغوغائية ما لا عين رأت ولا أذن سمعت!

ولا أنسى أن أحد مقدمى برامج التوك شو وهو إعلامي مشهور يتقاضى ملايين الجنيهات سنويًا في مقابل الترهات التي يبثها في برنامجه وهو معروف بجهله الشديد وضحالته الفكرية، حاول ذات مرة أن يصف الحالة غير المستقرة للمجتمع المصرى هذه الأيام.

فقال، لا فض فوه، المجتمع المصرى دلوقت زى الجيلى أو المهلبية! ولكنه لم يقنع بهذه الصياغات العبقرية فأضاف إبداعًا جديدًا في الوصف قائلًا هو في الواقع زى "لية الخروف"! أهذا مستوى لمذيع يخرج على الناس مرات متعددة كل أسبوع لكى يفتى فيما لا يعرفه؟

وهناك حالات أخرى تعبر عن السقطات الإعلامية تتمثل في أن أحد الكتاب الصحفيين ألف كتابًا كاملًا يحاول فيه هدم السيرة المضنية للأستاذ "محمد حسنين هيكل". وحالة أخرى لكاتبة صحفية كرست جهودها إحدى المرات لتشويه عائلة "ساويرس".

ليس غريبًا إذن أن يمارس الرئيس "السيسي" النقد الاجتماعى للممارسات الإعلامية المتدنية مطالبًا الإعلاميين بأن يراعوا المهنية وقبل ذلك يراعوا مصلحة مصر.
الجريدة الرسمية