رئيس التحرير
عصام كامل

بلاغ عاجل إلى وزير الداخلية


يجب أن نتفهم ونقدر ونساند ونشجع كل الجهود التي تقوم بها وزارة الداخلية من أجل استعادة الأمن في كل ربوع مصر في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها.. ولكن هذا التفهم والتقدير والتشجيع والمساندة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يأتي على أبسط أنواع الحرية لـ "البني آدمين".. وهي التي تأتي من أبسط أنواع إساءة استخدام الحريات الشخصية من الـ "البني آدمين" أيضا.

فهناك الكثير من الظواهر البشرية التي لا يمكن السكوت عنها خاصة وأنها تبدو للكثيرين بأنها بسيطة للغاية ولكن هي في حقيقة الأمر كبيرة.

أتحدث عن ظاهرتين خطيرتين للغاية تسيطران على المنطقة التي تبدأ من "الكيت كات" بطول كورنيش النيل وحتى مطلع الكوبري الدائري في الوراق.. الظاهرة الأولى تتمثل في هذا الكم الكبير جدا والمبالغ فيه من الشماريخ والخرطوش والصواريخ وطلقات النار التي يتم سماعها مساء كل يوم بشكل مرعب ومخيف في هذه المنطقة بسبب وجود كم كبير من قاعات الأفراح على طول الكورنيش..هي بالفعل أصبحت ظاهرة مخيفة ومرعبة ومهددة لحياة البشر..مخيفة ومرعبة بسبب الصوت العالي التي تصدره هذه الصواريخ والشماريخ ومهددة لحياة البشر لكونها تنطلق إلى أعلى وبسهولة جدا أن تصل إلى منازل من يسكنون على الشارع..وبالفعل حدث ذلك مع أحد المنازل ووصل البارود المضروب إلى "بلكوناتهم".. ولولا ستر الله لحدث ما لا يحمد عقباه بسبب هذا الكم الغبي والمخيف الذي تم إطلاقه في السماء من الشباب الموالين لأحد الأفراح.

أما الظاهرة الثانية فتتمثل في المراكب النيلية الكثيرة التي تتواجد مساء كل يوم في هذا المنطقة.. المشكلة هنا ليست في الكم الكبير من هذه المراكب-ربنا يزيد ويبارك– ولكن المشكلة تتمثل في هذه الأصوات العالية جدا التي تصدر من هذه المراكب.. أصوات أغاني من سماعات ضخمة تستمر حتى الساعات الأولى من الصباح..فما ذنب من يسكنون على الشارع ؟..هل مطلوب منهم التفاعل مع هذا التعدي الإجباري على حرياتهم حتى يأتي الصباح لكي يخلدوا إلى نومهم ثم لا يذهبون إلى أعمالهم..ونعود لنقول من جديد..مصر تحتاج إلى العمل وزيادة الإنتاج.

من الواجب علينا أن نقدم بلاغا لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم لإصدار تعليماته بضبط هاتين الظاهرتين..فلو افترضنا أن ما يستخدم من شماريخ وصواريخ وطلقات خرطوش قانوني– وهذا ليس صحيحا بالطبع – فإنه من الضروري أن لا تكون حرية من يقومون بذلك من خلال أفراحهم هي بالأساس تعدٍ على حريات الآخرين..ولو افترضنا أن أصحاب المراكب يرزقون من وراء وجودهم بالنيل حتى مطلع الفجر فهذا ليس معناه أن يقومون بإساءة استخدام السماعات الموجودة بمراكبهم بإزعاج الآخرين وإجبارهم على النوم معهم مع مطلع الصباح.

أعتقد أن هاتين الظاهرتين الخطيرتين يحتاجان إلى وقفة حاسمة من وزارة الداخلية..اللهم إلا إذا اعتبرت وزارة الداخلية صاحبة فرض الأمن والأمان لجموع البشر على أرض المحروسة بأنهما من الرفاهيات وأن الوزارة مشغولة الآن بمحاربة الإرهاب.

يا سيادة وزير الداخلية.. أرسل مندوبيك للتأكد من خطورة ما يحدث على شارع الكورنيش يوميا بسبب هاتين الظاهرتين.. وإذا لم ترسل وتهتم وتتجاهل كل ذلك ربما تقرأ في يوم من الأيام أن طفلا صغيرا أو كهلا كبيرا لقي مصرعه بسبب خرطوش طائش أو وجود مجزرة بين الأهالي وأصحاب المراكب.. اللهم بلغت اللهم فاشهد..!!
Gebaly266@yahoo.com
الجريدة الرسمية