رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عن استبعاد المالكي والتسويات المحتملة؟!


هل يعني استبعاد السيد نوري المالكي من رئاسة وزراء العراق، فيما بدا وكأنه نقطة التقاء بين السياستين الأمريكية والإيرانية، وجود تسويات يعمل عليها الجانبان؟!.


يعرف القريبون من الساحة السياسية العراقية أن مطلب استبعاد السيد المالكي من رئاسة الوزراء هو مطلب داخلي في الأساس وأن هذه الرغبة سبقت الدخول الداعشي إلى الموصل وقد عبر عنها بكل وضوح المرجع الديني الشيخ بشير النجفي قبل إجراء الانتخابات أي في أبريل الماضي.

كما يعرف هؤلاء أن الموقف العلني الذي أطلقه الشيخ النجفي ربما كان سببا في زيادة نسبة التصويت لصالح المالكي لأن الشارع العراقي يبدو منقسما حول حق رجال الدين في التدخل المباشر في العملية السياسية فمنهم من يعارض ذلك بقوة.

من ناحية أخرى فلم يكن تدخل المرجعية في عملية اختيار رئيس الوزراء مجرد انحياز لطرف مقابل طرف كما يعتقد البعض بل انطلاقا من رؤية تقول إن بقاء السيد المالكي في موقعه سيؤدي حتما لتدهور الأوضاع في العراق المهدد وجوديا من قبل داعش وحماتها الكبار.

السبب وراء ذلك لا يتعلق بإرضاء أحد أطراف العملية السياسية كما يظن البعض بل لأن ثمة (أخطاء سياسية كبرى ارتكبها نوري المالكي) وأن هذه الأخطاء هي التي أوصلت العراق إلى هذا المأزق الوجودي الخطير..

يقول مؤيدو استبعاد المالكي إن أخطاء الرجل كانت كبيرة مثلما كانت إنجازاته كبيرة ولا يمكن إنكارها.

فالرجل أصر على الخروج الكامل للقوات الأمريكية من العراق وعدم منح من بقي منهم حصانة قانونية ضد أي ارتكاب، وهو أيضًا من وقف ضد المؤامرة على سوريا وأسهم بشكل فاعل في تقويض دعائم هذه المؤامرة.

الرجل أيضًا وقف وقفة حازمة ضد الإرهاب المدعوم تركيًا وعربيًا ولذا تم استهداف العراق عبر داعش انطلاقًا من قواعد تواجدها في هذه الدولة الأطلسية.

أما على المستوى الداخلي فيأخذ عليه معارضوه أنه زج بنفسه في كثير من الاشتباكات التي كان هو والعراق في غنى عنها مما أضعف موقفه الداخلي بشدة وأدى إلى وضع داخلي شديد التوتر.

كما يأخذ عليه البعض أنه أُبلغ بالهجوم الداعشي الوشيك إلا أن بعض أقرب معاونيه من البعثيين السابقين طمأنه إلى عدم خطورة الوضع مما سهل على الداعشيين مهمتهم.

لا نعتقد بأن ثمة تسويات أمريكية إيرانية سهلت خروج المالكي حتى لو أعلنت أمريكا رضاها عن استبداله بآخر من ذات الحزب والكتلة بل نعتقد أن العراق قد دخل مرحلة جديدة تستدعي تقوية الجبهة الداخلية والإعداد لمواجهة مع داعش وحماتها العرب والأتراك تحتاج إلى وقت وجهد وصبر.
Advertisements
الجريدة الرسمية