رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أخطر فتوى دينية


بما أننا نحيا وسط مجتمع موهوم أغلبه بتدينه الأجوف الظاهرى القشرى، فنحن في حاجة إذن إلى توجيه أسئلة مشروعة لفضيلة مفتى الجمهورية وأصحاب الفضيلة من مستشاريه الذين تأتيهم يوميا آلاف الأسئلة تستفتيهم في أمور عفا عليها الزمن وتخطتها الأمم من أزمان بعيدة مثل...هل الغناء حرام..هل يمكن أن أستمع لغناء بغير موسيقى، ما رأى الدين في حلق اللحية.. زوجى يجبرنى على النقاب ولا أريد ارتداءه.... والأسخف طبعا من نوعية هل إلقاء القمامة أمام منزل جار حرام !!! وكان السائل لا يدرى إن كان ذلك الأذى حراما أو حلالا وينتظر فتوى من شيخ لتبيح له أو تمنعه !

الفتوى في مصر، التي مازالت تصر على أنها أم الدنيا والغرائب والعجائب والطرائف والهموم، تحولت إلى تجارة رابحة على الفضائيات المتاجرة بالدين والمتربحة من بيع الدين كسلعة أو مشروع ربحى مضمون الجدوى.. لذا تجد أسئلة تافهة وردود أتفة منها بكثير تفتى الجهلاء وتسلى الذين لا يجدون عملا يشغلهم وكأن المجتمع صار شديد الورع والتقى بينما الدين بمعناه العام سواءً كان إسلاما أو مسيحية أو يهودية بعيد جدا عن حياتنا، فنحن مجتمع ترتع فيه المظالم وتنمو فيه الرشوة ويتفشى فيه النفاق وتورث فيه الوظائف ومع ذلك نصر على أننا شعب متدين !!

و هنا أسأل فضيلة مفتى الجمهورية مباشرة... هل توريث الوظائف العليا في مصر في الجامعات والأماكن العليا والبنوك حرام أم حلال ! وهل بيع تلك الوظائف لمن يدفع أكثر حلال أم حرام !... طبعا سيفتينى الشيخ بأن هذا حرام حرام حرام.... ولكن لم ينته سؤالى بعد !

هل الأموال التي يتقاضها سيادة الباشا الصغير المحظوظ الوارث لوظيفته الكبيرة بغير وجه حق أو الذي دفع رشوة ضخمة لكى ينالها، حلال يا مولانا، هل راتبه الذي يقبضه بالآلاف كل طلعة شهر حلال وهل طعامه وشرابه وملبسه الذي تيسر له بالفساد بدلا من شخص آخر أحق بمكانه حلال ؟....أحلال كل هذا أم حرام !

شخصيا لا أعلم الرد من فضيلة المفتى ولكن ما علمنا الرسول عليه الصلاة والسلام، استفت قلبك ولو أفتوك، فأنا أشك في حل هذا ولكننى أجهل الفتية وأخشى النار التي يسارع لها من يفتى بغير علم ولكن... إذا كانت حراما فلماذا لا يخرج علينا المفتى وشيوخ دار الإفتاء بفتوى صريحة بحرمة ذلك، أليس هذا أدعى وأهم وأخطر وأنفع للمسلمين ولغيرهم من فتاوى تحرم السجائر مثلا ومع ذلك يشربها غالبية المصريين !

هل من يبدأ حياته بالفساد مؤتمن على الرعية أو المواطنين يا فضيلة المفتى.. إن كان بالطبع.. لا، فلما تصمت يا صاحب الفضيلة ! لما ترون الفساد ولا تخرجون لإدانته والفتوى بتحريمه.. هل عليكم إثم في هذا أم إنه حلال ومستحب للسلامة الشخصية والوظيفية !

أخيرا وليس آخرا، هل من وظيفة المفتى أن ينتظر تلقى الأسئلة بخصوص الفساد في مجتمعه أم يسعى هو لتصويب الفساد وكشفه وإدانته بدون طلب شخصى أو سيادى من النظام... أفيدونا أفادكم الله.
fotuheng@gmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية