رئيس التحرير
عصام كامل

مهندس مراجعات الجماعة الإسلامية: أقول للموجودين في قطر.. كفاية دم

فيتو

  • أقول للإخوان الأنظمة تسقط بالظلم وليس بالعنف
  • قطع الطرق وتفجير محطات الكهرباء حرام شرعًا
  • الحركة الإسلامية أكبر متضرر من ممارسة الإخوان للعنف
  • التيار الإسلامي الخاسر الأكبر في ثورتى 25 يناير و30 يونيو
  • السلفيون يتعرضون لحرب شعواء من الإسلاميين
  • إلغاء الأحزاب الدينية سيؤدى لعودة التكفير والعمل السرى
  • لا وجود تنظيمي لداعش في مصر

أُطلق عليه مهندس مراجعات الجماعة الإسلامية في حقبة التسعينات مع كرم زهدى، تعرفه كل التيارات الإسلامية في الداخل والخارج باعتباره أحد القادة التاريخيين للجماعة الإسلامية الذي حمل على عاتقه وقف العنف ضد الدولة ورغم ذلك أمضى العديد من سنوات عمره خلف أسوار السجون في عهد مبارك حتى كانت وقفته الشجاعة بالمراجعات الدينية داخل أسوار السجون التي حقنت دماء عديدة وأوقفت العنف الذي كان يمارس في ذلك الوقت.

"فيتو" حاورت الدكتور ناجح إبراهيم القيادى التاريخى بالجماعة الإسلامية في ظل إصرار جماعة الإخوان على التحريض من الخارج والداخل لإسقاط الدولة المصرية، وفى ظل الحديث عن وصول ما يسمى تنظيم "داعش"؛ لإقامة دولة الخلافة في مصر. 

**في البداية كيف ترى جهاد الفنادق الذي يمارسه البعض من قطر على غرار ما كان يحدث في رابعة ؟
* المتواجدون في قطر هربوا، ويديرون الأمور من الخارج؛ لخوفهم من أن تكون المحاكمات غير عادلة؛ خاصة بعد أن قامت الدولة بالتخلص من الكل بضربة واحدة ووضعهم في سلة واحدة سواء من مارسوا العنف فعلاً أو من لم يمارس، وإدارة هؤلاء دفة الدعوة للتظاهر وممارسة العنف أمر مرفوض وهو ما كانت تمارسه جماعة الإخوان أيام رابعة، وبالتالى كان يتحتم على القيادة التي تقوم بدور التحريض من قطر أن تحافظ على الشباب مثلهم مثل أبنائهم بإبعادهم عن الصراع السياسي بدلاً من المغامرة بأرواحهم.

**هناك إصرار من الإخوان على إسقاط الدولة وممارسة العنف، فما رأيك ؟
*الإصرار على التظاهر هي محاولات يأس من جانب جماعة الإخوان التي فقدت الأمل في العودة إلى سدة الحكم، والثورة لا تحدث كل عام والثوارات نوادر وطفرات تحدث كل 50 أو 70 أو 100 عام، ومن يتصور منهم أن الثورات تقوم كل عامين لا يعرف شيئا عن فلسفة الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهل كلما تأتى ذكرى رابعة سيسقط ضحايا دون طائل وإذا كانت تظاهرات تحالف دعم المعزول لا تزيد عن 50 فردا لمدة نصف ساعة وتنصرف فماذا ينتظر منها، وهنا أقول لهم أن أقصى درجات العنف لم تسقط أي نظام وإنما الظلم الاجتماعى هو من أسقطه، ومن هنا أقول إن قطع الطرق وتفجير محطات الكهرباء وتعطيل المترو وإيقاف الحياة العامة حرام شرعًا لأن الشعب سوف يزداد كراهيته للداعين لذلك لمعاداتهم له وتضاف نقاط لصالح الحاكم ولن يسقط النظام.
**وهل تويد موقف صفوت عبدالغنى وعاصم عبدالماجد في مسلكهم ؟
*لا أريد الحديث عن أشخاص أو أسماء فهولاء عشنا معهم طويلاً وأكلنا معا وهم في محنة وبالتالى لا أريد الإساءة لأحد.
** من الرابح ومن الخاسر من التيار الإسلامي في الثورتين؟
*التيار الإسلامي ككل هو الخاسر بدرجة أو بأخرى من سمعته ومن قبول الناس له وقبوله سياسيا ودعويا لأن بعضه أراد كل شيء ففقد كل شيء.
**وماذا تتوقع للتيار السلفى في الانتخابات القادمة بعد اتهامهم للدولة بمحاولة تعطيل الانتخابات البرلمانية القادمة ؟
*التيار السلفى لن يحقق نجاحًا كبيرًا لأنه يتعرض لحرب وهجوم شرس من جانب الإسلاميين أشد من الهجوم الذي كانوا يتعرضون له من العلمانيين والليبراليين والاشتراكيين والناصريين، ويتزعم الإخوان وتحالف دعم المعزول التابع له هذا الهجوم من أجل أن يسقطوا جميعا ويصبح المجلس القادم بلا إسلاميين لاعتقاد الإخوان أن السلفيين يريدون أخذ أماكنهم.
**البعض أقام دعوى قضائية لتجميد حزبى النور والبناء والتنمية باعتبارهما قاما على أساس دينى بالمخالفة للدستور، ما رايك ؟
*أنا ضد تجميد أي حزب من الأحزاب بل إن المادة الثانية من الدستور تقول إن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع وبالتالى إلغاء الأحزاب من شأنه مزيد من التطرف والعنف وعودة التكفير والعمل السرى. 

**هل هناك وجود لداعش في مصر؟
*هذا الكلام غير صحيح، فداعش ليس لها وجود تنظيمى في مصر لأن تكوين تنظيم يحتاج بعض الوقت ولكن هناك أفكار لداعش ينبهر الشباب بها ويظن أن هذا التنظيم أقام دولة كبرى في العراق وسوريا وليبيا وبالتالى يريدون تطبيق النموذج في مصر.
**ما حقيقة أن أفكار داعش الأكثر تشددا تجعلها أخطر من القاعدة على الإسلام؟
*هناك أخطار عديدة على الإسلام ولكن الأخطر أن يأتى الخطر من داخل الإسلاميين، فجماعة داعش تكفر الإخوان وتكفر مرسي ودعت الظواهرى للتوبة وتكفر الأحزاب وترى أن اتخاذ الديمقراطية طريقا للحكم كفر وبالتالى هم يكفرون بالجملة بما في ذلك كل الجيوش العربية، وبالتالى هم لا يريدون أن يفهموا أنهم دعاة لا قضاة ولم تكن مسئوليتهم الحكم على الناس فهم يظنون أن الله سيدخلهم الجنة لتكفيرهم لأكبر عدد أو قتل أكبر عدد وبالتالى لا يفهمون الإسلام الذي أدخل امرأة النار من أجل "هرة" وأدخل باغية الجنة لأنها سقت كلبا. 
**لماذا لا تتوجه هذه الجماعات إلى فلسطين لتحريرها بدلا من ترويع المسلمين؟
*كل واحد يتبنى فكر التكفير يصرفه الله عن حرب أعداء الإسلام الحقيقيين ويقتل المسلمين والنبى صلى الله عليه وسلم قال يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان وبالتالى لم يسبق لهذه الجماعات لا القاعدة ولا أنصار بيت المقدس ولا داعش أن قامت بعملية واحدة ضد إسرائيل والرسول تنبأ بذلك.
**وهل تعتقد أن داعش والجماعات التكفيرية تستطيع إقامة دولة الخلافة؟
* الإجابة لا لأن هذه المجموعات منذ عصر الخوارج كان لديها جيوش ورغم ذلك لم تستطع إقامة دولة بل إن القاعدة هدمت دولة طالبان وذهبت للصومال واليمن ومالى ونيجيريا ولم تستطع إقامة دولة وكانوا في سيناء وخرجت ضدهم القبائل، في حين أنهم احتلوا الأديرة.
**هل اختلفت الجماعات الحالية عما كانت عليه في السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن الماضى ؟
*نعم اختلفت فالإخوان أرقى بكثير من بيت المقدس، والجماعة الإسلامية والدعوة السلفية أفضل من داعش وجبهة النصرة لأنهم لا يكفرون المسلمين رغم وجود خلاف سياسي بينهم وبين الدولة أما الجماعات الحالية فهى سطحية في فهم الإسلام ويركزون على الصورة دون الجوهر.
**لماذا عادت الهجمة الشرسة للتكفيريين بعد 25 يناير؟
*التكفيريون كانوا تعرضوا للقمع في عهد مبارك نتيجة القبضة الأمنية التي وجهت إليهم ضربات موجعة وكان الإخوان والجماعة الإسلامية يردون عليهم ثم إن التكفيريين ليس لهم زعيم أو مال أاصبح لهم ذلك وأقاموا ثلاثة معسكرات في سيناء وجاء إليهم المتدربون والسلاح من ليبيا مما منحهم قوة.
**كيف يمكن التصدى لجماعات التكفير وفكرها التكفيرى ؟
*التصدى يكون باتخاذ الدولة للمبادرة بالتفريق بين التكفيرى الذي يقتل وطالب الجماعة والإفراج عن الذين لم يقتلوا وأن تمد الدولة يدها لأبنائها وتعوض من قتلوا في رابعة باعتبارهم قتلوا خطأ.

الجريدة الرسمية